شدد على أن التزام الدول العربية بالقضية الفلسطينية «ليس منة بل واجب» … عبد الهادي لـ«الوطن»: واثقون بأن الحكومة السورية سترحب بأي مريض فلسطيني بمستشفياتها

لم يستبعد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي، أن تطلب السلطة الفلسطينية من الحكومة السورية استقبال المرضى الفلسطينيين في مستشفياتها، معرباً عن ثقته بأن الحكومة السورية سترحب بأي جريح أو أي مريض فلسطيني سيحول إليها. وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد عبد الهادي أن موضوع الطلب من الحكومة السورية استقبال المرضى الفلسطينيين في مستشفياتها غير مستبعد، لافتاً إلى أنه وبناء على العلاقات الإستراتيجية بين سورية وفلسطين، فإن كل القضايا التي تخدم الشعب السوري والفلسطيني مطروحة للبحث، وقال: «نحن واثقون بأن الحكومة السورية ليس لديها مانع، وسترحب بأي جريح أو أي مريض فلسطيني سيحول إليها».
وأكد عبد الهادي أن الحكومة الفلسطينية ترحب بمشاركة سورية بمعالجة الجرحى والمرضى الفلسطينيين، «الذين بحاجة لعمليات نوعية غير موجودة بالمستشفيات الفلسطينية، والفلسطينيون على ثقة بأن ليس لدى الحكومة السورية أي مانع».
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت في 26 آذار الماضي، وقف التحويلات الطبية إلى المستشفيات الإسرائيلية، رداً على اقتطاع «إسرائيل» مبالغ من الضريبة التي تجبيها شهرياً لصالح السلطة الفلسطينية، وفق المتحدث باسم الوزارة.
وقبل يومين أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن حكومته أرسلت وفداً إلى الأردن ومصر لدراسة البدء بالتحويلات الطبية إلى دول عربية.
وأكد عبد الهادي، أن القرار الفلسطيني ثابت بخصوص منع تحويل أي مريض أو جريح فلسطيني إلى المستشفيات الإسرائيلية، وأوضح أن القرار اليوم هو بتحويلهم إلى المستشفيات الأردنية والمصرية.
ووصف عبد الهادي العلاقة مع سورية بأنها علاقة أخوة وتعاون في إطار موقف سياسي واحد، وقال «همنا وقضيتنا واحدة وخاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يخرق اليوم كل القرارات الدولية والساعي لتنفيذ صفقة القرن، التي هي ليست متعلقة بفلسطين فقط، بل هي لإخضاع كل الأمة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وفقاً للإملاءات والأهواء الإسرائيلية الأميركية».
وبخصوص القرار الأخير لوزراء الخارجية العرب وإعلان رفضهم لـ«صفقة القرن»، قال مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن الفلسطينيين سمعوا كلاماً إيجابياً من قبل العرب في رفضهم لـ«صفقة القرن»، والتزامهم بالشرعية الدولية، وهذا شيء جيد، لافتاً إلى أن بعض الأنظمة العربية «عودتنا أن تتخذ بعض المواقف النظرية، وليس مواقف عملية»، ومتمنياً أن يشعر العرب هذه المرة بأن الخطر لا يمس الفلسطينيين وحدهم وإنما الخطر يشملهم جميعاً، وقال «لا نستطيع القول إلا أنه ينبغي أن يبقى لدينا أمل في أمتنا العربية».
وشدد عبد الهادي على أن التزام الدول العربية «ليس منة وإنما واجب عليهم، لأن الشعب الفلسطيني يدافع عن الشرف والكرامة العربية من خلال تمسكه بأرضه ومقدساته، والقدس ليست مسؤولية فلسطينية، وإنما هي مسؤولية من المقدسات العربية والإسلامية ويجب على كل عربي أن يلتزم بما عليه والفلسطينيون لا يطالبون العرب بالقتال ولا يطالبونهم بالسلاح، وإنما يطالبون بدعم مالي لكي يصمدوا على أرضهم لأن «إسرائيل» تحاول إلغاء الوجود الفلسطيني على أرضه»، محذراً من أن عدم التزام الدول العربية بدعم الفلسطينيين سيؤدي لفوضى عارمة ليس في فلسطين وإنما في المنطقة كلها، لأن الشعب الفلسطيني لن يكل ولن يمل بالاستمرار بالنضال لاستعادة حقوقه.
وعبر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع طارئ للجامعة العربية مخصص لبحث مستجدات القضية الفلسطينية في بيان صدر في 22 من الشهر الجاري، عن رفضهم لأي صفقة في القضية الفلسطينية لا تنسجم مع المرجعيات الدولية.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الاجتماع الدول العربية بالوقوف في وجه المساعـي الإسرائيليـة لضـم الضفة الغربية.