سورية

ميليشيات أردوغان: قرار القضاء على «حماية الشعب» شرق الفرات اتخذ ولا رجعة فيه … مؤشرات على تصاعد الخلافات التركية الأميركية تضع «الآمنة» في مهب الريح

| الوطن - وكالات

أعلن النظام التركي عبر مرتزقته في شمال البلاد، أن قرار القضاء على «حزب العمال الكردستاني- ب ك ك» وجناحه في سورية «وحدات حماية الشعب» الكردية، قد «اتخذ ولا رجعة فيه»، في مؤشر على تصاعد الخلافات الأميركية التركية في شمال شرق البلاد مما يضع ما تسمى «المنطقة الآمنة» في مهب الريح.
ومنذ إعلان الانسحاب الأميركي في 19 كانون الثاني الماضي، يروج الجانبان الأميركي والتركي لإنشاء «المنطقة الآمنة»، شمال سورية على الحدود مع تركيا، لكن تصاعد تهديدات النظام التركي بشن عدوان جديد ضد «وحدات الحماية» المدعومة من أميركا في مناطق شرق الفرات يشير إلى خلافات بين أنقرة وواشنطن تبدو صعبة الحل، تتعلق بتفاصيل هذه المنطقة وأبعادها والقوى التي يجب أن توجد فيها، بحسب مراقبين.
تجدر الإشارة إلى أن النظام التركي يعتبر أن «وحدات حماية» الكردية فرع لـ«حزب العمال الكردستاني» في سورية.
وأكد رئيس المكتب السياسي لميليشيا «لواء المعتصم» التابع لميليشيا «الجيش الوطني» الذي شكله النظام التركي من مرتزقته في شمال البلاد، مصطفى سيجري، في تغريدة له على «تويتر»، حسبما ذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن «القضاء» على ما سماه «المجموعات الإرهابية» المرتبطة بـ«حزب العمال الكردستاني» و«طردها» إلى خارج الحدود السورية «متخذ» من قبل النظام التركي و«الجيش الوطني» و«لا رجعة فيه».
وأضاف: «بتوافق بين قيادة الجيش الوطني وقوات الحلفاء التركية وبناء على المصالح المشتركة وتلبية للدعوات الشعبية المستمرة، تم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة والتدابير العسكرية من أجل انطلاق العمليات». وتابع: «وصلت الأمور لمرحلة توزيع المهام والمحاور وفق الخطط المرسومة من قِبل القيادة العسكرية الميدانية المشتركة، ونحن بانتظار إشارة البدء في حال وصلت الجهود التركية إلى طريق مسدود في المباحثات الجارية مع واشنطن».
تأتي هذه التطورات بعد يومين من إعلان وزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار، تشكيل غرفة متقدمة للعمليات المشتركة على الحدود مع سورية، جنوبي البلاد، يتوقع أن تتم فيها إدارة عملية عسكرية محتملة ضد أهداف تابعة لـ«وحدات الحماية»، وقال: إن القوات المسلحة تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، تتمثل في حماية أمن ووحدة البلاد، بالترافق مع تصريحات لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أعلن فيها أن تركيا «ستحل الأزمة بسورية عبر المفاوضات أو في الميدان بعد الانتخابات المحلية في تركيا».
لكن أحد متزعمي تنظيم «الجيش الحر»، العقيد الفار فاتح حسون، ذكر وفق موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي، أنه «بعد التريث التركي في بدء عملية شرق الفرات الناتج عن الاتصالات الدبلوماسية والأمنية مع الولايات المتحدة، حدث تقدم في المباحثات بين تركيا وأميركا بما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات».
وأضاف حسون: «استطاعت تركيا إقناع الولايات المتحدة بأن لا تكون وحدات حماية الشعب الإرهابية موجودة في المنطقة الآمنة، لكن في الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة ما زالت تصرّ على حماية «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تعتبر «حماية الشعب» عمودها الفقري، ومساندتها بالبقاء والاستمرار، وهذا ما يعطي انطباعاً بأنه ستحدث حلولاً وسط ما بين تركيا وأميركا حول هذه الميليشيات».
وأشار حسون، إلى أن الولايات المتحدة «تعهدت بتنفيذ بعض الخطوات المتعلقة بذلك، وأعطتها تركيا وقتاً لذلك، وهذا الوقت ليس محدداً بأيام، لكنه كذلك ليس مفتوحاً. ومن هنا جاءت تصريحات الرئيس التركي بأنه سيكون هناك تحرك باتجاه شرق الفرات من قِبل الجيش التركي بعد الانتخابات، وقد أوضح بأن هذا التحرك متعلق بإمكانية الولايات المتحدة ضبط الوضع شرق الفرات».
ورأى حسون، أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، «يريد أن يُبقي الولايات المتحدة حليفة لتركيا، ويحافظ على علاقات جيدة معها، وهو ما تقابله أميركا بالتنازل المحدود في ما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة»، معرباً عن اعتقاده بأن «الأمور تجري بشكل جيد بين الدولتين حتى الآن».
وأعرب حسون عن آماله، في «ألا يحدث أي اختلاف بين الدولتين في الملف السوري بمجمله»، واعتبر أن «الولايات المتحدة لا يمكنها أن تضع علاقتها مع تركيا في كفة ميزان مقابل علاقتها مع قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن