وسط أنباء عن استغلال تنظيم داعش الإرهابي لعاصفة غبارية اجتاحت محافظة دير الزور، للهجوم على مواقع عسكرية للجيش العربي السوري، تحدثت تقارير عن تراجع الحالة الإنسانية في «مخيم الهول» الواقع في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية– قسد» جنوب الحسكة.
وقالت مصادر محلية من ريف المحافظة: إن «الرؤية انعدمت في مدن وقرى وبلدات دير الزور كافة، نتيجة العاصفة الرملية التي اجتاحت عموم المحافظة، والتي أدت إلى شل الحركة بشكل كامل، ووقعت حالات اختناق عدّة في بعض القرى والبلدات».
وذكرت المصادر بحسب مواقع الكترونية معارضة، أن مسلحين تابعين لخلايا تنظيم داعش الإرهابي استغلوا العاصفة، للهجوم على مواقع الجيش العربي السوري والقوات الرديفة له بالقرب من مدينتي الميادين والعشارة جنوب دير الزور، مما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى منهم.
وتأتي الأنباء عن هجمات تنظيم داعش على مواقع الجيش والقوات الرديفة، بعد يوم واحد من تأكيد مصدر استخباراتي عراقي، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن مسلحي وقيادات التنظيم جعلوا «مخيم الهول» الذي يضم مسلحين من تنظيم داعش وعائلاتهم كانوا استسلموا لـ«قسد»، مقراً لتنسيق تحركاتهم.
وأمس الأول، نعى «لواء القدس» الفلسطيني الرديف للجيش العربي السوري، في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عدداً من عناصره الذين استشهدوا في منطقة البادية بريف دير الزور، في حين تحدثت مواقع الكترونية معارضة عن استشهاد 4 عناصر من الجيش والقوات الرديفة في معركة أخرى مع خلايا التنظيم في المحافظة.
في غضون ذلك، واصل الموت حصد أرواح أطفال «مخيم الهول» الواقع في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية»، في أقصى جنوب شرق محافظة الحسكة، في ظل استمرار الظروف المأساوية في المخيم، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، الذي ذكر أن 12 طفلاً جديداً فارقوا الحياة في المخيم، نتيجة سوء الأحوال الصحية والمعيشية، ونقص الأدوية والأغذية، والنقص الحاد في الرعاية الطبية، بفعل تقاعس المنظمات الدولية.
وأشار «المرصد» إلى أن ما سماه «دويلة الهول» يعيش قاطنوها أوضاعاً إنسانية كارثية، لافتاً إلى أنها تضم ما لا يقل عن 73361 شخصاً بينهم عراقيون وسوريون وآخرين من جنسيات أوروبية وآسيوية وأفريقية وغيرها.
وتحدثت تقارير كثيرة عن أن معظم نازحي «مخيم الهول» هم من عائلات داعش ومسلحيه، وخروج إلى المخيم بعد اتفاق مع التنظيم على تسليم بلدة الباغوز آخر معاقل التنظيم في شرق الفرات.
وفي إطار حالة الفلتان الأمني، المتفاقمة في مناطق سيطرة «قسد»، قتل مسلح وجرح آخر من قوات «الأسايش» التابعة لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، أمس، بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في محافظة الرقة، بحسب مواقع إلكترونية معارضة، أوضحت أن العبوة انفجرت بالمسلحين خلال عبورهما بدراجتهما النارية طريق قرية العكيرشي.
في المقابل بدأت «الأسايش» حملة اعتقال في مناطق سيطرتها، إذ قام مسلحوها بمداهمة منزل في حي الزويقات بمدينة الطبقة واعتقلوا الرجال بتهمة «الانتماء لخلايا إرهابية»، وفق مواقع الكترونية معارضة.
من جانب آخر، وفي تطور لافت، أبلغت «قسد» نازحي مدينة دير الزور القاطنين في مدينة الرقة بمغادرة المدينة، ضمن مدّة أقصاها شهر واحد، لأسباب مجهولة، وفرض ما سمته ورقة «الكفالة» على من يودّ البقاء في المدينة، وفق ما ذكرت صفحات تابعة للميليشيات المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، عمن سمتها مصادر محلية، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية تقوم بحفر خنادق وأنفاق جديدة، خاصة في المناطق المحاذية للحدود التركية، والممتدة بين مدينتي رأس العين وتل الأبيض.
وأوضحت المصادر، أن «الوحدات» تقوم كذلك بتمديد طول وعمق الخنادق والأنفاق القائمة، مشيرة إلى أن ارتفاع وتيرة حفر الأنفاق يأتي ضمن استعداد «الوحدات» لعملية تركية محتملة.
وأكدت المصادر، أن «الوحدات» تقوم بحفر أنفاق في البلدات والقرى السورية المقابلة للمخافر الحدودية التركية، وكذلك تقوم بتعزيز نقاطها وعدد مسلحيها على طول الشريط الحدودي.