ثقافة وفن

محافظة طرطوس بحاجة ماسة لمتحف جديد وحديث يضم جميع المقتنيات … فواز أحمد لـ«الوطن»: مهما كانت مساحة المتحف كبيرة فنحن بحاجة لها ونفضل أن تكون الأرض خاصة بالمتحف وحده

| طرطوس: سناء أسعد

المتاحف والمواقع الأثرية ليست مجرد حقبة زمنية مرت في عصر من العصور وليست مجرد تماثيل مزخرفة أو أبنية قديمة معمرة، كما أنها ليست مجرد عمل إبداعي يدهشنا ويلفتنا بفنه المشبع بالدقة والإتقان والعبقرية، وإنما هي هوية تعرف بتراثنا وتاريخنا وحضارتنا. هوية تعرف بكنوزنا الوطنية والثقافية أعظم ما يمكن أن تمتلكه أي أمة، وتعرف الجيل الحاضر بالجيل الماضي، تربطه به وتستحضر ذاكرة الأجداد التي تختزل أسمى القيم الجمالية، واحترام الجمال فهو لا يكون باكتشافه وحفظه وحسب وإنما في كيفية إبرازه وعرضه والحفاظ عليه وحمايته من كل ما يمكن أن يشوهه أو ينال منه والخطر لا يكمن في سرقة هذا الجمال فقط بل في إهماله أيضاً لأن الأيدي التي تهمل تشبه الأيدي التي تعتدي وتدمر وتخرب، ولنحافظ على ما نمتلكه من آثار يجب أولاً أن ندرك قيمة ما نمتلكه، وننشر ثقافة الاهتمام بها بين جميع أفراد المجتمع من خلال تسليط الضوء على أهميتها بشكل مستمر، بطرق علمية وفنية مدروسة وعرض كل ما يتم اكتشافه من قطع أثرية، لأن حجب القطع الأثرية وعدم عرضها بعد اكتشافها والاكتفاء بتخزينها في المستودعات هو انتقاص من قيمتها وأهميتها.

وعلى الرغم من أن محافظة طرطوس محافظة غنية بالمواقع الأثرية لكن حتى اليوم لا يتم عرض كل ما يكتشف من قطع أثرية، والسبب أن المتحف الحالي «كاتدرائية طرطوس» لا يتسع لجميع المقتنيات والمكتشفات المتزايدة باستمرار.
والحل لهذه المشكلة على وشك أن يتحول إلى مشكلة أخرى بحاجة إلى حل آخر، فمحافظة طرطوس بحاجة لمتحف جديد وكبير وهناك أرض خصصت لهذا الغرض ولكن حتى الآن لا يوجد على أرض الواقع أي خطوة فعلية تذكر، إضافة إلى أن هناك اقتراحاً بأن تضم الأرض ضمن المساحة المخصصة للمتحف مجمعاً ثقافياً وأكثر من بنية ثقافية.
والسؤال هنا: لماذا لم يبن المتحف على الرغم من الحاجة الماسة له وتخصيص الأرض لهذا الغرض منذ سنوات؟ وهل هذه الأرض تكفي لبناء مجمع ثقافي إلى جانب المتحف؟

عدم رصد الاعتمادات اللازمة
للإجابة على هذه الأسئلة التقينا رئيس دائرة الآثار والمتاحف في مدينة طرطوس فواز أحمد فقال لنا:
إنه في عام 2007-2008 قام مجلس مدينة طرطوس بتخصيص إدارة آثار طرطوس بقطعة أرض لبناء متحف طرطوس الجديد عند المدخل الشمالي لمدينة طرطوس ومساحتها 7300م2.
ونحن كدائرة قمنا بالتنسيق مع المديرية العامة والجهات المعنية باستكمال جميع الإجراءات لنقل ملكية هذا العقار لاسم المديرية العامة للآثار والمتاحف وتم الانتهاء منها في عام 2009، وكان ضمن هذه الإجراءات دفع المبلغ المخصص ثمناً لهذه الأرض وتم نقل ملكية العقار وأصبحت باسم المديرية العامة للآثار والمتاحف ومنذ تلك اللحظة ونحن نخاطب المديرية وندرج هذا الموضوع ضمن خطتنا السنوية للعام القادم.. رصد تمويل واعتمادات مالية ولزوم إعداد دراسات لازمة سواء أكانت معمارية أم تنفيذية أو مدنية وكل ما يحتاج هذا المشروع من دراسات أخرى.
وتابع قائلاً: طبعاً ونتيجة عدم رصد هذه الاعتمادات وعدم توافرها تأخر تنفيذ المشروع هذا إضافة إلى أنه خلال الأزمة كان هناك تعميم من المديرية العامة للآثار والمتاحف بإغلاق المتاحف الموجودة في المحافظات وهذا أمر احترازي من الناحية الأمنية حفاظاً على القطع الأثرية من أي خطر يدهمها؟
تقيداً بمضمون التعميم أغلقنا المتحف وتم نقل القطع من خزن العرض إلى المستودعات وتم خلال هذه الفترة توثيق كامل لهذه القطع الأثرية وتوصيف وتصوير كامل وتوثيق إلكتروني وربطها مع برنامج من المديرية العامة للآثار والمتاحف وأرشفتها بشكل تقني ومنهجي وبطريقة علمية.
وهذه القطع تم حفظها في صناديق بطريقة منهجية قسم منها في المستودعات الخاصة بالمتحف على الرغم من صغرها وقسم منها تم نقله إلى أماكن آمنة.
مضيفاً: في العام الماضي أقيم مهرجان طرطوس الثقافي في محافظة طرطوس برعاية وزير الثقافة وبحضوره وبالتنسيق مع محافظ طرطوس، وضمن فعاليات المهرجان كان هناك مشاركة لدائرة الآثار والمتاحف والمديرية العامة من خلال معرض للصور للمواقع الأثرية التي تعرضت للأضرار خلال الأزمة، وتم عرض هذه اللوحات الموجودة في المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق في صالة مدينة طرطوس القديمة.

وزير الثقافة كان متحمساً للمشروع
والفعالية الثانية كانت إعادة افتتاح متحف طرطوس وفق سيناريو عرض جديد وتم ترتيب مجموعة من القطع الأثرية المناسبة ضمن الخزن والتي كانت موجودة سابقاً وتمت إعادة افتتاح المتحف الحالي (كاتدرائية طرطوس) على هامش المهرجان، وعلى هامش الافتتاح وبحضور القيادة السياسية والقيادة التنفيذية في المحافظة ووزير الثقافة تم طرح موضوع الأرض المخصصة لبناء متحف طرطوس الجديد.
وزير الثقافة كان متحمساً جداً للانطلاقة في هذا المشروع واتخاذ كل الإجراءات التي تسهم في الانطلاق بالخطوة الأولى سواء بإعداد الدراسات أم كل ما يلزم.
ووجه بتشكيل لجنة يرأسها معاون وزير الثقافة وبعضوية المختصين في الوزارة وإدارة الآثار في طرطوس وفي مديرية الثقافة.
وأكد وزير الثقافة حاجتنا لمتحف طرطوس وطرح فكرة أن يكون هناك مجمع ثقافي ضمن الأرض المخصصة لبناء المتحف لكون صالة المركز الثقافي صغيرة وإذا كان هناك إمكانية لإقامة مسرح أو مركز ثقافي كبير وأضخم من الحالي فسيتم التوجيه بهذا الخصوص.
تشكلت اللجنة وكانت مهام اللجنة إعداد تصور حول التوظيف الأمثل للأرض المخصصة لبناء متحف طرطوس حيث تضم مجمعاً ثقافياً وأكثر من بنية ثقافية.
اجتمعت اللجنة في العام الماضي بحضور رئيس اللجنة معاون وزير الثقافة وجميع الأعضاء وتمت مناقشة هذا الأمر ورفعت اللجنة محضرها لوزير الثقافة بانتظار التوجيه وبانتظار الإجراء التالي وسيتم الاتفاق على المساحات لاحقاً سواء المساحات المخصصة للمتحف أم المساحة المخصصة للمباني الثقافية.
وقد تعذر على المديرية رصد اعتمادات لهذا المشروع لأن الكلف ستكون كبيرة سواء بمرحلة إعداد الدراسات أم بمرحلة التنفيذ فهذا المشروع إستراتيجي على مستوى المحافظة ويمكن القول إنه مشروع استثنائي بحاجة لدعم وتمويل وهذا ما ننتظره نحن، وإذا تحقق هذا المشروع في طرطوس فسنكون السباقين لهذا الإنجاز، لذلك نحن كدائرة آثار طرطوس ومنذ تخصيص الأرض لم نوفر جهداً في مخاطبة قيادة فرع الحزب وقيادة المحافظة لتكليف جهات تعدّ الدراسات، لتكليف جهات ترصد وتمول ولكن عندما دخلنا في مرحلة الأزمة تأخر المشروع ولم يعد أولوية وعلى أرض الواقع لم يحصل شيء لجهة التنفيذ.

