سورية

أميركا واصلت إدخال المعدات العسكرية واللوجستية إلى شرق الفرات! … لقاء بومبيو جاويش أوغلو يظهر خلافات «الآمنة» إلى العلن

| الوطن - وكالات

أكد تراشق البيانات بين تركيا وأميركا حول ما دار في لقاء وزيري خارجيتيهما مايك بومبيو ومولود جاويش أوغلو في واشنطن الأربعاء الماضي، تنبوءات «الوطن» بتصاعد الخلافات بين البلدين بشأن ما تسمى «المنطقة الآمنة» التي يروجان لإقامتها في شمال سورية. وفي وقت استمر الفلتان الأمني في مناطق سيطرة « قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده أميركا بزعم محاربة الإرهاب، واصلت أميركا إدخال المساعدة العسكرية واللوجستية إلى «قسد»، رغم إعلان «هزيمة» تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة!
وعقب لقاء بومبيو وجاويش أوغلو في واشنطن الأربعاء الماضي على هامش الذكرى السبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي يضمّ البلدين، أصدرت الخارجية الأميركية ورد فيه: أن بومبيو حذّر نظيره التركي من «التداعيات المدمّرة المحتملة لأي عمل عسكري تركي أحادي الجانب» في سورية، في إشارة إلى تهديدات النظام التركي ضد «قسد» في شرق الفرات، والتي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري.
في المقابل، قال المتحدّث باسم الخارجية التركية حامي أكسوي، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء: إن «البيان الذي نشرته الخارجية الأميركية والذي من الواضح أنه حضّر قبل لقاء وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لا يقصّر فقط في عكس حقيقة مضمون اللقاء، بل يتضمّن أيضاً مواضيع لم يجر التطرّق إليها».
وأضاف في بيان: إن «تحالفنا يتطلّب بطبيعة الحال أن يتمّ تحضير البيانات المماثلة بعناية أكبر».
غير أن بومبيو سارع إلى تأكيد تمسّكه بكل كلمة وردت في بيان وزارته، وقال خلال مؤتمر صحفي في واشنطن «لقد قرأت نصّ البيان وأنا متمسّك بكلّ كلمة وردت فيه».
والأسبوع الفائت، وقبيل لقاء لقاء بومبيو وجاويش أوغلو في واشنطن أكد رئيس المكتب السياسي لميليشيا «لواء المعتصم» التابع لميليشيا «الجيش الوطني» الذي شكله النظام التركي من مرتزقته في شمال البلاد، مصطفى سيجري، في تغريدة له على «تويتر»، بحسب ما ذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن «القضاء» على ما أسماه «المجموعات الإرهابية» المرتبطة بـ«حزب العمال الكردستاني» و«طردها» إلى خارج الحدود السورية «متخذ» من قبل النظام التركي و«الجيش الوطني» و«لا رجعة فيه». ولفتت «الوطن» حينها إلى أن هذا مؤشر على تصاعد الخلافات الأميركية التركية في شمال شرق البلاد مما يضع ما تسمى «المنطقة الآمنة» في مهب الريح.
ومنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 19 كانون الثاني الماضي عن قرار بسحب سريع وكامل لقوات بلاده من سورية، يروج الجانبان الأميركي والتركي لإنشاء «منطقة آمنة»، شمال سورية على الحدود مع تركيا، لكن تصاعد تهديدات النظام التركي بشن عدوان جديد ضد «وحدات الحماية» المدعومة من أميركا في مناطق شرق الفرات يشير إلى خلافات بين أنقرة وواشنطن تبدو صعبة الحل، تتعلق بتفاصيل هذه المنطقة وأبعادها والقوى التي يجب أن تتواجد فيها.
على صعيد آخر، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن مسلحين مجهولين فجروا ليل الجمعة السبت، عبوة ناسفة على أطراف قرية أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، والخاضعة لسيطرة «قسد»، عقبه إطلاق نار كثيف من قبل مسلحي «قسد» المتمركزين في القرية، دون معلومات عن خسائر بشرية.
إلى ذلك، نفذت دورية تابعة لـ«قسد» عملية سطو مسلح استهدفت منزلاً لأحد التجار في ريف دير الزور الشرقي، ليتطور الأمر إلى اشتباك مع مسلحي الدورية بعدما حاول الأهالي مواجهتهم، وفق شبكة «فرات بوست» المعارضة.
من جانب آخر، زعمت مصادر في «حزب الاتحاد الديمقراطي –با يا دا» الذي تعتبر «حماية الشعب» جناحه المسلح، وفق موقع «باسنيوز الكردي»، أن مسلحين من تنظيم داعش المحتجزين في سجن ديريك والمعروف بـ«السجن الأسود» بريف القامشلي، حاولوا السيطرة على السجن بعد حجز أحد حراسه والاستيلاء على سلاحه، ما أدى إلى حالة استنفار تام داخل السجن وفي محيطه.
من جهة ثانية، أشار «المرصد» إلى دخول نحو 60 شاحنة تحمل على متنها آليات وعربات همر ومساعدات عسكرية ولوجستية، دخلت إلى منطقة شرق الفرات قادمة من إقليم كردستان العراق، وبرفقتها 10 صهاريج تحمل مادة الوقود، ليرتفع لأكثر من 560 شاحنة تعداد الدفعات الأربع التي دخلت لمنطقة شرق الفرات، منذ الإعلان «قسد» و«التحالف الدولي» عن «هزيمة» تنظيم داعش، في 23 من شهر آذار الفائت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن