رياضة

الدوري الممتاز في أسبوعه الـ23 الزعيم يعتلي القمة … فوز كبير للوحدة وثمين لجبلة ولا عزاء للمجد والحرفيين

| ناصر النجار

فض الدوري في الأسبوع الثالث والعشرين الكثير من الإشكاليات حول الصدارة ومواقع المؤخرة لكنه لم يمنح أحداً صك البراءة بالتتويج أو البقاء، فالأسابيع الثلاثة المتبقية بإمكانها أن تقلب المواقع رأساً على عقب، وجاء فوز الجيش على تشرين مثيراً لأنه أنهى سيطرة تشرين على القمة لأسابيع طويلة ووضعه على قائمة أبرز المرشحين للفوز بالدوري موسماً آخر وخصوصاً أن المتبقيات من المباريات أسهل لفريق الجيش.
تشرين أوقع نفسه بالفخ وعاد مهزوماً رغم أن كل الظروف من المناخ إلى الحكم إلى الجمهور إلى العديد من التفاصيل كانت تقف في مصلحته، لكن من يرد التعادل ويلعب عليه لا يحصد إلا الخسارة، هكذا علمتنا كرة القدم.

يحق للزعيم أن يبتهج بفوزه وخصوصاً أن مباراة المسمار كانت العقبة الوحيدة أمامه فتجاوزها بنجاح والطريق إلى القمة مازال ممهداً لكتائبه على عكس تشرين الذي سيواجه الأمرين وقد يخسر موقع الوصيف مستقبلاً.
الصراع على المركزين الثالث والرابع كان برتقالياً بفوزه الكبير على الكرامة بثلاثية نظيفة، فوز الوحدة كان له صدى طيب عند جمهوره ومنحه معنويات طيبة وصولاً إلى أبعد مما هو فيه، خسارة الكرامة دلت على أن الفريق مازال في أزمة وفوزه على حطين لم يكن أكثر من طفرة.
الاتحاد تعادل سلباً مع مستضيفه المجد في مباراة دلت على التراجع والعقم الاتحادي في تعاطيه مع المباريات كبيرها وصغيرها.
دخول الاتحاد العربي لكرة القدم على الخط منح الفريقين الوصيفين فرصة المشاركة ببطولة الأندية العربية، وهذا ما يجول بتفكير الطليعة القريب من هذه المواقع وخصوصاً إذا فاز بالكأس أحد الفرق المتصدرة للدوري، ما يعني أن وصول الطليعة للمركز الرابع قد يحقق له شرف المشاركة، وعلى هذا الأساس فاز على جاره النواعير في مباراة انتهت فصولها ومجرياتها في شوطها الأول فنال إعصار العاصي لقب بطل حماة وفرصة تحتاج الكثير من الحظ والجهد، خسارة النواعير لم تكن الوحيدة بل هي امتداد لخسارات سابقة ما يدل على أن الفريق يمر بمرحلة اضطراب تدل على مشاكل تعصف في النادي ولو من تحت الطاولة.
في المؤخرة جبلة بدأ يتلمس أجواء الدفء بفوزه الحاسم على الحرفيين بحلب والساحل نال نقطة ثمينة من مستضيفه الوثبة فتنفس الصعداء، ورغم تعادله مع الاتحاد إلا أن المجد بات أكثر الفرق المهددة خطراً بمرافقة الحرفيين إلى الدرجة الأولى، ورغم أن هذا الكلام غير نهائي لكن الواقع قد يفرض نفسه على فريق كانت حظوظه مع الفوز كطلاق بائن.
المباراة الأخيرة كانت بين حطين والشرطة والمباراة كانت لتحسين المواقع وانتهت سلبية بين الفريقين وهي النتيجة التي باتت ترافق فريق الشرطة في حله وترحاله وكأن الفريق بات على خصومة مع الفوز.
الملاحظ في مباريات الأسابيع الأخيرة أن الفرق الواقعة في الأماكن الدافئة لم يعد يعنيها الدوري أكثر من أن المباريات مفروضة عليها، والملاحظ أيضاً أن حدة الشغب تعاظمت بين الفرق المتنافسة والمباراة الأخيرة بين الجيش وتشرين كانت خير مثال.

خيبة أمل
استعدادات كبيرة وحضور رسمي أكبر وجماهير غفيرة كانت شاهدة على تفوق الزعيم وفوزه بجدارة في المباراة التي جمعته مع البحارة بهدف قاتل.
الفوز وضع الجيش على الصدارة بفارق نقطة عن تشرين مع مباريات أقل صعوبة عن تشرين الذي سيواجه مباريات بالقوة ذاتها وخصوصاً مع الوحدة.
النقطة البارزة التي في المباراة هي خروج جمهور تشرين عن النص وخصوصاً بعد تسجيل الجيش هدفه بوقت يصعب فيه التعويض، وكانت عبارة عن احتجاج رسمي على أداء الفريق وأداء مدربه أيضاً.
الشيء المحزن أن تشرين كان دوماً يشتكي التحكيم سواء فاز أم خسر، لكن مع الجيش كان التحكيم على مقاسه تماماً، فلم يظلمه بالحد الأدنى ومنحه كامل ما يستحقه وما لا يستحقه، وللأسف لم يستفد من القرار التحكيمي ولا من التعاطف والدعم الجماهيري.
تشرين لعب في المباراة على التعادل وكان بإمكانه الفوز فرفضه، وشاهدنا هذا الرفض عندما لعب الجيش بعشرة لاعبين بعد طرد عبد الملك عنيزان واللاعب المطرود من أهم لاعبي الفريق المنافس وخصوصاً أنه في مركز الارتكاز ويشكل في الفريق عموداً يخل بالتوازن في حال غيابه، لكننا لم نجد فريق تشرين يحرص على قلب المعادلة فيهاجم بكثافة ويستغل النقص العددي، فكان أن خسر بضربة خاطفة قلبت الموازين رأساً على عقب، ورغم طرد لاعب آخر من الجيش وهو مهم بالدفاع فارس أرناؤوط فلعب الجيش أمام تشرين ناقصاً لاعبين ولو كان الطرد الأخير قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الثاني الماراثوني الذي بلغ أكثر من 56 دقيقة، لكنه لم يستفد أيضاً من هذه الهدية المجانية في الدقائق الخطرة من المباراة.
قبل انطلاق المباراة أشارت (الوطن) إلى أن المباراة بين مدربين، ووجدنا كيف تفوق الجبان بهدوئه وتوازنه فكان فريقه عالي التركيز طوال المباراة وهدف الفوز جاء من ثقة الفريق بنفسه.
الشيء المهم الذي يمكننا أن نتكلم عن فريق الجيش سلبياً هو التعامل الخشن في المباراة وكان يوازي تعامل الفريق الخصم، لكن الحكم لم ينصف فريق الجيش كما أنصف فريق تشرين.
تداعيات المباراة ستكون كبيرة على صعيد العقوبات التي سيفرضها اتحاد كرة القدم على الفريقين، والتداعيات ستحبط فريق تشرين الذي كان يمني النفس بالعودة من دمشق بالصدارة فعاد وقد خسرها وخسر معها الكثير من الآمال والأحلام، والتداعيات عند الزعيم أكثر من إيجابية ليواصل الطريق نحو لقب جديد للدوري.

البرتقالي بفوزه نشوان
حقق فريق الوحدة فوزاً مهماً وكبيراً على ضيفه الكرامة بثلاثة أهداف نظيفة أعاد له الكثير من الأحلام التي خسرها في مباريات سابقة، وجاءت النتائج بمجملها لمصلحته فارتقى إلى المركز الثالث غير بعيد عن تشرين المتصدر، لتكون مبارياته القادمة أكثر إثارة وجدية لتحقيق الفوز فيها على أمل اللحاق بالمتصدر أو تجاوز مركز الوصيف لينال أحد مقعدي البطولة العربية.
والمباراة تكلمت عن نفسها، فالطرف الأفضل كان فريق الوحدة وخصوصاً في الشوط الثاني، في حين لم يكن للكرامة وجود إلا في الشوط الأول الذي بدأه جيداً ثم قاوم في الشوط الثاني لكنه خرج بهزيمة ثقيلة أضيفت إلى سجله الأسود هذا الموسم.
الشوط الأول الذي كان مملوءاً بالفرص من الجانبين أنهاه الوحدة بالتقدم بهدف من جزاء سجله خالد المبيض في الدقيقة 42.
الشوط الثاني حاول الكرامة في بدايته الانطلاق نحو أماكن الخطر الوحداوية، الهجمات اتسمت بعدم الفاعلية لأنها افتقرت إلى الزيادة العديدة ولأن دفاع الوحدة كان بالمرصاد لكل كرة خطرة.
الوحدة كان في كل دقيقة يهاجم ولقي صموداً دفاعياً، كما تسرع لاعبوه بالتسديد والتمرير فضاعت كرات من الأسعد والعكيل والشلحة البديل قبل أن يرسل المدافع الدولي مازن العيس صاروخاً استقر في الشبكة هدفاً جميلاً لا يرد د 80.
الدقائق الأخيرة رسمها البرتقالي كما يشاء وكانت النهاية بالهدف الثالث الذي سجله القادم من الخلف ربيع سرور بتمريرة على طبق من ذهب من محمد الحلاق في الدقيقة 88 ليختتم به المهرجان ولتنتهي المباراة بفوز وحداوي كبير.

على حافة الهاوية
مباراة خاسرة للطرفين كانت عنوان مباراة الجلاء بين المجد وضيفه الاتحاد، فالتعادل أنزل الاتحاد إلى المرتبة الرابعة وأدخل المجد في دوامة الهبوط، فلا الاتحاد أسعده التعادل ولا المجد أشفى غليله.
والمباراة كانت جيدة دفاعياً من جهة المجد الذي استطاع أن يمسك وسط المباراة وأن يحد من خطورة لاعبيه المتمرسين، لكنه افتقد اللمسة الأخيرة فأضاع أكثر من أربع فرص محققة للتسجيل.
مشكلة التسجيل باتت واضحة في الفريقين فلذلك من الطبيعي أن تنتهي هذه المباراة بالتعادل السلبي، وهذا ما وضع المجد على حافة الهاوية وبات الفريق الأبرز الذي سيغادر الدوري مودعاً مرافقاً للحرفيين إلا إذا حدثت معجزة ليست بالحسبان.
قد يكون فريق المجد لا يستحق الهبوط لتخلي الحظ عنه ولأن التوفيق جانبه بالكثير من المباريات ولأن إدارة النادي تعاملت مع فريقها بسياسة الإمكانيات المتاحة.

هدافون
بقيت صدارة الهدافين كما هي لغياب الأوائل عن التسجيل في هذا الأسبوع، الصدارة دوماً لهداف الجيش محمد الواكد بـ(27) هدفاً والمركز الثاني مهاجم الكرامة أحمد العمير بعشرة أهداف وجاء في المركز الثالث بثمانية أهداف محمد مرمور من تشرين وطه دياب من الحرفيين.
ورابعاً بسبعة أهداف محمد غباش ومحمد الأحمد من الاتحاد ومحمد زينو من الطليعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن