رياضة

إعلام واعد

| مالك حمود

الحراك الإعلامي لا يكاد يهدأ على مدار العام، لدرجة أنه لا يمضي شهر إلا ونسمع فيه عن نشاط ومبادرات إعلامية سواء كانت صادرة عن لجنة الصحفيين الرياضيين أم مكتب الإعلام المركزي، وبين الأنشطة المتتالية الخاصة بالإعلام والإعلاميين الرياضيين وما فيها من إيجابيات، يبقى التساؤل عن العمل الإستراتيجي الذي يدخل في الحالة البنائية لمنظومة الإعلام الرياضي.
أين نحن من تأمين الروافد في مسارات الإعلام الرياضي من خلال تبني المواهب الشابة والواعدة، ودعمها بالدورات والتأهيل والتدريب، لإكسابها الخبرة والمعرفة المتنوعة والواسعة.
سقى اللـه أيام زمان عندما كان الدخول إلى مجال الإعلام الرياضي يعتمد على دورات تأهيل وتدريب للإعلاميين، وما فيها من دورات تخصصية في كل أنواع الرياضات، وبالطبع فهذا الكلام عشته في التسعينيات عندما تشارك الاتحاد الرياضي العام واتحاد شبيبة الثورة في إقامة دورة تأهيل وتدريب وصقل إعلامي وشارك فيها عشرات الإعلاميين الرياضيين القادمين من مختلف المحافظات، إضافة إلى دفعة من الإعلاميين الشبان في الشبيبة آنذاك، لتكون واحدة من أميز الدورات التخصصية، حيث شهدت محاضرات نوعية في كل الألعاب الرياضية الأولمبية من خلال خبراء في تلك الألعاب للتعريف بقوانين الألعاب وكيفية التعامل الإعلامي معها.
الدورة المذكورة مضى عليها أكثر من ربع قرن، ومنذ ذلك التاريخ لم تتكرر المبادرة، والوجوه الإعلامية تبدو قليلة في ساحتنا الرياضية فأين الروافد إذا؟!
أين الإعلامي القادر على التفريق بين رفعتي الخطف والنتر لدى مشاهدته محاولة الرفع في رياضة رفع الأثقال ومن دون سؤال؟! وأين الذي يميز فيما إذا كان الصراع على البساط هو في المصارعة الرومانية أم الحرة؟! وأين القادر على معرفة اللعب فيما إذا كان كاراتيه أو تايكواندو، أو ملاكمة أو كيك بوكسينغ؟!
هي مسألة ثقافة وعلم ومعرفة، وليست المشكلة في عدم المعرفة، وإنما في ادعاء المعرفة، لأن نصف العلم هو (لا أعلم).
فأين نحن من هذه المبادرات يا أصدقائي، فالأزمة تسببت بخسارة الإعلام الرياضي أسماء عديدة، وبالوقت ذاته فالمواهب الواعدة موجودة لكنها تنتظر الفرصة والأخذ بيدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن