للمرة الأولى.. مناهج سورية تتحدث عن إبادة وتهجير الأرمن على يد العثمانيين … أريسيان لـ«الوطن»: السوريون الأرمن متمسكون بوطنهم والعلاقة مع أرمينيا نحو تطور
| سيلفا رزوق
كشفت عضو مجلس الشعب السوري نورا أريسيان, عن أن كتاب التاريخ المحدث للصف الثالث الثانوي الذي سيجري تدريسه بدءاً من العام القادم سيتضمن الإشارة إلى «السياسة التعسفية التي اتبعتها حكومة الاتحاد والترقي التركية تجاه أبناء المنطقة كالسريان والآشوريين، وإبادة وتهجير الأرمن عام 1915، وإجبار الأرمن على الهجرة إلى سورية».
وشاركت أريسيان رئيسة جمعية الصداقة السورية الأرمينية بمجلس الشعب في ورشة عمل لمناقشة المرحلة الأخيرة من تأليف كتب التاريخ للصف الثالث الثانوي، وذلك في المركز الوطني لتطوير المناهج.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أشارت أريسيان إلى أنه وفي إطار تطوير المناهج التربوية، كانت تقدمت بمداخلة عام 2017 واقترحت فيها إدراج بعض المواضيع المغفلة في المناهج، مثل عواقب الاحتلال العثماني في سورية الذي استمر 4 قرون، ونماذج من التنوع الثقافي الذي يتمتع به المجتمع السوري، وبعد ذلك تم التواصل مع المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، مشيرة إلى أنه وقبل أشهر جرت دعوتها للمشاركة في ورشة عمل لمناقشة المرحلة الأخيرة من تأليف كتب التاريخ للصف الثالث الثانوي في المركز الوطني لتطوير المناهج، حيث جرى نقاش علمي أكاديمي حول أهمية إدراج موضوع إبادة الأرمن ومجازر سيفو للسريان وغيرها من تفاصيل تخص الفترة العثمانية، لاسيما السياسة التركية في تلك الفترة الزمنية في المناهج المطورة، وبذلك، تمت الإشارة في الكتاب المطوّر للعام الدراسي 2019-2020 تحت عنوان (الوحدة الحضارية)، إلى «السياسة التعسفية التي اتبعتها حكومة الاتحاد والترقي التركية تجاه أبناء المنطقة كالسريان والآشوريين وإبادة وتهجير الأرمن عام 1915، وإجبار الأرمن على الهجرة إلى سورية»، كاشفة عن أنه جرى تدعيم الفكرة بمقطع من «مذكرات العلامة الشام محمد كرد علي».
ولفتت أريسيان إلى أنها تقدمت أيضاً بدراسة خاصة للمركز الوطني لتطوير المناهج التربوية بعنوان «إضاءات على تاريخ الأرمن في سورية قبل وبعد الإبادة»، وستنشر في كتيب المصادر قريباً.
وأشارت أريسيان إلى أن مجلس الشعب اتخذ عدة خطوات في العامين 2014 و2015، تجسدت من خلال انعقاد جلسة خاصة للجنة الحريات وحقوق الإنسان ولجنة المصالحة بحضور ممثلين عن مطرانيات الأرمن، وكذلك جلسة خاصة للمجلس تلا فيها رئيس المجلس آنذاك كلمة عبر فيها عن التضامن «المطلق مع الشعب الأرمني الصديق، ومع أهلنا الأرمن في سورية الذين تعرضوا قبل مئة عام لمجازر إبادة جماعية بشعة من قبل السلطات العثمانية «.
ودعا رئيس المجلس حينها بحسب أريسيان المجتمع الدولي وشعوب العالم أجمع إلى الوقوف معاً في وجه قتلة الحياة وقاطعي الرؤوس في وجه الإرهاب الذي يضرب في الشرق الأوسط كي نتفادى مجازر أخرى بحق البشرية والحضارة والتاريخ.
كما شارك بحسب أريسيان وفد من مجلس الشعب في نيسان 2015 برئاسة الرئيس الأسبق في احتفاليات الذكرى المئوية في يريفان وألقى كلمة في مؤتمر خاص بالذكرى.
أريسيان أشارت إلى أن الذكرى السنوية لإبادة الأرمن هي فرصة لتجديد الامتنان للشعب السوري، الذي احتضن الأرمن الناجين من بطش الطورانية والعثمانية، وهي فرصة يؤكد فيها السوريون الأرمن تمسكهم ببلدهم ومواطنيتهم، ومساهمتهم في إعادة بناء وإعمار سورية.
وبخصوص تشكيل جمعية الصداقة الأرمينية السورية في الجمعية الوطنية (البرلمان) في أرمينيا، اعتبرت أريسيان أن هذا مؤشر واضح على إيلاء الأهمية الكبرى من قبل أرمينيا لتفعيل العلاقات البرلمانية مع سورية، مشيرة إلى أن هذا «سيدفع إلى تنشيط الدبلوماسية الشعبية، لاسيما أنه هناك أرضية لعلاقات الصداقة بين البلدين، على أمل أن يتم إنجاز وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين، في مجال التعليم العالي والصحة والكهرباء والرياضة وغيرها»، معبرة عن اعتقادها وبعد انتقال أرمينيا إلى النظام البرلماني، بأن تتطور العلاقات البرلمانية بين سورية وأرمينيا، إلى أعلى مستوياتها، لما فيه مصلحة البلدين.
وبخصوص ترؤس جمهورية أرمينيا للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، رأت أريسيان أن أرمينيا يمكنها أن تلعب دوراً هاماً في دعم سورية اقتصادياً، لجهة أن تكون المعبر لسورية باتجاه سوق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، طالما أن الاتحاد الأوراسي يعمل على خطط ومشاريع تخلق أسواقاً مشتركة. ولذلك من المفيد السعي للاستفادة من مزايا رئاسة أرمينيا للاتحاد الأوراسي.