سورية

عمان اعتبرت أن خسارة داعش لا تعني انتهاء «التحدي الإرهابي» … فيسك للمطبلين بالانتصار على التنظيم: لم ينهزم

| وكالات

أكدت عمّان، أمس، أن خسارة تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق لا تعني انتهاء «تحدي الإرهاب»، في وقت اعتبر الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن التنظيم «لم ينهزم»، وذلك بعد تهليل أميركا والعديد من الدول الغربية بهزيمة داعش.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، وفق وكالة أنباء «عمون» الأردنية، إن ما سماه «النصر» على عصابات داعش في سورية «جاء إنجازاً مهماً للتحالف الدولي وتكاتف الجهود لتحقيقه والتضحيات الكبيرة التي قدمت»، وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة ثم أداتها «قوات سورية الديمقراطية – قسد» أول من أمس إسدال الستار على مسرحية إنهاء تنظيم داعش الإرهابي في بلدة الباغوز جيبه الأخير في شرق الفرات.
وشدد الصفدي الذي تعتبر بلاده إحدى الدول الـ74 المنضوية في «التحالف الدولي»، على أن هذا النصر الهام وخسارة داعش سيطرته المكانية في سورية والعراق الشقيقين لا يعنيان انتهاء التحدي الإرهابي الذي ما يزال يشكل خطراً أمنياً وأيديولوجياً جماعياً لا بد من استمرار التعاون والتنسيق لهزيمته ولمحاصرة قدرته على بث ظلاميته ولتجفيف مصادر تمويله.
ولفت إلى أن بلاده ستبقى في مقدمة الجهود الدولية المستهدفة محاربة الإرهاب وتعرية ظلاميته آفة لا علاقة لها بحضارة أو دين وتتناقض مع قيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يحملها الدين الإسلامي الحنيف.
على خط مواز كتب الصحفي روبرت فيسك مقالا في موقع «الإندبندنت أونلاين» عنونه بشكل مخالف لأغلب ما نشر في الصحف العالمية والبريطانية التي اهتمت بتغطية هزيمة التنظيم في آخر معاقله في الباغوز، قائلاً: «لا تصدقوا الضجيج، فالتنظيم لم ينهزم بعد، وهذا تفسيري»، وذلك وفق ما ذكر موقع «رأي اليوم» الإلكتروني. وقال فيسك: إن من حق أي شخص ألا يثق في عناوين الصحف ووسائل الإعلام التي تتحدث عن نهاية التنظيم سواء كان ذلك الإعلان يأخذ شكل الدعاية السياسية كما كان إعلان (الرئيس الأميركي الأسبق جورج) بوش (الابن) في حرب (غزو) العراق «لقد أنجزنا المهمة» أو من النوع الخيالي كإعلان أن «آخر معاقل تنظيم داعش على وشك السقوط»، في إشارة إلى إعلان ترامب الجمعة أن التنظيم انتهى قبل يوم من إعلان «قسد». وأوضح فيسك موقفه قائلاً: «لا أتردد لحظة في القول إنه يمكنك أن تراهن بكل أريحية على هذا الكلام غير صحيح».
وفسر فيسك قوله ذلك، بأن القتال لا يزال مستمراً خارج الباغوز رغم سقوط المدينة كما أن التنظيم لا يزال يمتلك الكثير من المقاتلين المسلحين الذين يقبعون رهن الاستعداد لبدء المعارك في محافظة إدلب شمال سورية جنباً إلى جنب مع «هيئة تحرير الشام» التي تقودها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وأضاف: إن إدلب وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية أصبحت الحصن الأخير الذي آوت إليه كل المسلحين الإسلاميين (في إشارة للتنظيمات الإرهابية) في سورية رغم أنها محاصرة من القوات السورية بشكل شبه كامل باستثناء ممر ضيق يسمح بالفرار إلى تركيا إذا «قبل السلطان (رئيس النظام التركي رجب طيب) أردوغان بذلك».
جاءت المواقف السابقة في ظل احتفاء متواصل من واشنطن ودول غربية لما تعتبره «نصراً» على التنظيم في شرق سورية.
وقال ترامب في بيان أول من أمس «يسرني أن أعلن أن الولايات المتحدة، (بالتعاون) مع حلفائنا في التحالف الدولي (…) وبينهم قوات الأمن العراقية وقوات سورية الديمقراطية، حررت كل الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سورية والعراق، مئة بالمئة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن