سورية

مع تصاعد تهديدات أردوغان ضد «قسد».. والمماطلة الأميركية بالانسحاب … بومبيو وأوغلو يبحثان «الآمنة» نهاية الأسبوع

| وكالات

مع تصاعد تهديدات النظام التركي ضد «قوات سورية الديمقراطية -قسد»، ومواصلة أميركا مماطلتها في الانسحاب من سورية، كشفت أنقرة عن مباحثات ستجريها مع واشنطن نهاية الأسبوع الجاري تركز على ما تروجان له من حلم بإنشاء ما يسمى «منطقة آمنة» في شمال شرق سورية. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنزويلي في أنقرة أنه سيحضر «اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف (شمال الأطلسي) الناتو» نهاية الأسبوع الحالي، وفق ما ذكرت تقارير صحفية.
وكشف جاويش أوغلو، أنه سيلتقي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في إطار زيارته إلى واشنطن «ويجري تحديد موعد لقائي مع (مستشار الأمن القومي الأميركي جون) بولتون». ونقلت التقارير عن مصادر دبلوماسية لم تسمها: أن «مباحثات جاويش أوغلو وبومبيو ستركز في جانب مهم منها على الملف السوري وبخاصة ما يتعلق بالانسحاب الأميركي من سورية ومقترح إقامة «منطقة آمنة» في شرق الفرات».
وتأتي المباحثات المرتقبة، بعد عدة أيام من توجيه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان سلسلة تهديدات ضد « قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من واشنطن، وإعلان نظامه إنشاء «غرفة عمليات مشتركة» جنوب تركيا قرب الحدود مع سورية، وتبع ذلك اندلاع اشتباكات بين قواته التي تحتل عفرين و«قسد» أسفرت عن مقتل 3 من جنوده. وفي منتصف كانون الثاني الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرار بسحب سريع وكامل لقواته من سورية، وروج لإقامة «منطقة آمنة» يبلغ عرضها 30 كلم، قبل أن يكشف رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بعد أيام أنه توصل مع ترامب إلى تفاهم حول اقامتها في شمال سورية.
تلا ذلك في 23 الشهر ذاته قمة جمعت أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي رفض بشكل واضح ما يسمى إنشاء « المنطقة الآمنة»، وقال بوتين حينها: «يجب علينا مع شركائنا الاتراك المثابرة على احترام الشؤون الأمنية»، واضاف: يدور الحديث عن وثيق 1998 (بروتوكل أضنة الأمني) التي تنص على مجابهة الإرهاب وتوفير الأمن في الأراضي الجنوبية التركية».
وأكدت دمشق مراراً رفضها القاطع لمقترح «الآمنة»، على حين واصلت روسيا موقفها بالتأكيد على «بروتوكل أضنة»، وأكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف عقب مباحثات مع نظيره التركي جاويش أوغلو في تركيا يوم الجمعة الماضي أن بلاده تأخذ في الاعتبار اهتمام تركيا بأمنها، مشيراً إلى أن «اتفاقية أضنة بين سورية وتركيا هي أساس جيد لأمن الحدود». وفي سياق متصل، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصدر لم تسمه في «قسد» زعمه: أن الولايات المتحدة الأميركية وتركيا توصلتا إلى «تفاهمات مشتركة» بشأن ما «المنطقة الآمنة».
وزعم المصدر، أن هناك ثلاث نقاط مشتركة بين واشنطن وأنقرة الأولى: تسمية المنطقة بـ«الآمنة»، وليس بـ«الأمنية» وتمتد من جرابلس إلى عين ديوار على حدود إقليم كردستان (العراق)»، والثانية: «إقامة حظر جوي من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها على تلك المنطقة»، والثالثة هي منع عودة الحكومة السورية وحلفائها إلى شرق الفرات.
في المقابل تحدث المصدر عن وجود نقطتي خلاف بين واشنطن وأنقرة تتمحوران حول «عمق ومساحة «المنطقة»، إلى جانب «دور قسد، في تلك المنطقة».
وتحدثت المواقع عن أن النظام التركي يحلم بإقامة «منطقة آمنة» بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً داخل سورية انطلاقاً من الحدود التركية، حيث أكد رئيسه رجب طيب أردوغان، في أكثر من موقف عزم بلاده على إقامة هذه «المنطقة»، في حين تحلم «قسد» بأن بإقامة «الآمنة» برعاية الأمم المتحدة و«التحالف الدولي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن