عربي ودولي

استياء روسي من نية الغرب محاكمة الدواعش الأجانب في بغداد

| وكالات

كشفت مصادر استخباراتية عراقية، أمس أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي المتواجد في سورية يحاول الدخول إلى الأراضي العراقية، في وقت أكدت فيه موسكو عدم رضاها عن نية الغرب محاكمة الدواعش الأجانب المحتجزين لدى مليشيا «قسد» في العراق. وقال مصدر استخباراتي عراقي في تصريح نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن «البغدادي يحاول منذ أسابيع الدخول إلى العراق، لكنه يصطدم بالإجراءات الأمنية المشددة على الحدود العراقية السورية»، مضيفاً: أنه «يتواجد حالياً في جبل أبو رجمين بتدمر السورية».
وذكر المصدر، أن «البغدادي لم يبق معه سوى أفراد قليلين وهم من المقربين، ومن جنسيات سعودية وتونسية وعراقية». وأشار إلى أن «سبب تخطيط البغدادي للدخول إلى العراق، يعود إلى تراجع أعداد مؤيديه وأنصاره في سورية، لذا يريد الاعتماد على أنصاره المتواجدين في بعض المناطق الحدودية مع سورية». وأكد المصدر، أن المعلومات التي أدلى بها انتزعت من مقربين من البغدادي اعتقلوا مؤخراً.
ويتواجد في «مخيم الهول» بريف الحسكة الذي تسيطر عليه ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الآلاف من مسلحي داعش السوريين والأجانب وعوائلهم الذين تم إخراجهم بمسرحية من بلدة الباغوز آخر معاقل التنظيم في شرق الفرات، على غرار ما حدث في مدينة الرقة.
بموازاة ذلك، كتبت ماريانا بيلينكايا ويلينا تشيرنينكو، في صحيفة «كوميرسانت» الروسية مقالاً حول اعتراض روسيا على نقل المسلحين الأجانب ضمن تنظيم داعش من سورية إلى العراق لمحاكمتهم هناك، في إشارة إلى الدواعش الأجانب المحتجزين لدى «قسد».
وجاء في المقال الذي حمل عنوان «يحاكمونك حيث قَتلت» ونقله موقع «روسيا اليوم»: «موسكو غير راضية عن نية الدول الأوروبية ترتيب محاكمة الإرهابيين الأجانب المحتجزين على الأرض السورية في العراق، فمصير الآلاف من المقاتلين الأجانب، وعائلاتهم، إحدى أكثر القضايا إلحاحا في التسوية السورية».
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية في موسكو، اطلعت على تفاصيل المفاوضات المغلقة، والتي، حسب معلوماتها، يجريها عدد من الدول الأوروبية مع السلطات العراقية: أن الحديث يدور عن تسليم بغداد الإرهابيين الذين أسرتهم المليشيات الكردية (قسد) خلال المعارك الأخيرة مع تنظيم داعش في شمال شرق سورية، ويحملون جوازات سفر أجنبية، لمحاكمتهم في العراق.
أما في موسكو، فترى المصادر الدبلوماسية، أن مصير المسلحين المحتجزين يجب أن تقرره سلطات البلدان التي ارتكبوا فيها جرائم «إذا كانت سورية ففي سورية، وإذا كان العراق ففي العراق.
وترى موسكو في نية نقل المسلحين المحتجزين إلى بغداد إحجام الدول الأوروبية عن الاعتراف بشرعية السلطات السورية الرسمية، كما أن القيادة الروسية لفتت إلى أن السلطات العراقية ليست مخولة قانونياً بمحاكمة الأجانب الذين ارتكبوا جرائم في أراضي بلد ثالث، ولا تملك بغداد الموارد المالية اللازمة للاحتفاظ بالمئات، وربما الآلاف من السجناء، على أراضيها، حسب الصحيفة.
يذكر أن مصير الدواعش الأجانب، الذين يقدر عددهم بحوالي ألف مسلح من نحو 40 دولة، ما يزال مبهما، مع تردد بلدانهم باستعادتهم، رغم دعوات واشنطن الداعمة لـ«قسد» المتكررة لدولهم لاستعادتهم ومحاكمتهم.
في غضون ذلك، خرجت الروسية فرفارا كاراولوفا من سجنها في فولوغدا وسط روسيا أمس، بقرار قضائي بالإفراج المبكر والمشروط عنها، وذلك بعد الحكم عليها بالسجن لأربع سنوات ونصف لمحاولتها الالتحاق بداعش في سورية، حسب «روسيا اليوم».
وكانت كاراولوفا، قد اعتقلت في تشرين الأول 2015 في اسطنبول لدى محاولتها الانضمام لداعش في سورية، قبل أن تسلمها تركيا للأمن الروسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن