البشير عولج من جلطة قبل أيام ويضرب عن الطعام والدواء … المجلس العسكري الانتقالي في السودان يجدد التزامه بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية
| روسيا اليوم- وكالات
قال رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس في مقابلة هي الأولى له منذ توليه منصب رئيس المجلس أجريت مع قناة «السودان» الرسمية: إن المجلس العسكري الانتقالي مكمل للانتفاضة والثورة في السودان وملتزم بتسليم السلطة للشعب.
وأعلن البرهان، أن وفداً من بلاده سيقوم قريباً بزيارة إلى الولايات المتحدة لبحث مسألة شطب اسم السودان من قائمة «داعمي الإرهاب»، وأشار إلى أن الولايات المتحدة سبق أن طلبت تشكيل السلطات السودانية وفداً معنياً بالتفاوض حول هذه القضية.
وأوضح البرهان أن هذا الوفد سيتشكل قريباً ليسافر هذا الأسبوع أو بعده إلى الولايات المتحدة «لمناقشة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب».
وجدد المجلس العسكري الانتقالي أمس التزامه بتسليم السلطة إلى «حكومة مدنية يوافق عليها الشعب».
وشدد رئيس اللجنة الفئوية الاجتماعية بالمجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول ركن طيار صلاح الدين عبد الخالق، أثناء لقائه أمس الأئمة والدعاة في الخرطوم، على أن القوات المسلحة ظلت طوال تاريخها «جزءاً أصيلاً من الشعب السوداني تحمي قيمه ومكتسباته».
وأشار عبد الخالق إلى أن «حرمة الدماء» كانت من أسباب وقوف الجيش إلى جانب المحتجين المطالبين بعزل الرئيس عمر البشير عن الحكم، قائلاً: إن «الثورة جاءت لظروف اقتصادية قاهرة».
وأعرب رئيس اللجنة عن حرص المجلس على توفير السلع والخدمات الضرورية للمواطنين، بما يوفر لهم الحياة الكريمة ويرفع عنهم أعباء المعيشة.
ودعا المسؤول العسكري الأئمة والدعاة إلى تعزيز مفاهيم السلم والأمن الاجتماعي ونبذ القبلية والجهوية وتوطيد قيم التسامح الديني ومنهج الوسطية، محذراً من الخلافات الدينية والسياسية ومآلاتها على استقرار السودان وأمنه.
وجاء هذا اللقاء في وقت من المتوقع أن يعلن فيه قادة المحتجين الذين يواصلون اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم مطالبين العسكريين بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية، عن تشكيل «المجلس السيادي المدني» الذي سيحل محل المجلس العسكري في الحكم.
هذا وأفادت مصادر إعلامية سودانية بأن «تحالف الحرية والتغيير» رشّح الدكتور مضوي إبراهيم، أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم ومؤسس ورئيس منظمة السودان للتنمية الاجتماعية «سودو»، لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية القادمة، وقالت هذه المصادر إن هذه الحكومة ستعلن رسمياً بعد موافقة المجلس العسكري خلال الـ72 ساعة القادمة.
في غضون ذلك، قال صديق يوسف، القيادي في «تحالف الحرية والتغيير»، إن اللقاء الذي عقد مساء السبت في الخرطوم بين خمسة من قادة التحالف والمجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 نيسان الجاري، تُوّج بالاتفاق على «مواصلة اللقاءات للوصول إلى حلّ يحظى برضاء الطرفين، وذلك من أجل أن يتمّ نقل السلطة وفق ترتيبات سلمية».
وأشار يوسف، حسب وكالة «فرانس برس»، إلى أن قادة التحالف أوضحوا للمجلس العسكري أثناء اللقاء مطلبهم الرئيسي، وهو نقل الحكم من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية، دون توضيح ما إذا كان الاتفاق المبرم يعني إرجاء الموعد المحدد من قبل قادة المحتجين لإعلان تشكيل «المجلس السيادي المدني» الذي سيتولى الحكم محل العسكريين.
لكن المسؤول الآخر في «تجمع المهنيين» محمد العاصم، في حديث إلى وكالة «أسوشيتد برس» مساء السبت، أكد استعداد قادة المحتجين للإعلان عن تشكيل المجلس السيادي، بغية تكثيف الضغط على العسكريين.
وقال المسؤول: إن لدى «التجمع» خطة واضحة للانتقال السياسي تتضمن قائمة المرشحين المؤهلين للعضوية في «المجلس السيادي»، مشيراً إلى أن المجلس العسكري الانتقالي يزداد قوة يوماً بعد يوم، مما «يشكل خطراً على الثورة».
وفي سياق آخر كشف مصدر طبي سوداني لوكالة «الأناضول» أن الرئيس المعزول عمر البشير أصيب بجلطة خفيفة قبل أيام وتلقى العلاج بأحد المستشفيات قبل إعادته إلى مقر إقامته الجبرية ببيت الضيافة في الخرطوم.
وأضاف المصدر وهو أحد المشرفين على علاج البشير: إن حالته الصحية بعد العلاج من الجلطة مستقرة الآن، لكن حالته النفسية تتدهور باستمرار.
وأوضح المصدر ذاته الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن «البشير يرفض تناول الطعام وتعاطي الأدوية وتتم تغذيته عن طريق المحاليل الوريدية بالقوة».