المحافظة بحاجة لبناء متحف جديد
وهناك أمر في غاية الأهمية «فعندما نبدأ بمرحلة التنفيذ يجب أن يكون هناك ضمانات بأن تكون مرحلة التنفيذ سريعة لأنه في حال حصل التأخير فنحن بحاجة إلى تعديل الدراسات لأنها لن تكون مناسبة ولاسيما أننا في عصر التكنولوجيا والتقنيات وهذا ما حصل في بعض المحافظات فهناك دراسات عمرها عشر سنوات وحتى الآن لم تنفذ لذلك أصبحت الدراسات قديمة وغير منسجمة مع الفترة الزمنية التي ستنفذ بها.
مضيفاً: المحافظة فعلاً بحاجة لبناء متحف جديد وحديث يضم جميع المقتنيات سواء القطع المعروضة في الخزن أم في المستودعات وصالة العرض الحالية غير كافية وهناك مواسم تنقيب سنوية وهناك مكتشفات بشكل مستمر ومن ثم سيكون هناك ازدياد للقطع الأثرية.
وعلى الرغم من قلة مواسم التنقيب ففي كل موسم تنقيب يوجد بعض المكتشفات ومعظمها يتم نقله من الموقع الميداني إلى متحف طرطوس.
قبل الأزمة كانت عمليات التنقيب أكبر بكثير وكانت المكتشفات أكبر أما في الوقت الحالي فعمليات التنقيب ليست معدومة وهي مستمرة لكن ضمن إمكانات محدودة ونحن نشتغل على موقعين أو ثلاثة بالسنة.
وهناك مكتشفات لذلك عبر الزمن، سيكون هناك قطع أثرية تضاف إلى الموجودة حالياً لذلك نؤكد حاجتنا إلى متحف يتسع لهذه القطع الموجودة التي سيتم اكتشافها لاحقا ويتم العرض بطريقة حضارية وعلمية وبطريقة فنية حديثة وبأسلوب عرض نموذجي وهذا كله يتحقق من خلال تصميم بناء حديث.
مضيفاً: نحن نفضل أن تكون الأرض خاصة بالمتحف وحده لأنه مهما كانت مساحة المتحف كبيرة فنحن بحاجة لها لأن المتحف صغير جداً تجاه المقتنيات والمعروضات حتى المستودعات صغيرة فيه جداً وهدفنا أسمى من بناء المتحف فهو سيوفر لنا إمكانيات العرض المثالي وسيوفر المساحات، وسيوفر الحداثة والحضارة بطريقة العرض لذلك نحن بحاجة إلى الأرض. بحاجة لمرآب ولمبنى إداري لدائرة آثار طرطوس، بحاجة لكتلة إدارية، معمل فني، مخابر، مستودعات، صالات العرض، بحاجة لحديقة مجاورة للبناء، والحديقة مهما كبرت فستبقى صغيرة لأنه حسب وجهة نظري، أهمية العرض في الحديقة توازي أهمية العرض في الداخل لأن الزائر يتمتع بالعرض الخارجي كما بالعرض الداخلي.

عرض القطع الحساسة
العرض الداخلي يكون للقطع الحساسة، الدقيقة، والمهمة جداً والعرض الخارجي يكون للقطع الكبيرة والحجرية والضخمة ولوحات الفسيفساء والتماثيل فعرضها في الهواء الطلق أفضل بكثير وهذا الأمر يتطلب مساحة ومن ثم يتطلب فضاء خارجياً أو حديقة.
ويتابع: المتحف الذي نتكلم عنه اليوم هو بناء تاريخي، بناء أثري والذي هو «كاتدرائية طرطوس» ونحن قمنا بتوظيف هذا البناء الجاهز لأنه لم يكن هناك إمكانية لتشييد متحف جديد وبالتالي نحن لدينا فراغ واحد وضمن هذا الفراغ تم تصميم خزن العرض وسيناريو عرض بما ينسجم مع الفراغ المعماري الموجود والمفروض علينا ولكي تصبح العملية عكسية يجب الأخذ بعين الاعتبار أثناء تصميم متحف جديد أن نحدد قبل تصميم الفراغ ماذا سنضع فيه، أي فترة تاريخية، أي منطقة جغرافية، ما نوعية القطع هل فخارية أم حجرية؟
وأن يكون هناك برنامج وظيفي للبناء، على أساسه يتم التصميم ويتم تحديد مساحات الفراغات الداخلية والفراغات المعمارية وعلى أساسه يتم تحديد عملية الربط بين هذه الفراغات وهذه الوظائف ويتم تحديد مسار الزائر.
ففي التصميم الجديد نفرض على الزائر مساره في مختلف الاتجاهات حسب طريقة العرض وفكرة تصميم العرض فتصميم العرض يختلف عن تصميم بناء المتحف ولكن الاثنين متلازمان فلا يجوز تصميم بناء المتحف قبل أن تكون طريقة العرض مدروسة.
لذلك مهما قمنا بتحسين البناء الذي حول إلى متحف ومهما كانت طريقة العرض جيدة وكان البناء مناسبا لن يوازي بناء خصص أساساً للمتحف لأنه كما هو معروف بخصوص الآثار وتعليمات الترميم والتأهيل أنه إذا كان هناك مبنى تاريخي وقديم ومسجل فيجب أن نحافظ عليه حسب التوصيف المعماري القديم الأول ونحافظ على الطريقة الإنشائية وعلى أسلوب العمارة ونحاول أن يحافظ التدخل فيه من حيث الترميم على شكله القديم بحيث لا يظهر تناقض بين ما رممناه وبين ما كان موجودا في الأساس.
ويختم أحمد قائلاً: لا يمكن أن نسمي عدم الإنجاز إهمالا أو عدم اهتمام وإنما عدم توافر الإمكانيات. بناء المتحف بحاجة «لقرار»، قرار دعم يوفر كل ما يلزم لإنجاز هذا المشروع ولنجاحه.

التراث الثقافي منبع إلهام
هذه الأسئلة وجهناها للمهندس مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس السابق الذي يعدّ رسالة دكتوراه في إدارة وتطوير المواقع الأثرية فقال لنا:
لطالما كان تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتيتها الحضارية في تاريخها وحاضرها، ولطالما كان التراث الثقافي للأمم منبعا للإلهام ومصدراً حيوياً للإبداع المعاصر ينهل منه فنانوها وأدباؤها وشعراؤها، كما مفكروها وفلاسفتها لتأخذ الإبداعات الجديدة موقعها في خريطة التراث الثقافي، وتتحول هي ذاتها تراثا يربط حاضر الأمة بماضيها، ويعزز حضورها في الساحة الثقافية العالمية.
ومن المعروف أن الأرض السورية تكتنز نصيبا وافرا من الإرث الثقافي متمثلاً بآلاف المواقع والأوابد الأثرية الشاهدة على عشرات الحضارات وعلى مر العصور.
فالمكتشفات الأثرية والدراسات التاريخية تعبر عن سمو الثقافة والإبداع لدى الإنسان الذي سكن المنطقة التي تمخض عنها أهم وأعرق الحضارات والثقافات في العالم.
مضيفاً: ومن الطبيعي وعلى عشرات العقود من العمل في مجال البحث والتنقيب الأثري في منطقة الساحل السوري وخصوصاً في محافظة طرطوس أن يتمخض عنها اكتشاف آلاف القطع الأثرية التي نقلت إلى متحف طرطوس، عرض ما عرض منها، أما الكثير فقد حفظ في المستودعات، إلا أنه يجب التذكير أن المتحف عبارة عن آبدة أثرية وتحفة معمارية قل نظيرها في المنطقة، ومن ثم فمن الغريب أن يستخدم كمتحف لعرض المقتنيات الأثرية على مر عقود طويلة، ليضيق بمحتوياتها أو ربما يمكن القول أصبح المكان يؤثر سلبا في سلامة القطع والتحف الأثرية التي بعضها نادر على مستوى العالم.
متابعا: باعتبار أن المتاحف هي مراكز علمية وبحثية ضمن منظومة ثقافية شاملة فلا بد من إعطاء مشروع بناء متحف جديد على كامل الأرض المخصصة لهذا الغرض ووفق معايير ومواصفات العرض المتحفي أولوية خاصة ضمن الخريطة الثقافية على المستوى الإقليمي، مع الأخذ بعين الاعتبار جملة من النقاط الأساسية:
– للمتحف دور فعال في تفعيل النشاطات الثقافية والفنية والبرامج العلمية المرتبطة بمهام ووظيفة المتحف باتجاه زيادة الوعي لدى المواطن باعتباره شريكاً مهماً في حماية الإرث الثقافي الذي يعتبر بدوره ركيزة أساسية من ركائز هويتنا الوطنية والثقافية.
– كما أن للمتحف مساهمة فعالة في الترويج لزيارة المواقع الأثرية من خلال عرض وإبراز المكتشفات الأثرية بالطرق التقنية المناسبة وهذا بدوره يساهم في زيادة الدخل الوطني.
– توسيع دائرة الاهتمام بالبحث العلمي من خلال تأمين دراسة وتوثيق جميع القطع الأثرية، والحفاظ الدائم على سلامة القطع من خلال ترميمها ضمن مخابر فنية متخصصة.
كما يجب التنويه بأن أهمية حفظ القطع الأثرية ضمن مستودعات خاصة لا تقل أهمية عن العرض المتحفي، وهذا ما يفتقده متحف طرطوس الحالي، سواء على مستوى العرض أو الحفظ ضمن المستودعات رغم الجهود الكبيرة التي بذلت باتجاه تأمين أفضل ما يمكن ضمن بناء المتحف الحالي.
مع الإشارة إلى أن المتحف كبناء من المفترض ألا يؤمن قدرة استيعابية تتناسب فقط مع القطع الموجودة والقطع التي تكتشف بشكل مستمر وسنوي وإنما أيضاً مع عدد الزوار في مختلف المناسبات وعلى مدار السنة، كما لا بد من لحظ حركة وزيارة ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن برنامج ونشاطات الزيارة.
ويختم حسن قائلا: في النهاية أرى أن إقامة متحف رئيسي في المحافظة يجب أن يكون أولوية على مستوى الخريطة الثقافية، كما من المهم جداً التفكير والتخطيط لتأمين متاحف في المناطق كافة حسب خصوصية كل منطقة من تراثها المادي واللامادي، بالإضافة إلى الاهتمام بالتراث الشعبي والتقليدي كمادة رئيسية ضمن برامج المتاحف أو تخصيصها بمتاحف خاصة.

ختاماً
نحن لا نريد أن نجري مقارنة بين متاحفنا وبين المتاحف العالمية ولا أن نذكر بحجم الدمار والخراب والسرقة التي طالت مواقعنا الأثرية خلال الحرب لنذكر بأهمية تراثنا وحضارتنا وتاريخنا وبأهمية الحفاظ على هويتنا الوطنية والثقافية، بل يكفي أن ندرك أن ضياع هويتنا الوطنية والثقافية يعني ضياع وطن بأكمله، يعني فقدان ذاكرة الماضي والحاضر والمستقبل، وتراثنا جزء من هذه الهوية والحفاظ عليها لا يحتاج إلى قرارات وحبر على ورق، وإنما يحتاج لعقول نيرة تفكر ولسواعد تبني، لعزيمة قوية وإرادة صلبة وما كان أولوية يجب أن يبقى كذلك وألا نسمح للإهمال بأن يخرب ما لم تخربه يد الإرهاب، فنحن نشجع ونبارك أي خطوة تعزز انتماءنا الوطني وترتقي بإنسانيتنا فكراً وثقافة، فناً ومسرحاً وموسيقا فلنكن كرماء في خطواتنا لنبني صروحا ثقافية على امتداد مساحات أرضنا من دون أن نسمح لأهمية صرح أن تقلل من قيمة وأهمية صرح آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن