ثلاث نقاط وزنها ذهب نالها جبلة في أصعب مراحل الدوري وستكون عاملاً مرجحاً لبقائه ضمن نخبة فرق الدوري الممتاز بعد أن غلب الحرفيين بهدف مقابل لا شيء في مباراة شهدت تفوق النوارس وأداء باهتاً للمستضيف الذي قطع دون أدنى شك تذكرة الهبوط بعد أن كان يمني النفس بمواصلة نتائجه الإيجابية والاقتراب من مناطق دافئة وهو حق مشروع، لكن الواقع عكس ذلك تماماً وتجسد حين حل جبلة ضيفاً ثقيلاً عليه فوضعه بقمقم خلال شوطي المباراة وأدار المواجهة بالطريقة التي تناسبه فسجل وهدد وبدد، وقدم مباراة هي الأجمل له هذا الموسم مقترنة بالأداء والنتيجة ونال العلامة التامة بجدارة واستحقاق ويحسب للاعبي النوارس إصرارهم على الفوز واللعب بكل ثقلهم من خلال دافع أنهم مهددون، وهذه الفرصة الوحيدة المتبقية لهم والمباراة التي ستكون الأسهل نظراً لأنهم سيقابلون الجيش والوحدة من المراحل الثلاث المتبقية لهم وهي من أصعب المواجهات لذلك لا بد من تجاوز الحرفيين حتى لا يزيد من حراجة موقفه ويأخذ جرعة أوكسجين تنعش آماله وتقدمه على سلم الترتيب.
جبلة لم يترك للحرفيين متنفساً فلعب منذ البداية مهاجماً ونوَّع من طلعاته على مرمى المارديني ومن الاتجاهات كافة مع انسجام وترابط لخطوطه وإصراره على عدم إفساح المجال لخصمه ومحاصرته وظهر تفوقه واضحاً أمام فريق متواضع، وجاء التهديد مبكراً من تصويبه لمحمد هزاع جاورت القائم ونفذ سمير بلال حرة مباشرة علت العارضة وهي الهجمة الوحيدة التي يمكن الحديث عنها للحرفيين، جبلة واصل نشاطه لكنه اصطدم بدفاع محكم وصلب مع كثافة عديدة تعذب حيالها كثيراً لكن بقي يناور ويهدد وجاءت رأسية محمد عوض بين أحضان المارديني مع سيل من الفرص الضائعة أبرزها للشمالي والجاسم الذي أخفق بهز الشباك وهو على بعد أمتار من المرمى مبدداً فرصة ذهبية.
النوارس تابعوا ما فعلوه بالحصة الأولى مع تهديد مباشر لطه دياب بكرة سقطت خلف الحارس فاتح العمر ولكن بالشباك العلوية وظن الجميع أنها ستعلن التقدم للحرفيين، رد جبلة جاء بسرعة قياسية عبر نجم المباراة أحمد الشمالي حين منح الفرح للجبلاويين بعد أن نفذ ركلة مباشرة من الجهة اليمنى مستغلاً تموقع المارديني بشكل خاطئ لتستقر عن يساره وهو ما أشعل فتيل المواجهة مع إصرار جبلة على التقدم أكثر نحو مناطق الحرفيين في ظل تواضع أداء خصمه الذي بقي يدافع فقط من دون أي ردة فعل أو محاولة تذكر مع فرصة هدف محقق للعوض الذي أطلق كرة ردها القائم الأيسر، ولعل العوض كان نجم الفرص الضائعة من جبلة حيث لم يحسن التصرف في كثير من المناسبات ولو استغل نصفها لضاعف تقدم فريقه، الأداء في الدقائق الأخيرة انحصر وسط الملعب ونجح النوارس في قتل ما تبقى من وقت لتعلن صافرة أيمن العسافين فوزهم الثمين.