اعتبر أن استعادته مسألة وطنية حية لا تسقطها الأزمات والتقادم ولا قرار أميركي باطل … «مداد»: ليس أمام السوريين إلا المقاومة لتحرير الجولان
| الوطن
اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد»، أن استعادة الجزء المحتل من الجولان السوري مسألة وطنية سورية حية، لا يمكن أن تسقطها الأزمات والحروب، ولا التقادم أو الهيمنة الخارجية، ولا بقرار أميركي باطل، ورأى أنه «ليس أمام السوريين إلا المقاومة» لاستعادته.
وقال المركز في دراسة بعنوان «التَّفْكيرُ في الجَوْلان: المداركُ النمطيَّةُ، وإكراهات الحربِ، والمقاومةُ الممكنة؟» من إعداد الباحث عقيل محفوض، ونشرها في صفحته على موقع «فيسبوك»: إن الجولانُ مَثَّلَ أحد عوامل أو مداخل التفسيرِ للأزمة أو الحرب في سورية.
واحتل كيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوان حزيران 1967 الجولان، وتمكن بعدها الجيش العربي السوري في حرب 1973 من تحرير جزء منه.
وتبلغ مساحة الجولان نحو 1860 كيلو متراً مربعاً، وتقدر المساحة التي بقيت تحت الاحتلال نحو 1150 كيلو متراً مربعاً، والتي قرر الكنيست في كانون الأول 1981 ضمها لكيان الاحتلال، الأمر الذي رفضه مجلس الأمن الدولي حينها في قرار حمل الرقم 497، وشدد على أن الجولان أرض سورية محتلة.
لكن في 25 الشهر الماضي وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وثيقة الاعتراف بـ«سيادة» كيان الاحتلال على الجزء المحتل من الجولان، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي لاقى رفضا واسعا على كافة الصعد الدولية والإقليمية والمحلية لأنه يخالف القرارات الدولية.
ورأى «مداد» في الدراسة، أن الموقف الأميركي حيال الجولان العربي السوريّ المحتل، ينطوي على دلالات متعاكسة، فهو يمثل لحظة سوداء كالحة بالنسبة للسوريين، إذ أرادت أميركا و«إسرائيل» أن تجعلا الجولان من الماضي وتغلقا ملفه بشكل نهائي، بإعلان ضمه لـ«إسرائيل»، لكنهما في الواقع جدّدتا النظر إليه، وأدّتا إلى استعادة الموضوع وإدراجه في أول أولويات السوريين اليوم.
ولفتت الدراسة، إلى أن أميركا و«إسرائيل» اختارتا أن تدفعا بمؤشرات وعناصر القوة إلى أقصى مدى، ويبدو أنهما تغوصان فيما تحاولان «أو تزعمان محاولة» الهرب منه، أي التهديد والخطر؛ ذلك أن إعلان «ضم» الجولان هو مصدر تهديد واعتداء لا ينتج إلا المواجهة والحرب ويعجل فيهما، بدلاً من أن يخفف منهما ويحتويهما.
وأضافت: «وإذا لم يشأ السوريون الاستسلام والقبول بواقع مفروض بالقوة، فليس أمامهم إلا المقاومة، والمقاومة هي سمة تاريخية وإنسانية وحضارية لدى الشعوب والأمم الحية».
وطرحت الدراسة، مجموعة من التساؤلات من قبيل: كيف يجري التفكير في الجولان؟ وكيف يمكن التفكير فيه؟ وهل فكر السوريون بالجولان؟ كيف وصل الأمر إلى هنا؟ ولماذا لم يمكن تحريره أو استعادته بالتسوية؟ وهل يمكنهم التفكير فيه اليوم، بحسبان حالة الحرب القائمة في سورية، بكل تبعاتها القائمة والمحتملة؟ وأي منطق ممكن أو ركائز ممكنة للمقاومة؟
ورأت الدراسة، أن القرارُ الأميركيُّ حول الجولان يمثلُ فرصةً تاريخيةً للعودة إلى بداهات السياسة بالنسبة للسوريين، أو إلى ما يظهر أنه بداهة سياسية لديهم، وهو المقاومة، والسعي لتفكيك وتجاوز المدارك النمطية والأفكار المتداولة القائلة بـصعوبة أو «استحالة المواجهة» مع «إسرائيل».
وذكرت أنه، بما أن السياسة هي فنُّ الممكن، فإن مقاومة قرار «إسرائيل» بضم الجولان وقرار الولايات المتحدة الاعتراف به ليست حصراً المواجهة العسكرية، إنما التحدي ورفض التنازل والرضوخ لاختلال ميزان القوة والقدرة على الحرب.
وأشارت إلى أن أول ما ترتكز عليه المقاومة هو أن يشعر الناس أن القضية هي قضية الجميع، لا تَفْضُلُها أي قضية أخرى، وهي ليست قضية جغرافيا محتلة، إنما قضية وطنٍ وروحِ شعبٍ ومكانتهِ وهويتهِ وكبريائهِ، ذلك أن من سُنن الشعوب والأمم الحية أنها لا تقبل الخضوع لسلطة احتلال خارجي.
وأوضحت أن الركيزة الثانية هي «معرفة العدوّ، وتاريخ المواجهة معه، والأسباب التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم، كيف تمت إقامة الكيان الإسرائيلي، وما فواعل ذلك بعامّة؟ وما الفواعل والقابليات المحلية بخاصّة؟ وكيف أمكن لـ«إسرائيل» أن تحتل الجولان والأراضي الأخرى؟»، وأشارت إلى أن الركيزة الثالثة، هي أن يتم «دعم وتعضيد المقاومة في الجولان المحتل، ارتباطاً مع بناء عناصر القوة وسياسات مقاومة في داخل البلد».
ولفتت الدراسة إلى أنه، ثمة ركائز عديدة للمقاومة، منها ما يرتبط بمتطلبات بناء دولة قوية وتنمية ومشاركة، إلخ.
كما لفتت إلى إشارات وتنبيهات حول «خط الأسئلة» المطلوبة و«إطار المعرفة» المفترض أن تكون أساساً للمقاومة.
وقالت: إن «الجولان مسألة وطنية سورية حية، لا يمكن أن تسقطها الأزمات والحروب، خارجية كانت أم داخلية، ولا تسقط بالتقادم أو بالهيمنة الخارجية، ولا بقرار أميركي باطل من نمط قرار ترامب المذكور».