ثقافة وفن

كرنفال «عبق الياسمين»… نحارب الإرهاب بالسلام ونبني الوطن لأجلنا…«نسور سورية» و «أم الشهيد» في حبّ الوطن والتمسك بترابه

كرنفال «عبق الياسمين» هو طقسٌ سنوي يقيمه فريق نسور سورية التطوعي، وفي هذه السنة يصادف موعد الدورة الخامسة منه من قلعة دمشق الأثريّة، تأكيداً على ارتباط الشباب السوري المحبّ لوطنه والمثقف وعلى التزامه ببناء الوطن والتعبير عنه بما يستحق من لغة تقدير، واحترام، وتقديس.

تنوّع النشاطات
والكرنفال تحت رعاية وزارتي السياحة، والثقافة، بالاشتراك مع مجموعة «أمّ الشهيد»، أقيمت فيه مجموعة من النشاطات، ستمتد على مدار 3 أيام متتالية هي 9 و10 و11 أيلول، مؤلفة من بازار خيري لأمّهات الشهداء، وذوي الاحتياجات الخاصّة، وسيدات، وربّات البيوت، قدّمن منتجات صنعنها في بيوتهن، وريع البازار عائد على أسر شهداء الوطن مدنيين، وعسكريين، وفي اليوم الثالث 11 أيلول سيقام حفل فني ضخم، وهو تعبير عن إرادة الحياة لدى الشعب السوري، والتمسك بالأرض على الرغم من الهجمات المتكررة، لإبعاد الشباب عن أرضه، فما زال في دمشق الكثير من الرموز التي ستصل بالصوت السوري كتعبير عن هذه الإرادة، وسيتم تكريم الفنان «رفيق سبيعي» والفنانة «ميادة بسيليس» والفنان «أيمن رضا» والفنانة «شكران مرتجى»، بحضور مجموعة من أجمل أصوات سورية، والفرقة الشركسيّة السوريّة، ومعرض لصور فوتوغرافيّة لمجموعة من الفنانين سيقدمون صورهم التي جمعوها من كلّ أنحاء سوريّة.

عبق خامس للكرنفال
التقينا مدير فريق نسور سورية التطوعي «عامر أبو حامد» الذي قدّم لنا صورة واضحة عن نشاط الكرنفال والغاية منه. أمّا عن الفرق بين الدورة الحاليّة والدورات السابقة فيقول: «لكلّ دورة خصوصيّة وتميّز، ففي إحدى الدورات التي حملت شعار «على أجسادنا» كانت الفعاليّة من «قاسيون» ردّاً على الهجمة الأميركيّة التي تسرعت بحمل قرارها في ضرب سورية عسكريّاً، وكان هناك صرخة من الشباب السوري؛ ضدّ هذه النزعة اللا إنسانية، في حين كان الكرنفال في السنة الماضية؛ يحمل رغبة في شكر قوى الأمن الداخلي وشهداء الجيش العربي السوري، في حفلٍ واحد ضمّ 100 عائلة شهيد، قمنا بتوجيه الشكر لهم، بحضور نخب سياسيّة وفنيّة، وفي الدورة الأولى من عبق الياسمين كان لدينا مشاركات عربيّة، حضرت معنا وشاركت بنشاطاتها في ملعب الجلاء وكانت من العراق، وفلسطين، وكلّ المحافظات السوريّة.

صعوبات بديلاً للدعم
وعن إقبال المؤسسات في الدورة الخامسة لتقديم عونها، والدفع بالخطوة نحو الأمام، وبين لغة الصعوبات والتشجيع يضيف «عامر أبو حامد»: «نحن كشباب نحبّ النشاط والإنجاز في العمل، لكننا لم نعتد العمل المؤسساتي الذي يتصف بالبيروقراطيّة، فكان هناك هدر للوقت لتأمين مستلزمات تخصّ الكرنفال، فلاحظنا في هذه الدورة أن ارتباط المؤسسة بالشخص قد تكرس بصورة سلبيّة أكثر، فالشخص إن كان نشيطاً تُدفع الأمور قُدماً، وإن كان غير ذلك فسيتسبب الأمر بالانتظار والعرقلة، فقد واجهنا صعوبات، لكننا نريد إتمام الخطوة، وأحببنا تقديم صوتنا كسوريين للخارج، فالهدف من الكرنفال الردّ على الإعلام المعادي والغربي، بأنّنا موجودون في البلاد، ونعشق ترابها، وسنتحدى كلّ من يقف في طريقنا، فنحن مع بقاء دولتنا مستقلة، ونتمنى من مؤسسات الدولة أن تكون أكثر تفهماً، وأكثر رغبة في تقديم المساعدة، وفي هذه المرحلة الحسّاسة يجب علينا أن نكون يداً واحدة لمواجهة إفراغ البلد من محتواها».

صورة سوريّة للخارج
يحاول القائمون على كرنفال «عبق الياسمين» تصدير النشاط لخارج حدود سورية، فهناك أصدقاء لفريق «نسور سورية التطوعي» في عدّة دول، كمصر، والمغرب، والعراق، وتونس، احتفلت بفاعليات الكرنفال من أراضيها، وكذلك الشباب السوريون الموجودون في ألمانيا، وكان التواصل عبر وسائل الميديا، وشبكات التواصل الاجتماعي، التي ستنقل الأحداث، وتتبادل النشاطات في اللحظة نفسها، بالإضافة إلى أن عدداً من الوسائل الإعلاميّة الغربية طلبت تقارير صحفيّة تعبّر عما يقوم به الكرنفال، والهدف من نشاطاته، ومنها وسائل إعلام بريطانيّة.

حضور مميز لأمّ الشهيد
التقينا أيضاً مجموعة «أمّ الشهيد» ورئيستها «جانسيت أباظة» التي تحدّثت عن الهدف من المشاركة في كرنفال «عبق الياسمين» ولاسيما أنّ مجموعة «أمّ الشهيد» ترعى شؤون عائلة الشهيد في كلّ مناحي حياتها وفي ذلك تقول: «شاركنا لأوّل مرّة في هذا الكرنفال، لكنّني تابعت دوراته السابقة، وهؤلاء الشباب أصبحت علاقتي معهم كما لو أنّنا أسرة واحدة، وقد شاركنا في بازار الكرنفال بوجود سيدات عملن على صناعة تدوير الأقمشة وبيعها، فالهدف هو تشجيع هؤلاء النسوة للعمل، وعدم الانكفاء على أنفسهن، رغبةً منّا في المقاومة، ولتكون عاملاً مساعداً لمؤسساتنا، وعموماً مشروعنا فيه مشاريع زراعيّة وصناعيّة، وبرنامجنا طويل، وهناك أمهات شهداء سينضممن لنا، فنحن نواة لهنّ، ونساؤنا لديهن رغبة في العيش، والمقاومة. ولكن لدي عتب على مؤسساتنا، وعلى الروتين الذي يرغموننا على العيش فيه، فنحن كجمعية أصبحنا معروفين في الوطن، فلا مساعدات قدّمت بل تأخيراًت دائمة، ولا يوجد إلا القليل من الدعم، وهناك تكاليف كثيرة بذلناها من مالنا الخاصّ، فلا دعم من وزارة الثقافة بل فقط قدّمت لنا المكان، وأوجّه شكري لوزارة السياحة فقد قدمت ما أمكنها. وشكري للفنانين المشاركين معنا فهم رمز المقاومة، والصمود، وهذا يردف حبّنا للوطن الذي يعيش داخلنا، وعلينا أن نناشد بعضنا ونكون أقوى».
المقاومة مستمرة

منذ بداية الأزمة السوريّة وحتى اليوم كان عدد الدول التي حاربت بلدنا أكثر من مئة دولة، وعلى الرغم من ذلك كانت لغة الصمود هي الأقوى، واليوم فعاليّاتنا الوطنيّة تعبر عن هذه اللغة المنتصرة بطريقتها الخاصّة، وفريق «نسور سورية» وجمعية «أمّ الشهيد» لهما حضور لافت وخاصّ في كرنفال «عبق الياسمين» الخامس، ومن منبر جديد تتأكد اللغة الوطنية من قلعة دمشق هذه القلعة التي قاومت كلّ الغزاة عبر التاريخ، فمنها كان البازار الخيري بمشاركة نساء مقاومات ومشاركة خاصّة من وزارة البيئة أيضاً ونساء قدّمن منتجات من توالف البيئة، بالإضافة لمعرض صور فوتوغرافي للوحات فنيّة وصور لفنانين سوريين، وكذلك مجموعة من الأغاني قدّمها أجمل الأصوات السوريّة، بالإضافة لتكريمات وزعت على الجميع شكراً ودعماً لوجودهم ومحبتهم في المساهمة لتقديم الصورة الأجمل لوطننا الغالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن