سورية

مع تغييب سورية.. بوتين يؤكد للقمة ضرورة حل أزمتها … «قمة تونس».. رفض عربي لإعلاني ترامب بشأن الجولان والقدس

| وكالات

في وقت تم تغييب سورية عن القمة العربية، بفعل رضوخ دول عربية للإملاءات الأميركية، تضمن «إعلان تونس»، رفض إعلاني الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بـ«سيادة إسرائيل» على الجولان العربي السوري المحتل، والاعتراف بالقدس كـ«عاصمة» لكيان الاحتلال، في وقت وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تحية إلى القمة أكدت ضرورة حل الأزمة السورية.
وجاء في البيان الختامي للقمة العربية «إعلان تونس»، الذي تلاه وزير الخارجية خميس الجهيناوي: «نؤكد أن أي قرار أو إجراء لتغيير الوضع القانوني والديموغرافي للجولان غير قانوني ولا يترتب عليه أي أثر قانوني»، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء.
وأضاف البيان: «نؤكد على الدعم العربي الكامل لحق سورية في استعادة هضبة الجولان المحتل»، وأكد «أهمية الدور العربي لمساعدة سورية في الخروج من الأزمة الراهنة».
وبشأن القضية الفلسطينية، أكد البيان على رفض جميع الخطوات الأحادية التي تتخذها «إسرائيل» لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للقدس الشرقية»، ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتحمل مسؤوليته لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووضع حد لاعتداءات «إسرائيل».
وطالب البيان دول العالم بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» وعدم نقل سفاراتها إليها، مشدداً على أن الدول العربية «تجدد إدانتها لقانون القومية باعتباره تكريساً للعنصرية».
وأكد على «مواصلة الدعم السياسي والمعنوي والمادي للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، ومواصلة الدعم المالي لميزانية دولة فلسطين بما يمكنها من مواجهة الضغوط والصعوبات المالية والاقتصادية». وخلال القمة، بعث الرئيس الروسي ببرقية تحية للمشاركين، كتب فيها وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: «تخوض العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقية امتحاناً صعباً من نزاعات مسلحة وتفاقم التهديد الإرهابي والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية».
وأضاف: «روسيا تنطلق من ضرورة تسوية الأزمات في المنطقة بالطرق السياسية والدبلوماسية، واستناداً للقانون الدولي ومبادئ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها»، وتابع: «هذا ينسحب بالكامل على سورية، حيث تتعرض قوى الإرهاب لضربات ساحقة، ولحدّ كبير بفضل الجهود الروسية».
وشدد الرئيس الروسي على ضرورة إطلاق العملية السياسية في سورية والمباشرة بحل المشاكل الإنسانية الملحة في هذا البلد.
ولفت بوتين إلى أن أهم الشروط اللازمة لاستتباب الوضع بشكل مستدام في المنطقة، تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، بما يكفل حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية.
وجدد التأكيد على تمسك بلاده بالمبادرات التي طرحتها للشرق الأوسط، وتهدف إلى تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب برعاية أممية، وصياغة تدابير جماعية للأمن في الخليج، معرباً في هذه المناسبة عن استعداد روسيا لتعزيز الشراكات مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقية في جميع المجالات.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في الكلمة الافتتاحية للقمة، بحسب «سبوتنيك» الروسية: «نؤكد على أهمية ووحدة الأراضي السورية بما في ذلك الجولان السوري»، في حين قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، في كلمتها «يجب العودة إلى حدود 67 والقدس عاصمة للدولتين».
وأكدت مجدداً موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لضم الجولان المحتل إلى «إسرائيل»، لافتة إلى أن الاتحاد يسعى إلى حل في سورية يكون سلمياً ومستداماً.
بدوره، أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في الجلسة الافتتاحية وفق موقع قناة «العالم» الإلكتروني، أن «الجولان أرض عربية محتلة ونرفض أي إجراء لتثبيت الأمر الواقع»، ولفت إلى ضرورة تسريع وتيرة مسار الحل السياسي في سورية، مؤكداً أنه «يجب على أي حل في سورية أن يراعي وحدة أراضيها».
من جانبه، أكد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز رفض بلاده «القاطع» لإعلان ترامب بشأن الجولان، وقال وفق وكالة «رويترز» للأنباء: «نجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان»، في حين أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن إعلان ترامب حول الجولان مناقض لكل الأعراف الدولية، كما أكد رفضه أي هيمنة «إسرائيلية» على حقوق الفلسطينيين ومكتسباتهم.
وبينما انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدعم الأميركي لـ«إسرائيل»، قائلاً: «ما تشهده فلسطين من ممارسات قمعية ونشاطات استيطانية وخنق للاقتصاد الفلسطيني ومواصلة إسرائيل لسياستها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له أن يكون لولا دعم الإدارة الأميركية للاحتلال الإسرائيلي»، أضاف: «نتطلع إليكم لنصرة فلسطين.. قضية العرب الأولى».
وفي السياق، أشار الملك الأردني عبد اللـه الثاني في كلمته بحسب موقع قناة «روسيا اليوم»، إلى أن الأردن أكد أنه لا بديل عن حل سياسي يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً ويضمن عودة آمنة وطوعية للمهجرين إلى وطنهم، في حين أكد الرئيس العراقي برهم صالح رفض العراق القاطع والصريح لإعلان ترامب بشأن الجولان، مؤكداً أنها أرض سورية محتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن