ثقافة وفن

المشاركة بين الزوجين تزيد الود بينهما وهي ضمان لنجاح علاقتهما

| هبة اللـه الغلاييني

إن الزوجين الذكيين هما اللذان يحرصان على استغلال كل الفرص، واستثمار كل صغيرة وكبيرة للتعبير عن روح المشاركة الجميلة، فما المشاركة بمختلف أشكالها وألوانها إلا تعبير عن الحب والإعجاب والتقدير.
فالحياة الزوجية السعيدة الناجحة، والراسخة والمتماسكة لا يمكن أبداً أن تفوزي بها قبل أن تحققي المشاركة الفعالة بينكما، فهذه الحقيقة تدعمها الفطرة السليمة، الحب، وقواعد الحياة الاجتماعية، والدستور، لكن الكثير من الأزواج بعد مرور بضع سنوات على زواجهم، لا تكاد تسمع منهم إلا الشكوى من شركائهم. لقد كانت حياتهما معاً في السنوات الأولى جميلة وممتعة، كانا يتشاركان ويتعاونان، ويلبي كل منهما طلبات الآخر واستقلاليته في إطار التقدير المتبادل، أما الآن فقد تغير كل شيء، فأصبح العناد، الغرور، الابتعاد الوجداني، الاعتداد بالذات، الإهمال المدمر، رفض تقديم المساعدة صفات غالبة في علاقتهما.

عوامل تقوي المشاركة
الإنسان في الحياة لا يتحرك إلا بدوافع وحوافز، لتحقيق غايات معينة، وبحسب هذه القاعدة الإنسانية، يمكنك أن تعرفي أنه يستحيل أن تكون المشاركة الزوجية فعالة، وتؤتي نتائجها الطيبة في حياة أي زوجين إلا بمشاركة شريكك تفاصيل حياتكما، ومن العوامل التي تقوي هذه المشاركة:
– الهدف الواحد:
الهدف هو الذي يوحدك مع شريكك في سبيل تحقيق السعادة والاستقرار بينكما، وبالتالي يعمل على دفعكما إلى المشاركة الفعالة لتحقيق هذا الهدف.
– تفهم شخصية الآخر:
لا يمكنك التعامل مع شريكك إلا بفهم طبيعة شخصيته، والقيم الكبرى التي تتحكم فيه، ومن ثم بقدر تفهمكما (الواحد للآخر)، تكون المشاركة بينكما فعالة، لأنها ستنطلق من طبيعتكما الشخصية.
– ميول ومتع مشتركة:
المتعة تختلف من شخص إلى آخر بحسب مجموعة من العناصر التي تشكل شخصيته، ولا شك في أن توحد هدفكما، وتفهم كل منكما لشخصية الآخر، يجعلان لديكما متعا وميولا مشتركة.
– قواسم مشتركة:
من دون أن تربط بينك وبين شريكك قواسم مشتركة، فكرية وعاطفية، لا يمكن أن تتقدما في سبيل مشاركة فعالة، فتلك القواسم مثل رابطة الحب، والهدف، والرغبة في البقاء معاً، من أهم أسس المشاركة الفعالة، لأن كل طرف منكما يقدم مشاركته للآخر بحوافز متعددة، ودوافع مختلفة، الغاية منها هي التقارب منه أكثر.

فوائد المشاركة بين الزوجين
١-هي دليل صادق لشريك حياتك على أن لديك رغبة قوية من أعماقك في إنجاح علاقتك الزوجية، والاستمرار معه، وهذا يشبع فيك غريزة الأمان والثقة.
٢- تعتبر المشاركة محفزاً دافعاً لكل منكما ليقدم مزيدا من العطاء، وبذل الجهد الكبير، لجعل الحياة أفضل.
٣-المشاركة في كل شيء تشعركما بأن حياتكما بعد الزواج صار لها مذاق آخر، ممتع ومثير وعميق.
٤- المشاركة الجميلة هي الوسيلة الوحيدة لتفتح عواطف الوجدان، وطاقات الروح في شريكك، وبقدرما يشعر شريكك بمشاعرك وعواطفك تجاهه، يشعر بقيمته الذاتية في إطار ثنائي جميل.
٥- المشاركة الفعالة هي بنك المشاعر العاطفية، فمع بعض الهفوات، التحديات، يتم السحب التلقائي من هذا المصرف، فإذا كان ضخما، فإن السحب لا يكاد تشعران به، وإلا فإن الإفلاس سيشكل خطراً على حياتكما.
٦- تسهم المشاركة في تخفيف التوترات، كما أنها تعمل على حمل الطرفين على تجاوز كثير من الأخطاء، والتغاضي عن كثير من الهفوات.
7- المشاركة من أعظم وسائل تربية الأطفال تربية سليمة، بسبب نشوئهم في بيئة سليمة، تسودها السماحة، ويحيطها الحب والتعاون، ويغمرها الحنان والتعاطف والرحمة.
٨- تبقى الآثار الجميلة للمشاركة في نفسيكما مهما حدث من خلافات.

أنواع المشاركات
١- المشاركة الوجدانية:
تتجلى هذه المشاركة في إحساسك، وإحساس شريكك بالتفهم لاحتياجاته العاطفية، والحرص على تلبيتها وإشباعها بطريقة جميلة، فمثلا الرجل يميل إلى القوة، والكفاءة والإنجاز، أما بالنسبة إليك فيشبعك الحب – الجمال-المشاركة، لذلك حين تبدين إعجابك بقوة شريكك، وكفاءته، وقدرته على الإنجاز، هذا يشبع رغباته، وكذلك تعبيره لك عن الحب وعن جمالك يشبع أنوثتك، ويكون لديكما تفنن في أساليب التعبير عن الحب والسعادة.
٢- المشاركة الحوارية:
تتمثل في مناقشة شريكك حول كل القضايا، سواء أكان بالعلاقة الخاصة، أم بالهوايات العامة، أم بالأحداث الخارجية، فعندما يدرك شريكك، أنك تحبين الحوار والكلام التفصيلي معه، سيحرص على الاستجابة لهذه الرغبة الفطرية فيك، كما أن كثرة الحوار بينكما تقرب وجهات نظركما في كثير من الأمور، ويؤدي الحوار الدائم بينكما إلى الشعور بالأمان النفسي في علاقتكما.
٣- المشاركة الجنسية:
تتمثل في حصول كل منكما على المتعة الجنسية في أرقى مستوياتها، والحرص على إشراكه في تنميتها وتطويرها، وتلافي القصور فيها، هذه الغاية تقتضي المشاركة الفعالة بينكما، والاهتمام الإيجابي المتبادل برغبات كل طرف للطرف الآخر.
٤- المشاركة المنزلية:
مساعدة شريكك في الأشغال المنزلية، وتقديم الدعم، والحرص على تخفيف الضغوط عليك تدخل عليك السرور، وتشعرك بأن شريكك يقدر تعبك وشقاءك في البيت، وتربية الأبناء، كما أنها تشعرك برقته، وعاطفته الجياشة، وحبه الكبير لك، وفي المقابل حين تحرصين على مشاركة شريكك وإظهار التعاطف معه، بسبب تعبه وإرهاقه خارج البيت، من خلال تأمين أجواء الراحة والهدوء، وإبداء الفرحة والبسمة البشوش عند عودته، والشوق عند خروجه، فلا شك في أن كل هذا يضيف رصيدا ضخما في قلب شريكك لك.
٥- المشاركة الأسرية:
تظهر هذه المشاركة في الحرص على التخطيط المشترك لتدبير النفقات الشهرية، والخطط المستقبلية، وطرق تنشئة الأطفال، ولهذا لا مفر من المشاركة الأسرية الفعالة، لكي تتحملا عواقب اختياراتكما الحياتية، والتفاهم حول خطط الأسرة المستقبلية، كل هذا يشعرك بالأهمية والتقدير في وجدان الشريك، والنتيجة هي الحرص على ترشيد النفقات بما يتناسب مع مقدرة الزوج المالية، والحرص على اختيار أفضل الطرق لتربية الأولاد بما ينعكس عليكما وعليهم إيجابيا.
٦- المشاركة الاجتماعية:
تتجلى هذه المشاركة في الاهتمام بعلاقات الشريك الاجتماعية، الأهل، الأصدقاء، ومعرفة مستويات هذه العلاقات، والعمل على تطويرها لخدمة علاقتكما، ومنفعة الأسرة.
٧- المشاركة الشخصية:
الاهتمام بطموحات شريكك الشخصية، واهتماماته بطموحاتك، وتقديم مختلف أشكال الدعم والمساندة، لتحققا أفضل مستويات النجاح في طموحاتكما، وذلك أن كل إنسان له شخصية خاصة، توجهه إلى أهداف معينة، وتميل به إلى تفضيل هوايات على غيرها، وشريكك عندما يجد الدعم منك لتحقيق أهدافه وطموحاته، فلا شك في أن هذا يعزز أواصر الحب بينكما، ويشعركما بالثقة والقوة والأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن