كبد الجيش العربي السوري أمس تنظيم داعش الإرهابي خسائر جديدة بالأرواح والعتاد في باديتي السخنة والشرقية، وسط معلومات عن دفعات جديدة من المدنيين المحتجزين في «مخيم الركبان» تتحضر للخروج منه، بعد ضغطهم على الإرهابيين المدعومين من الاحتلال الأميركي. وذكر مصدر عسكري في غرفة عمليات ريف حمص الشرقي لــ«الوطن»، أن الطيران الحربي في سلاح الجو السوري واصل أمس غاراته على تحركات لمسلحي تنظيم داعش ومحاور تحركاتهم وطرق مرورهم في بادية السخنة، وتحديداً على اتجاه الطريق الواصل ما بين منطقة حميمة والمحطة الثانية ومحيط سد عويرض وصولاً إلى المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور في أقصى ريف حمص الشرقي، أسفرت عن تكبيد التنظيم خسائر بالأرواح والعتاد.
بدوره، نفذ الجيش عدة رمايات مدفعية ثقيلة طالت تحركات التنظيم ونقاط انتشار مسلحيه في البادية الشرقية، أدت إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين.
من جهة ثانية، بينت مصادر خاصة لـــ«الوطن»، أن الأغلبية العظمى من المدنيين المحتجزين بقوة السلاح في «مخيم الركبان» الواقع بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية والذي يتراوح عددهم ما بين 40 و60 ألف شخص، يرغبون بمغادرة المخيم والعودة إلى مناطقهم وقراهم، لافتةً إلى أن ممارسة المدنيين المحاصرين بالركبان الضغط على المجموعات الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأميركي هي العامل الرئيسي والدافع الأساسي لقبول تلك المجموعات عملية خروج المدنيين والسماح لهم بمغادرة المخيم، في إشارة إلى الدفعات الأخيرة من المدنيين التي خرجت من المخيم عبر معبر جليغم الذي افتتحته الحكومة السورية.
وأوضحت المصادر، أنه كلما ازداد الضغط على المجموعات الإرهابية المسيطرة على المخيم من المدنيين المحتجزين بداخله وتعاونوا مع السلطات الحكومية السورية سيكون هناك خروج لدفعات أخرى، حتى وإن لم يكن هناك اتفاق واضح وعلني أو جدول زمني، وهذا ما يشير إليه الواقع وما شهدته الأيام الأخيرة.
وأشارت المصادر إلى توافر معلومات عن استعداد دفعة جديدة من المدنيين والعائلات المحتجزة داخل المخيم للخروج خلال الساعات القادمة، خاصة بعد معرفتهم بأوضاع المدنيين الذين خرجوا سابقاً والذين يعاملون بطريقة جيدة جداً ولم يتعرض أحدهم للضغط أو غير ذلك من السلطات السورية، بعكس ما كان يروج له الإرهابيون داخل الركبان.
وأكدت المصادر أن الساعات القادمة والأيام القليلة المقبلة ستشهد خروج دفعات جديدة من العائلات، علماً أن عدد الذين خرجوا خلال دفعات ثلاث منذ أسبوعين ونيف وصل إلى نحو 2500 مدني.