الصفحة الأخيرة

«ميدوسي» الفرقة الموسيقية لبرنامج كاش مع النجوم .. استكمالٌ للمشهد الإبداعي السوري

| علي عيسى صدران

ميدوسي باليابانية أو كما تُسمّى بالعربية «آفاق» استطاعت بعازفيها الحصول على قاعدة جماهيرية وحضور لافت ضمن برنامج كاش مع النجوم الذي قدّمته شركة سيريتل عبر شاشة الفضائية السورية وتألّق به النجم سيف سبيعي مقدّماً منذ الحلقة الأولى حتى النهائية من الموسم الأول، حيث تتماشى برأي النقد الموسيقي بوصفه الموضوعي وتقييمه المضيء مع المستوى الرفيع من الجودة والدقة والتقنية في الأداء الفني من جهة، بالإضافة إلى الاحترافية المطلقة بطريقة توزيع الألحان على الآلات المتنوعة والتجانس فيما بينها بما يتناسب مع الموسيقى المؤدّاة.

أدّى فريقها المبدع خلال فقرات البرنامج مختلف أنواع الموسيقى العالمية الشرقية منها والغربية دخلت إلى قلوب السوريين، حيث إنّ أسلوب المزج بين الأنواع الغنائية يتآلف مع الذوق السوري العام، ولاسيّما المزج بين الأغاني التراثية والشعبية لكل محافظة سورية بشكل يتماشى مع الذوق الرفيع، ولا يخلو الأمر في كثير من الأحيان من التفاعل مع المواقف الطريفة والمضحكة بسرعة بديهة عالية أعطت طابعاً جذّاباً للبرنامج.

ستّ عازفين طوت الخبرة كثيراً من أيامهم، تألّقوا بمحاكاة مواضيع حلقات البرنامج بلغتهم الموسيقية، ونذكر مثلاً حلقة المطبخ السوري حيث تجد التفاعل الموسيقي الغنائي حاضراً مع أجواء المائدة السورية التي تتحدّث عن مأكولاتنا الشعبية بأسلوب طريف، أو حلقة عيد الحب التي تميّزت بطابعها الخاص حيث كانت الآلات الوترية تتآلف مع الإيقاعية كتآلف القلوب لتخلق ألحاناً رومانسية.

لعددٍ من هؤلاء المبدعين مشاركات محلية وعربية وفي المحافل الدولية، ومنهم مدرّبو غناء وأساتذة، طوني الدبس عازف درامز له مشاركات مع عدّة فنانين أمثال أيقونة الفن السوري ميادة بسيليس والموسيقار سمير كويفاتي والفنانين معين شريف وصبحي توفيق وآدم وزياد برجي، وشارك بعدّة مهرجانات عالمية مثل مهرجان الجاز في النرويج عام 2010 ومهرجان الموسيقى الصوفية في الهند عام 2011 كما مثّل التراث السوري بمهرجان الأغنية اليونانية في اليونان.
عفيف دهبر: عازف بيركاشن إيقاع غربي وشرقي له الكثير من المشاركات العالمية أهمها عازف صولو في مهرجان الجاز في النرويج 2010، وأقام محاضرات في الإيقاع الشرقي بمدرسة الجاز العالمية أوسلو – النرويج، وعزف على آلة الرق في مهرجان الموسيقى الصوفية في الهند 2011 ومهرجان الموسيقى العربية في المغرب العربي، وله العديد من الأعمال المحلية مثل (صوت مهاجر) وشارات تلفزيونية كثيرة مثل (هارون الرشيد)، وشارك في الكثير من الأعمال الفنية مع نجوم عرب كالأستاذ صباح فخري ومحمد عبدو وعبد الله رويشد وفلة الجزائرية وصبحي توفيق ورويدا عطية وناصيف زيتون ومعظم النجوم اللبنانيين والسوريين، وعزف إيقاعاً غربياً في فرقة الأيقونة السورية ميادة بسيليس والمايسترو سمير كويفاتي.

وسام الشاعر: عازف أكورديون وخريج المعهد العالي للموسيقا بدمشق، ويعتبر أوّل خريجي آلة الأكورديون بالمعهد وحاصل على إجازة من التربية الموسيقية اختصاص غناء أوبرالي وعزف البيانو، وقد عزف صولو مع السيدة فيروز وجوليا بطرس ووديع الصافي، وشارك العزف مع أهم الموسيقيين العالميين مثل راؤول ديبلاسيو، زياد الرحباني، وماريو استيفانو … الخ، ومثّل سورية في العديد من المشاركات العربية والعالمية، وتم تكريمه إثر حفلات صولو منفردة على عدّة مسارح كدار الأوبرا في القاهرة والإسكندرية والمسرح الملكي في أمستردام.

مهند السمان: خريج جامعة Los Angeles college of music ، شارك موسيقياً عازفين عالميين مثل الفنان Frank Gambale وهو عازف صولو آلة ليد غيتار في فرقة المايسترو سمير كويفاتي مع الأيقونة السورية ميادة بسيليس، ويعد من أوائل العازفين السوريين الذين عزفوا الريغي (موسيقى الراي) في معظم الدول العربية.

ماهر شروف: عازف كونتر باص وغيتار بيز من الطلاب المتفوقين في المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وهو عازف في الأوركسترا السيمفونية السورية من عام 2016 حتى هذا اليوم، وفي الأوركسترا الوطنية للموسيقا العربية من عام 2016 إلى الآن، وأستاذ كونتر باص بمعهد صلحي الوادي في سورية.

علاء العبد الله: طالب في المعهد العالي للموسيقا في دمشق حيث يعزف على آلة القانون، ويعتبر من العازفين المتفوقين، وتم تكريمه مرتين بسبب تفوقه في عامي 2018 – 2019، وشارك في حفلات مع الفنان الكبير زياد الرحباني عام 2018، وتمت دعوته ليكون عازف صولو أساسي بأوركسترا موسيقا الحجرة في 2014 و 2015.

تحدّث أنطوان دبس عن تجربته بكاش مع النجوم: «يأخذ البرنامج منّا جهداً نستمتع به، حيث نحضّر للحلقات قبل أسبوع من عرضها، وكل واحدة منها لها موضوع معين، ويجب أنْ تتناسب المقطوعات التي نؤدّيها مع الموضوع المطروح، فبالتالي لا يوجد تكرار موسيقي بين الحلقة والأخرى، حيث نعزف في الحلقة الواحدة قرابة 40 مقطوعة مختلفة عن سابقاتها».
هذا ما نوّه له وسام الشاعر بتجربته في البرنامج، فوضّحَ أنّ التميّز قائمٌ من حيث عمل موسيقى في العرض المباشر بتفاصيل كثيرة وأنواع موسيقية متعدّدة، وهذا الأمر مختلف عن المعهود في الحفلات التي تأخذ طابعاً موسيقياً محدّداً، ونحن نعزف بناءً على الأحداث التي تتم خلال البرنامج من سحوبات وألعاب ومفاجآت بالإضافة إلى إبداع الألحان التي تناسب حالات معينة يعيشها المتصل أثناء ربحه أو خسارته، وهذا الأمر يحتاج إلى تركيز شديد.
سعت الفرقة من خلال البرنامج إلى تسليط الضوء على الانسجام الموسيقي الذي تبدع فيه بمختلف الضروب الغنائية وطرحه بأسلوبها الفريد والمميز الخاص بها، وبهذا عملت باستكمال المشهد الإبداعي السوري بأرقى معايير الفن ورفده بمشاركات تترك خلفها إرثاً موسيقياً يأخذُ منه الجيل القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن