رياضة

التحكيم ثروة وطنية، فهل نحافظ عليه؟ … رباط: لن نستسلم لأعداء النجاح ومهمتنا وطنية بامتياز

| نورس النجار

مازال التحكيم عقدة الدوري وما زالت الفرق تئن عند كل خسارة من الحكام، لجنة الحكام تعمل بجد وإخلاص من خلال عمل مهني بدأت تظهر معالمه جلياً سواء في التمثيل الخارجي الذي يتسع وبدأ يستعيد دوره الإيجابي بالقارة الصفراء أم من خلال النشاط المحلي الكبير بكل الدرجات والفئات.
الكثير من التساؤلات حول لجنة الحكام وعملها وضعناها بعهدة الحكم الدولي نزار رباط والإجابات تأتيكم مفصلة بالحوار الآتي.

هيمنة وتسلط
– في البداية أنت دائماً متهم بهيمنتك على لجنة الحكام وتفردك بالقرارات، هل تتفرد بهذا القرار أم هناك آلية معينة بوضع الحكام على جدول مباريات الدوري؟
تعيين الحكام يتم على الشكل الآتي: تجتمع لجنة الحكام بأغلب أعضائها نناقش الأمور بكل جدية وصراحة ونضع الحكم المناسب للمباراة المناسبة، أما من ناحية تفردي بتعيين الحكام فهذا الكلام غير صحيح وعار عن الصحة، فنحن لجنة تحكيم أولاً وأخيراً وكل عضو باللجنة له مكانته واحترامه وقراره وأعضاء اللجنة لكل منهم له عمله وليسوا أحجار شطرنج على رقعة، أما ما يخص بقية الأعضاء الغائبين فيتم التراسل والحديث معهم ومناقشة الأمور عبر الهاتف، هناك دائماً ضغط في عملنا وعلى الأقل نجتمع أربعة أو خمسة أعضاء لمناقشة جميع الأمور وتعيين الحكام، لجنتنا منسجمة واحترافية إلى أبعد الحدود.

قاعدة عريضة
– ما مدى تطور التحكيم المحلي، البعض يلومكم بزج حكام شباب بمباريات قوية، وزج حكام قدامى باتوا غير قادرين على التحكيم في المباريات، فما ردكم على ذلك؟
كل حكم حتى ولو أصبح عمره خمسين عاماً وقادر على اجتياز اختبارات التحكيم هو حكم نحتاج إليه والقانون يسمح له بالتحكيم، دخلنا إلى لجنة الحكام ووجدنا هوة كبيرة بين الحكام المتقدمين بالعمر والحكام الشباب، ولم نجد قاعدة تحكيمية للحكام الشباب فعملنا على توسيع القاعدة من الأعلى، والزج بالحكام الشباب لتأهيلهم وصقلهم، نحن نعمل على حكام شباب، وعندما نزج بحكم شاب بمباراة قوية وكبيرة فنحن نعلم ما نعمله، فالحكم الشاب الذي نزجه بمباراة كبيرة هو جاهز للدخول بمباراة كهذه وقيادتها بشكل جيد وهذه التجربة نجحت والحكام الجدد نجحوا بمهامهم، وأنا أرى أن التحكيم يتجه للأفضل على الرغم من ضعف الرعاية للتحكيم، فلا يوجد غير الاتحاد الرياضي يدعم الحكام أما الباقي فيحارب التحكيم ويثير البلبلة، البعض يطالب بحكام أجانب لقيادة مباريات الدوري ولا يعلمون أن حكامنا الوطنيين هم ثروة وطنية، تكلفة المباراة لحكم أجنبي تصل لمليوني ليرة سورية وسبع مباريات بالجولة تعني 14 مليون ليرة سورية، فأي ناد قادر على دفع هذه المستحقات للتحكيم؟
بالمقابل الحكم المحلي لا يكلفنا بالجولة نصف مليون ليرة سورية وهذا يدل على أن الحكم والتحكيم هو ثروة وطنية، نتمنى على الأشخاص ألا يصطادوا بالماء العكر ويبحثوا عن تفاصيل صغيرة ويتحدثوا بها لتدمير التحكيم، وبحجة محاربة الأشخاص يقومون بتدمير تحكيمنا الوطني، كفانا تربصاً ببعض وكفانا إهانة ومحاربة للتحكيم، ونحن نسأل هؤلاء الأشخاص إلى أين سيصلون بهذه الأمور؟ إضافة إلى ذلك فالجميع يضع إخفاقاته على الحكم، بعض الإعلاميين يدافعون عن فرقهم ويتحدثون على التحكيم ولا يتحدثون عن الخلل الحقيقي في فرقهم، المدرب يريد أن يرضي إدارة النادي فلا يعترف أنه لم يقرأ المباراة بشكل جيد أو تبديلاته غير صحيحة فيضع اللوم على التحكيم، اللاعب الذي يضيع خمس أو ست فرص يتهم الحكام، تحكيمنا بخير وحكامنا مثل جميع حكام العالم، مثل ما يخطئ حكام العالم فحكامنا أيضاً يخطئون، إن كان حكامنا ليسوا جيدين فلماذا ينجحون في الخارج في مشاركاتهم الخارجية ويفشلون داخلياً؟ السبب معروف وواضح وذلك بسبب الضغط الكبير الذي يمارس على الحكام محلياً.

تعديلات وجولات
– نريد أن نسأل بخصوص التعديلات على القوانين هل قمتم بجولات على الأندية وإطلاعهم على التعديلات التي طرأت على القانون؟
حاولنا أن نقيم محاضرات سابقاً حول التحكيم وحول التعديلات على القوانين ولكننا كنا في فترة عمل وضغط كبير وخصوصاً العمل على تنسيب الحكام، قمنا بتنسيب نحو 800 حكم جديد، وقمنا بجولات في محافظات دير الزور والقنيطرة وغيرها من المحافظات خلال تنسيب الحكام وبإجراء مناقشات ومحاضرات حول ذلك.
بشكل عام الجميع من اللاعبين ومن الحكام يعلمون بالتعليمات والقوانين الجديدة من خلال المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية والأندية بالبطولات الآسيوية، البعض يتحدث ويقول لا نخبر بالتعديلات الجديدة، ولكن المستغرب ألا يعلم هؤلاء متى يكون بحالة تسلسل على سبيل المثال ومتى يستطيع الاستفادة من التسلل، وألا يعلم اللاعب بالأمور الأساسية كحالات العقوبات والحالات الانضباطية على أرض الملعب، ومن يطلب منا أن نخبره عن التعديلات فنحن جاهزون لذلك ولكن نتيجة لضغط العمل لا نستطيع أن نجمع الكل ونلقي عليهم المحاضرات، ومن يرغب يطلب منا ذلك ونحن جاهزون، العقيد زكريا ذهب لمنتخب الناشئين وأخبرهم وأطلعهم على جميع التعديلات وأطلع كذلك نادي الجيش، ومن يطلب منا أن نشرح له عن أي شيء فاللجنة جاهزة لذلك وبصدر رحب.

أخيراً
نفتخر أن لدينا 7حكام من النخبة قادوا العديد من المباريات الدولية سواء في بطولة أبطال آسيا وبطولة الاتحاد الآسيوي أم تصفيات آسيا الأولمبية وغيرها من المباريات الرسمية على صعيد منتخبات الشباب والناشئين، ولدينا حكمة دولية وهناك أكثر من حكمة من المواهب ستظهر على الساحة قريباً، عملنا كبير ومهم ونحن نتقنه ولن نستسلم لأعداء النجاح ما دام عملنا يصب في المصلحة الوطنية, ولا بد من شكر اللواء موفق جمعة لدعمه الكامل للعملية التحكيمية والشكر موصول إلى رئيس الاتحاد فادي الدباس الذي يولي شؤون التحكيم كل وقته واهتمامه ودعمه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن