شؤون محلية

حرفيو خان الزجاج: مهننا مهددة ونحتاج لدعم مادي لحمايتها من الاندثار

| صبا العلي

بين رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق فؤاد عربش أن حرفيي خان الزجاج لا يزالون يقيمون ضمن إشغالات مؤقتة تعود إلى (51) عاماً وهي منطقة قاموا بتجميع أنفسهم كحرفيين واستئجارها قرب باب شرقي وأقاموا حرفهم التراثية التي تشكل ثروة وطنية حيث بدأت أوضاعهم بالتدهور مادياً ومعنوياً ضمن ظروف الأزمة وما بعدها.
وأشار عربش لـ«الوطن» إلى أن الرئيس بشار الأسد اهتم شخصياً بأمرهم وقام بمنحهم المحضر (278) قبل الأزمة بفترة وجيزة وهو يقع خلف مكانهم المؤجر، وذلك لإنشاء (القرية التراثية) ونتيجة الحرب على سورية توقف العمل بهذا الموضوع، متسائلاً ما مصير هذه المهن اليدوية العريقة الذي يعود تاريخها إلى 2000 عام قبل الميلاد وقد بات مرتبطاً بمدى الرعاية المقدمة من قبل الحكومة لكون ما تبقى منها 13 حرفياً يعملون بمهن متعددة منها الموزاييك والزجاج اليدوي والحفر على النحاس.
ولفت عربش إلى أن المخطط الذي وضع لتنفيذ القرية التراثية جاء بأبهى صورة ولكن بقي أسير الورق في ضوء غياب مخطط زمني لإنشائها ورغم تعاون الجهات المعنية في محافظة دمشق إلا أن ظروف ما بعد الأزمة من الحصار الاقتصادي المفروض على سورية ربما فرض عليهم مزيداً من الصبر.
وأوضح عربش أن هذه المهن باتت مرتبطة بهؤلاء الأشخاص الذين يرزحون تحت المعاناة وتخلى أبناؤهم عن مزاولتها وتعلمها لأنهم لا يريدون لأنفسهم قساوة ما عاناه آباؤهم.
وأوضح الحرفي المتخصص في صناعة الزجاج اليدوي محمد الحلاق أن وضع الحرفيين يعاني من التدهور المادي والمعنوي نتيجة أن الدعم الحكومي المقدم هو معنوي فقط ويقتصر على إقامة المعارض في الهواء الطلق وأن آخر نشاط حرفي لهم كان على نفقتهم الشخصية للمشاركة في معرض بالهند نالت فيه دمشق الجائزة الأولى قبل شهر تقريباً، مشيراً إلى ضرورة إيجاد أماكن عمل مخدمة.
وأكد كيفورك المهني المتخصص بالحفر على الخشب أن غياب الرعاية وعين الحكومة عن تلبية متطلبات مهنتهم من وقود وكهرباء وأماكن سكن وعمل أيضاً تَعرّض مهنتهم للاندثار، مؤكداً أن الإشغالات المؤقتة التي يقيمون فيها باتت بحاجة إلى ترميم ليتمكنوا من متابعة العمل مشيراً إلى أنه أشرف على الستين من العمر ولا يرغب جيل الشباب الجديد بمزاولة مهنتهم لكونها لا تؤمن دخلاً مادياً لائقاً يبدؤون من خلاله حياتهم وبالتالي ستزول مع الزمن بسبب نقص الاهتمام بمواردها ومريديها.
الصناعة التي تعد مفخرة للسوريين وتشكل جزءاً من هوية سورية تتعرض لضغوط كبيرة ولا يزال عشاقها يزاولونها في ظروف سيئة، تجعل من منتوجاتهم فريسة لجشع التجار الذين ينكبون على شراء منتجاتهم بأبخس الأثمان تبعاً لما ذكر كيفورك في حين يبيعونها في متاجرهم بأسعار باهظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن