الأولى

الجيش يحبط هجوم «النصرة» ولا تبدل لخريطة السيطرة بريف حلب الجنوبي

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

قبل أن يجف حبر «أستانا ١٢»، وفي تحد لتعهدات الضامن التركي، وبتواطؤ صريح معه، شنت «جبهة النصرة»، وبمشاركة حليفها تنظيم «حراس الدين» الإرهابي، هجوماً عنيفاً ليل السبت، على مواقع الجيش العربي السوري في ريف حلب الجنوبي.
وأوضح مصدر ميداني أن خرق «اتفاق إدلب» الذي قام به الفرع السوري لتنظيم القاعدة في ريف حلب الجنوبي باتجاه مواقع الجيش السوري، ضمن منطقة خفض التصعيد، هو الأوسع منذ أشهر ومن داخل «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي نص عليها اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي والتركي منتصف أيلول الماضي.
وأشار المصدر إلى أن الإرهابيين جددوا أمس انتهاكهم لمنطقة خفض التصعيد، بقصف بلدة الحاضر جنوب غرب حلب بالقذائف والصواريخ من بلدة العيس المجاورة على مقربة من نقطة المراقبة العسكرية التركية في الأخيرة، وذلك بعد ساعات من شن هجوم كبير على مواقع الجيش السوري من محاور خلصة والحويز وخان طومان نحو الحريشة ومحيط الثانية، حيث دارت اشتباكات عنيفة بالرشاشات المتوسطة استمرت لساعتين على جبهتي تل ممو وتل علوش بعد منتصف ليل السبت تكبد خلالها الإرهابيون خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وبيَّنَ مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الجيش رد على هذا الخرق بمدفعيته الثقيلة، بالترافق مع شن الطيران الحربي السوري والروسي غارات مكثفة ومركزة على تحركات ومواقع لـتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائها، في كفرزيتا وحرش عابدين واللطامنة واللحايا وحصرايا والمستريحة والكركات بجبل شحشبو في ريف حماة الشمالي، ما كبدهم خسائر فادحة.
كما استهدفت وحدات من الجيش براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مواقع للمجموعات الإرهابية في محيط بلدة اللطامنة وكفرزيتا والجيسات ومورك بريف حماة الشمالي أيضاً، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير عتادهم الحربي.
كما أغار الطيران الحربي على نقاط انتشار الإرهابيين في خربة الناقوس بريف حماة الغربي، وأطراف كفرنبل بريف إدلب، الأمر الذي أرغمهم على الانسحاب من دون أن تتغير خريطة السيطرة في المنطقة.
المصدر أكد لـ«الوطن»، أن الجيش لن يترك المجموعات الإرهابية التي تعتدي بالقذائف الصاروخية على الأهالي ومنازلهم بالمدن والقرى الآمنة من غير عقاب.
إلى ذلك اعتبر خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن هجوم «النصرة» و«حراس الدين» المبايع لـ«القاعدة»، والذي أسس مع تنظيمات إرهابية أخرى غرفة عمليات أطلق عليها اسم «وحرض المؤمنين»، لرفض بنود «سوتشي»، جاء عشية انتهاء جولة «أستانا ١٢»، والتي أكدت الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران عزمها في بيانها الختامي على «مواصلة التعاون من أجل القضاء نهائیاً على داعش وجبهة النصرة وجمیع الأفراد والجماعات والمشاریع والكیانات الأخرى المرتبطة بتنظیم القاعدة أو داعش وغیرها من الجماعات الإرهابیة، كما صنفها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، ما يشكل تحدياً لتلك الدول، يبرز أهمية انتقالهم من الأقوال إلى الأفعال عبر اجتثاث الإرهاب من آخر منطقة لخفض التصعيد، وهو ما تتنصل منه تركيا التي تسعى إلى إطالة أمد الاتفاقيات، للسماح لإرهابيي «القاعدة» بالتمدد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن