الأولى

رغم عدم رده على استفسارات دمشق وعدم تلقيه أي جواب رسمي سوري…دي ميستورا مستمر في تحضيراته لورشات العمل الأربع في جنيف

أكد مصدر دبلوماسي غربي في جنيف لـ«الوطن» أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مستمر في التحضيرات اللوجستية لورشات العمل الأربع التي اقترحها ضمن خطته، وذلك على الرغم من عدم تلقيه موافقة دمشق الرسمية وكذلك موافقة الائتلاف المعارض.
المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قال إن دي ميستورا حجز أربع قاعات في مبنى الأمم المتحدة اعتباراً من 20 أيلول ولمدة ثلاثة أشهر، وعين رؤساء لورشات العمل وبدأ باختيار أسماء المشاركين من الذين أبدوا موافقتهم على الخطة مثل «لقاء القاهرة» و«المعارضات الداخلية».
ورجح المصدر أن تعمل الورشات بالتوازي وأن يشارك فيها 12 شخصية نصفها من المعارضات والنصف الآخر يمثل الحكومة السورية.
وذكر المصدر أن تسريبات في جنيف أشارت إلى أن دمشق لم تبعث حتى الآن أي جواب رسمي على خطة دي ميستورا بانتظار إجابات على كثير من الأسئلة سلمت إلى نائبه رمزي عز الدين رمزي في 22 من آب الماضي ولم تتلق دمشق جوابات عليها بعد، الأمر الذي قد يؤجل موعد إعلان أسماء المشاركين الذي كان محدداً في 15 أيلول الحالي من قبل دي ميستورا، ويعني خاصة إخفاقاً جديداً للمبعوث الأممي في خطته بعد إخفاق خطة وقف إطلاق النار في حلب.
وتوقع المصدر أن يصل إلى دمشق خلال الساعات القادمة أحد مستشاري المبعوث الأممي للإجابة على تساؤلات دمشق التي سبق أن أعلنت على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أنها «ناقشت بشكل عميق الأفكار التي طرحت من قبل دي ميستورا خلال زيارة نائبه (رمزي) وطرحنا عليه عدداً من الأسئلة ومازلنا في انتظار الإجابة عليها لنحدد موقفنا النهائي من هذه المبادرة».
وكان محللون سياسيون قد اعتبروا، في وقت سابق، خطة دي ميستورا منحازة كلياً لطرف المعارضة والدول الداعمة للمسلحين، وأنها تتجاهل أهم مطلب سوري رسمي وشعبي ودولي، وهو مكافحة الإرهاب أولاً، وتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة أن هذا الأمر لا يحتاج إلى ورشة عمل إلا في حال كان دي ميستورا يريد تبرئة فصائل إرهابية من تهم القتل ودمجها في المسار السياسي، وهي رغبة عبر عنها أكثر من مرة المبعوث الدولي من خلال دعوته لفصائل إرهابية من أجل «التشاور» معتبراً أنها «معتدلة».
وقال المصدر ذاته في جنيف إن الائتلاف المعارض أيضاً لم يسلم دي ميستورا أياً من الأسماء المرشحة لحضور جلسات التشاور وسط حديث عن خلافات بين الأعضاء ورفض تيار الإخوان المسلمين الانخراط في أي مسار سياسي وقيام أعضاء من الائتلاف بالإعلان رسمياً خلال الأيام الماضية وقوفهم إلى جانب تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة والمصنف في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا كتنظيم إرهابي.
وتحدثت مصادر إعلامية في جنيف أن المبعوث الأممي عين بالفعل رؤساء لجلسات ورشات العمل وهم: نيكولا ميشيل (سويسرا) لرئاسة الورشة السياسية والدستورية، يان ايغلاند (نرويج) لرئاسة ورشة الأمن وحماية الشؤون الإنسانية، فولكر بيرتيس (ألمانيا) لرئاسة ورشة مكافحة الإرهاب، بريجيتا العاني لرئاسة ورشة إعادة الإعمار.
ومن المفترض وفقاً لخطة دي ميستورا أن يعلن نهاية الأسبوع القادم أسماء المشاركين في ورشات العمل التي يستمر عملها ثلاثة أشهر على أن يستخلص المبعوث الأممي نتائجها في تقرير يرفعه إلى مجلس الأمن تمهيداً لانعقاد مؤتمر جنيف3، لكن كل من تحدثت إليهم «الوطن» في جنيف شككوا في إمكانية التزام دي ميستورا بالتواريخ التي وضعها وخاصة أن الكثير من الغموض لا يزال يحيط بخطته التي يقال عنها إنها مجرد أفكار و«عصف ذهني» هدفه الوصول إلى نقاط مشتركة يمكن البناء عليها في مؤتمر جنيف المرتقب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن