رياضة

القبضة القوية..

| مالك حمود

بين القبضة والقبض، تختلف المعاني، وتتحقق الأماني، وهذه خصوصية لغتنا الجميلة، وهذه خصوصية رياضتنا، فالقبضة يمكن أن تكون ترجمة لحالة من القوة في ميدان التنافس الرياضي الشريف وصنع الانتصار، وفي الوقت ذاته فالقبضة مطلوب استخدامها بشكلها الحضاري في بعض الأحيان لفرض الموقف وتحصيل الحقوق المشروعة.
فالقبضة السورية التي قالت كلمتها في البطولة العربية الأخيرة للملاكمة فرضت نفسها على حلقة التنافس العربي وانتزعت البطولة، مؤكدة أن لعبة الملاكمة كانت وستبقى واحدة من أهم الألعاب الرياضية القادرة على تحقيق الإنجازات والبطولات للوطن الذي اعتاد أن تكون ألعاب القوة أهم مصادره في تحقيق النجاحات الدولية.
صحيح أن لعبة الملاكمة كغيرها من ألعاب القوة مظلومة إعلامياً وجماهيرياً في مجتمعنا، قياسياً بما تحظى به كرة القدم، لكن القيادة الرياضية عملت على إنصافها من خلال الاستقبال العاجل لمنتخب الملاكمة فور عودته إلى أرض الوطن وتكريمه بالشكل اللائق، في موقف يحمل الوفاء لأصحاب العطاء، والتكريم لمن أحسن الأداء. فالقبض المجزي كان بانتظار القبضة القوية والوفية.
إيجابية المواقف الجادة والعاجلة نريدها من بقية مؤسساتنا الرياضية وممثليها في الاتحادات الدولية، حيث العضوية فيها يفترض أن تكون فاعلة ومؤثرة وتبحث في المصلحة الحقيقية والمنطقية لرياضة البلد.
فالجدلية التي حدثت حول بطولة أندية غرب آسيا الأخيرة للأندية بكرة السلة التي جرت في العراق يفترض أن تقابل بوقفة جادة وحازمة، خصوصا أننا شاركنا فيها بفريق نجح بتحقيق مكان له بين الأندية الثلاثة المتأهلة للبطولة الآسيوية، وإذا بالأخبار تأتي لتقول إن التأهل هو للسلة السورية وليس للفريق الذي كان يمثل سورية في هذه البطولة بالذات!
أي إن التأهل للبطولة الآسيوية سيكون للفريق الذي سيفوز ببطولة الدوري الحالي في بلاده!
وهذا السبب الذي دفع بنادي الهومنتمن اللبناني للانسحاب وعدم المشاركة في البطولة!
فهل يعقل هذا الكلام؟! وهل يجوز لفريق لعب وتعب ونجح بالتأهل كي يهدي ما حققه لفريق آخر؟!
رحم الله الكابتن جورج زيدان عندما كان ممثلاً لكرة السلة السورية في غرب آسيا، حينما ضرب بقبضته بقوة على طاولة النقاش رافضا هضم حق السلة السورية، وفرض كلمته وموقفه، ولم يتخل عن حقها، وتدور الأيام وتتغير الاتحادات والأعضاء، ويبقى اتحاد غرب آسيا بحاجة لمواقف جادة وحادة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن