إذا لم ينجب نادي تشرين سوى عبد القادر كردغلي فهذا سبب كاف لتشجيعه والتعاطف معه في صراع لقب النسخة الثامنة والأربعين من بطولة الدوري.
وعزفت أكثر من مرة على أن جمهور البحارة أعاد الهيبة لبطولة الدوري وهو يستحق جائزة الجمهور الأفضل والأكثر تشجيعاً وصخباً.
يوم الأربعاء الفائت كنت ضيف الزميل إياد ناصر في برنامج المجهر الرياضي على شاشة الفضائية السورية وقلت حرفياً: من مصلحة الكرة السورية عدم فوز الجيش باللقب الخامس على التوالي وأبديت تعاطفي مع البحارة من منطلق أن الوحدة والاتحاد حظوظهما باتت ضئيلة لمجرد تعادلهما في الجولة الثانية والعشرين وأن اللقب انحصر بين الجيش وتشرين منطقياً.
هذه المقدمة وهذه الفرضيات قد لا تروق لكثيرين وخصوصاً جماهير نادي الجيش ومعهم كل الحق.
يوم الخميس الفائت كانت مباراة المسمار لتحديد وجهة لقب الدوري بين الزعيم والبحارة، والمتابع الحيادي يستشف أن حكم المباراة لو استطاع تسجيل هدف للبحارة لما قصر!
فمعظم صافراته كانت لمصلحة الضيف، والقرارات الجدلية صبت لمصلحة تشرين، ولكن النتيجة النهائية آلت للزعيم الأقل ارتكاباً للأخطاء والأكثر انضباطاً وتنظيماً.
هدف متأخر لا غبار عليه للجيش رسم النتيجة النهائية للمباراة فما كان من بعض جمهور تشرين إلا أن عاث فساداً على المدرجات وخارج الملعب وأظهر كل ما هو بعيد عن الأخلاق الرياضية وثقافة تقبل الفوز والخسارة.
ما ذنب المرافق العامة وسيارات المارة حتى تنتهك من بعض البلطجية الخارجة عن النص، فهل هؤلاء مكانهم ملاعب كرة القدم؟
بالأمس القريب رئيس النادي يعتدي بالضرب على حكم المباراة بأرض الملعب، ويوم الخميس يتحول ملعب الجلاء إلى أضحوكة على مرأى الجميع بمن فيهم أصحاب القرار في البرامكة والفيحاء.
قلناها مراراً: فريق الجيش ليس الأفضل في بلدنا من حيث نوعية اللاعبين ولكنه الأفضل انضباطاً وإدارة وهذا المطلوب للقبض على الألقاب.
وأشرنا سابقاً إلى أن الفريق الذي يتعادل مع الساحل والحرفيين لا يمتلك النفس الطويل لمعانقة اللقب وأن الإدارات التي تقيل مدربيها رغم الصدارة ليست حكيمة، ومع ذلك يقنع التشرينيون أنفسهم عنوة بأن اللقب يناديهم.
اللقب لا يتحقق بالأمنيات من منطلق ما نيل المطالب بالتمني كما قال أمير الشعراء.
والأغرب أن ألتراس تشرين لم يعد يرتضي بغير اللقب وكأنه البطل المطلق للكرة السورية فتحول من اللاعب الثاني عشر إلى خصم لدود.
فريق تشرين في السنوات الأخيرة يستحق الفوز ببطولة الدوري ولكنه يظلم نفسه بإهدار نقاط سهلة ضاع معها كل شيء هباء منثوراً فانطبق عليه المثل: الصيف ضيعت اللبن.
نأمل أن يكون ما حدث درساً مستفاداً ونأمل من أصحاب القرار التعبير عن وجودهم بقرارات حاسمة منصفة ونتمنى من جمهور تشرين أن يبقى العون والسند.