ثقافة وفن

بريستيـج أخلاقــي

| هناء أبو أسعد

المظهر الخارجي للإنسان يفصح عن ذوقه وجرأته أو اتزانه، ممثلا الهندام الأنيق والنظيف والبسيط وغير المكلف ويدل على أن صاحبه يحمل درجة معينة من الاهتمام والذوق العالي، وبالمقابل المظهر المبالغ فيه يعطي أحياناً شعوراً مزعجاً عندما تقع عليه العين.
وبشكل عام ومع ارتفاع نسبة الوعي بإتيكيت الهندام وطريقة تناول الطعام والسلام المهذب وغيرها، أصبح معظم الناس متقاربين من هذه الناحية وتفصل بينهم فوارق بسيطة تتعلق بالرغبات والأذواق، لكن هذا الذوق ليس فقط في اللباس والمظهر فهناك نواح أخرى لا تقل أهمية عن أناقة المظهر الخارجي كطريقة التحدث مع الغرباء في الأماكن العامة أو في الأماكن التي لا تقل أهمية عن أناقة المظهر الخارجي، كطريقة التحدث مع الغرباء في الأماكن العامة أو في الأماكن التي تجمع عدداً من الأفراد الذين لا يعرفون بعضهم بعضاً، وطريقة الملاحظة والمزاج، فأحياناً أحدهم لا يجيد طريقة الترحيب والسلام في أول اللقاء.. آخرون يمارسون المزاج بطرق فظة وغير لائقة.
وهنا يجب عليك أن تتعلم «البريستيج» وهو أن تتجاوب مع الآخرين وتتحدث معهم بلطافة ولو لم تكن لهم شعور من المحبة… هناك خطوات احترام وتهذيب تلتزم بها حتى مع أعدائك ومنافسيك… فلا يجوز أخلاقياً ولا جمالياً أن نتحدث مع الناس بلغة مسيئة سواء أكنت تكرههم أم تختلف معهم، ولا يجوز أن تقدح بهم في اجتماعاتك وحساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
حين تهبط بالمستوى الأخلاقي في حديثك، أو عندما لا تجيد فن الحديث بشكل لبق ولطيف ستهبط قيمتك في أعين الآخرين.. ولن ينفعك حينها مظهرك ولباسك وسيارتك ومنزلك، أو قصرك وحسبك ونسبك.
احرص على أن تتعلم فن التحدث مع الناس وطريقة التحدث باحترام وأدب، وتعلم حدود الملاحظة والمزاج وحدود الجرأة.. طريقتك وحديثك واختيارك للكلمات مع الجميع ومع من تحبهم أو تكرههم، مع من تختلف ومن تحتقرهم، تقول عنك الكثير، فهي تحدد مستواك الثقافي والأخلاقي والعسكري والإنساني والتربوي الذي تنتمي إليه.
كن ثابتاً على بريستيج واحد في تعاملك وحديثك، ولا تكن فظاً ومتناقضاً تختلف هويتك الكلامية حسب مقامات الناس أو مقامات الأمكنة أو حسب مظهر الشخص الذي تلتقيه، فالجمال معادلة كاملة لا تستقر بالأناقة الظاهرية فقط بل بأخلاقك، وطريقة كلامك تقربك من القلوب، فأحسنوا الحديث والإتيكيت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن