عربي ودولي

تركيا إلى المزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار السياسي والفوضى…اعتداءات على عدد من مقرات الأحزاب التركية المعارضة.. وقادتها يؤكدون أن أردوغان مستعد لحرق تركيا مقابل الحفاظ على حكمه المطلق

استعداداً للانتخابات الجديدة يعمل أردوغان على تغيير التركيبة الذهنية للمجتمع التركي من خلال حربه على حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الإرهابي، فأردوغان ساوى بين هاتين الفئتين ليزرع في أذهان الناس فكرته بأن الأكراد إرهابيون، وليقلل من الأهمية السياسية لهم، وخاصةً بعد أن دخل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى البرلمان التركي إثر الانتخابات السابقة. المتاهات السياسية التي دخلتها تركيا لم تأتِ من فراغ، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان طوال سنوات استلامه لمناصب في الدولة التركية سعى جاهداً إلى تحقيق مآربه وأحلامه في تقديم نفسه كزعيمٍ لدولة كبرى، لهذا حاول دخول الأزمة السورية لتوسيع نفوذه، ولكنه أخفق كما أخفق قبل ذلك في حلم الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك أخفق في القضاء سياسياً وعسكرياً على الأكراد، كل هذه المتاهات التي دخلها أردوغان والتي كانت نتيجتها الفشل، جعلته يشعر بالنقص السياسي الذي يعمل الآن على سده من خلال التجهيز لجولة «انتخابات مبكرة» في لعبة متاهات الفشل.
وتركيا اليوم ذاهبة إلى المزيد من الاضطراب وعدم استقرار سياسي وحالة من الفوضى فبعد مقتل 15 شرطياً تركياً في تفجيرين منفصلين لحزب العمال الكردستاني جنوب شرق تركيا، وتوغل لقوة تركية في شمال العراق، اقتحم عدة أشخاص مساء الثلاثاء مقر فرع حزب الشعب الجمهوري التركي في بلدة سينجان التابعة للعاصمة التركية أنقرة وعبثوا بمحتوياته وألحقوا أضراراً مادية كبيرة فيه.
وبدوره قال الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري جورسل تكين: إن رئيس فرع الحزب في سينجان أكد أن المعتدين ينتسبون إلى جمعية تدعى «بيوت العثمانية»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن مقر فرع الحزب بمحافظة قونيا تعرض للاعتداء أيضاً، وأن المهاجمين أحرقوا سيارتين وألحقوا أضراراً مادية في اثنتين كانتا مركونتين أمام المقر.
من جهته أشار موقع راديكال التركي إلى تعرض المركز العام لحزب الشعوب الديمقراطي في أنقرة للاعتداء من مجموعة أشخاص قاموا بإضرام النار في المقر وحالوا الدخول إليه بالتزامن مع الاعتداء على مقر فرع الحزب في مدينة ألانيا جنوب تركيا وقيام عدة أشخاص برشقه بالحجارة وكسر الباب الأمامي للمبنى وإضرام النيران فيه. وتظاهر مئات الشبان أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي في أنقرة، وقال عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي جارو بيلان: إن مجموعة من الشبان هاجمت مقره في العاصمة التركية على حين امتنعت الشرطة عن التدخل، مشيراً إلى أن أكثر من مئة مبنى تابع له تعرضت لهجمات في أنحاء متفرقة من البلاد. إلى ذلك تعرض مقر صحيفة حرييت التركية في أنقرة الثلاثاء لاعتداء ثان على أيدي مؤيدين لحزب العدالة والتنمية بعد اعتدائهم على مقر الصحيفة في اسطنبول يوم الأحد الماضي.
وقالت الصحيفة: إن «نحو 100 شخص من مؤيدي حزب العدالة والتنمية تجمعوا أمام مدخل مبنى الصحيفة وتمكنوا من اختراق الحاجز الأمني والدخول إليه وقاموا بتحطيم زجاج الباب الأمامي للمبنى بالعصي والحجارة وإلحاق أضرار مادية فيه، على حين لم توقف قوات الأمن التركية أي شخص من المعتدين».
في سياق آخر لفتت صحيفة حرييت إلى أن «جم كوتشوك» الكاتب في صحيفة ستار المنحازة لحكومة حزب العدالة والتنمية وجه تهديدات لكاتبها «أحمد هكان» في مقال نشرته صحيفة «ستار» أمس.
وتؤكد أحزاب المعارضة أن ما تعيشه البلاد اليوم محاولة من أردوغان لخلط الأوراق على الساحة التركية ومنع تشكيل حكومة ائتلافية بعد إخفاق حزب العدالة والتنمية الحاكم في الحصول على الأغلبية في الانتخابات التي تخوله تشكيل حكومة بمفرده، مبينة أن أردوغان مستعد لحرق تركيا مقابل الحفاظ على حكمه المطلق.
(سانا- الميادين- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن