تتصدر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط خاصة آفاق دفع التسویة في سوریة وتحقیق الاستقرار فيها فعاليات مؤتمر موسكو الدولي الثامن للأمن، الذي انطلق أمس بمشاركة أكثر من 100 دولة من بينها سورية.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية التي تنظم هذا المؤتمر بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «ستتمحور الجلسات المنفصلة (للمؤتمر) حول تبادل الآراء في مسائل الأخطار والتهديدات العسكرية الحديثة، بما في ذلك تحديث نظام الرقابة على السلاح، كما ستتم مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة مسألة الاستقرار الشامل للوضع في سورية».
وأفاد نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين بحسب الموقع، بأن مؤتمر موسكو سيشارك فيه كل من سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، ووزير الدفاع، سيرغي شويغو، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، ومدير جهاز الأمن الفدرالي، ألكسندر بورتنيكوف، ومدير مصلحة الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين.
وأوضح فومين أن المؤتمر يعقد بمشاركة وفود من أكثر من 100 دولة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف الناتو رفضت المشاركة في أعماله.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في وقت سابق: إنه من المخطط أيضاً بحث «قضايا الدفاع المضاد للصواريخ، وحفظ السلام والمواقف الجديدة من التعاون العسكري الدولي»، مشيراً إلى أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام يشارك فيه وزراء دفاع 35 دولة. وفي التاسع عشر من الشهر الجاري أكد سفير سورية لدى موسكو رياض حداد، أن دمشق ستشارك في مؤتمر موسكو السنوي حول الأمن الدولي بوفد عال على مستوى وزارة الدفاع، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية التي نقلت عن حداد قوله: «إن احتمال مشاركة وزير الدفاع السوري، علي عبد اللـه أيوب حتى الآن غير معروفة، وستعلمون بذلك في وقته».
من جهتها، ذكرت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية للأنباء، أن المؤتمر سيركز على تطورات الوضع في الشرق الأوسط خاصة آفاق دفع التسویة فی سوریة، وسیتناول آفاق إحلال الأمن والسلام فی العالم.
وسیتم خلال المؤتمر التطرق للقضایا المتعلقة بحفظ السلام والأمن بمنطقة آسیا وأمیركا اللاتینیة، ویتوقع أن یتم تناول سبل دفع وتطویر التعاون العسكری بین الدول بما یصب فی مصلحة الأمن والاستقرار العالمیین.
وأول من أمس، كان فوكين، قال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية: في هذا العام ستُطرح مواضيع جديدة للنقاش، مع زيادة في عدد المشاركين، حيث ننتظر أكثر من ألف ضيف من مئة وإحدى عشرة دولة، وسيترأس وزراء الدفاع خمسة وثلاثين وفداً، أما نواب وزراء الدفاع ورؤساء الأركان العامة فسيترأسون تسعة عشر وفداً.
وأوضح أن «هدف المؤتمر هو الحوار المفتوح والنزيه، والشفاف الخالي من الصيغ الجاهزة، منفتحون للحوار أمام الجميع، وكل من يرغب بتقاسم آرائه وأفكاره حول الأمن الإقليمي والدولي».
وذكر فوكين، أنه ستتم في المؤتمر مناقشة كل المسائل المتعلقة بالأمن الإقليمي والدولي، والأمن في جميع القارات، والمنظومات المضادة للصواريخ، ونشر السلاح في الفضاء، كذلك المسائل المتعلقة بالدول مثل سورية والعراق وجهود إعادة إعمار ما دمر منها جراء الحرب على الإرهاب، وتأمين المساعدات الإنسانية، وعودة المهجرين.
وقال: من دون التعاون مع تركيا، كان من المستحيل حل جزء من مسائل التسوية السياسية في سورية، والمتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، والتسوية السياسية مع الأخذ بالاعتبار التأثير المعروف للجانب التركي على قسم من المعارضة.
وحول شرق الفرات، قال: «لا تزال منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات غير هادئة، تأكيد الولايات المتحدة أنها قضت على داعش لا يتطابق تماماً مع الواقع فبقايا العصابات المسلحة وبنيتها التحتية لا تزال موجودة، وتؤكد هجمات الإرهابيين من حين لآخر ذلك».
وأضاف: «نعتقد أنه ينبغي وقف تأييد المسلحين وإعطاء الفرصة للقوات الحكومية السورية لاستعادة السيطرة على أراضيها من العصابات، إن لم يتحقق ذلك لن يتلاشى، بالطبع، خطر احتمال عودة داعش إلى هناك، علينا جميعاً إدراك أنه كلما توقف دعم الإرهابيين، تبددت أسباب قلقنا بشأن عودة الإرهاب».
وأردف «سيكون الملف السوري، والعراقي لكونهما جارتين موضوعين مهمين على طاولة النقاش وستُكرس لهما جلسات عامة وأخرى خاصة، كما سنناقش القضايا المتعلقة بعودة اللاجئين، وإيجاد الظروف الملائمة لذلك، وتقديم المساعدات الإنسانية، والمادية للدولة السورية من العالم ليعود اللاجئون إلى ديارهم، والحياة إلى مجراها الطبيعي».
وبخصوص هروب الإرهابيين من سورية والعراق إلى دول أخرى، قال فوكين: هذه ليست مخاوف وإنما للأسف أمر واقع، لأن المسلحين ينتقلون فعلاً من بلد إلى آخر، زد على ذلك أن ما يسهل هذه المسألة هو طردهم من الدول التي دمروها».