توقعات بإنتاج 2.7 مليون طن قمح و400 مليار ليرة للشراء من الفلاحين … خميس: الأمن الغذائي لم يمس بسوء وموسم القمح مبشر هذا الموسم
| هناء غانم
أكد رئيس مجلس الوزراء عماد خميس أن الأمن الغذائي لم يمس بسوء رغم سنوات الحرب على سورية، منوهاً بأن الدولة أمنت الحاجات الأساسية للمواطن من الغذاء، لافتاً إلى أن الحبوب هي أهم دعائم الأمن الغذائي، ومهما زادت كميات الموسم الحالي فالحكومة جاهزة لاستلامها ودفع ثمنها، إذ إن الموسم الحالي للأقماح مبشر لجهة تعزيز الأمن الغذائي، والدولة تعمل لتوفير إجراءات استلام كامل المحصول، والحفاظ على المحاصيل الإستراتيجية، ودعمها بما يصب في مصلحة الفلاحين ويحفزهم على استمرار نشاطاتهم الزراعية.
جاء ذلك خلال انعقاد المؤتمر السنوي الخاص بشراء وتسويق محصول الحبوب لعام 2019، حيث أوضح رئيس مجلس الوزراء أن هذا المؤتمر يأتي بهدف وضع الآلية التنفيذية لاستلام وتسويق وتخزين محصول الحبوب من البيدر وصولاً إلى رغيف الخبز لتكون آمنة وسليمة بشكل كامل، بما يضمن تأمين حاجة المواطن الأهم في حياته اليومية في ظل الظروف الحالية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية.
ووجه رئيس مجلس الوزراء بضرورة وضع الإجراءات اللازمة لضمان استلام محصول الحبوب من الفلاحين للموسم الحالي في جميع المحافظات بسلاسة وانسيابية، إضافة إلى رصد المبالغ المالية اللازمة لاستلام كامل المحصول، على أن يتم منح سلفة أولية للمصرف الزراعي بقيمة 25 مليار ليرة للبدء بدفع المبالغ المستحقة للفلاحين لقاء عمليات الاستلام، علما بأنه تم خلال المؤتمر تخصيص 400 مليار ليرة لشراء القمح من الفلاحين حيث يكون الدفع فورياً، وسط توقعات بأن يكون إنتاج سورية من القمح لهذا الموسم نحو 2.7 مليون طن، الأمر الذي سيخفض من فاتورة الاستيراد.
وتقرر تأمين جميع متطلبات استلام المحصول وتخزينه ونقله وتقديم التسهيلات الفنية واللوجستية بدءاً من الحصادات وآليات النقل ومراكز الاستلام وصوامع التخزين وصولا إلى المطاحن، إضافة إلى تأمين كميات الوقود اللازمة للآليات والحصادات وتأمين الطاقة الكهربائية في جميع المراكز على مدار الساعة.
هذا وكلف خميس وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التأكد من شهادات المنشأ عن طريق الوحدات الإرشادية، والطلب من وزارة التجارة الداخلية تجهيز المخابر الخاصة بتحليل العينات ليتم التأكد من سلامة المحصول من جميع النواحي وانه مطابق للمواصفات المعتمدة ومن إنتاج الموسم الحالي.
وفوض المحافظين بحل العقبات ومعالجة الحالات الاستثنائية التي تواجه عملية تسليم الأقماح في جميع المحافظات وخاصة الحالات التي لم تلحظ خلال المؤتمر بهدف تذليل الصعوبات واستقطاب أكبر كمية من الحبوب المزروعة داخل أراضي الدولة السورية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه تم تكليف فريق عمل للتواصل مع مختلف المؤسسات المعنية بعملية تسويق القمح ومع المحافظين والفلاحين أيضاً لتوضيح واقع تسليم القمح خلال العام الماضي لتعزيز النقاط الإيجابية والعمل على تذليل النقاط السلبية خاصة أن هناك مساحات كبيرة من المساحات المزروعة التي تم تحريرها والواجب استثمارها بالشكل الأمثل.
كما تقرر استثناء السيارات الناقلة لمادة القمح من التقيد بالحمولات المحورية خلال الموسم، إضافة إلى تمديد عمل اللجان المركزية واللجان الفرعية المشكلة بالمحافظات لمعالجة جميع المعوقات التي تعترض عملية الاستلام حيث يكون المحافظ مسؤولاً مباشراً عن كل ما يتعلق بتذليل العقبات وتأمين السهولة والانسيابية باستلام الموسم، واتخاذ إجراءات نوعية للحالات الخاصة باستجرار المحصول، وتم تكليف وزارة الداخلية مراقبة عملية الاستلام في المراكز، وتم الطلب من جميع الجهات المختصة تقديم التسهيلات لحركة مرور سيارات النقل من جميع المناطق إلى مراكز الاستلام.
بدوره، بين وزير الزراعة أحمد القادري أن هذا العام مبشر بالخير، حيث تمت زراعة 3046 ألف هكتار من الأقماح، موضحاً أن واقع محصول القمح هذا الموسم وفير نتيجة الهطلات المطرية الغزيرة، لافتاً إلى أن الوزارة استعدت للمشاركة في تهيئة الأرضية المناسبة للتسويق الجيد لهذا العام من خلال تكليف مديريات الزراعة ودوائرها والوحدات الإرشادية في المحافظات بمنح شهادات المنشأ التي سيتم التسويق على أساسها، وبالنسبة لمحصول الشعير ستقوم مؤسسة الأعلاف بتسويق إنتاج الفلاحين من الشعير وقد استكملت جميع استعداداتها لذلك.
من جهته أوضح مدير المؤسسة السورية للحبوب يوسف قاسم أنه تم تجهيز 37 مركزاً لموسم 2019 وتأمين جميع المستلزمات المطلوبة لهذه المراكز، مبيناً أن قرارات الاستلام جاهزة فيما يخص المواصفات والمقاييس، كما تم تأمين الأجهزة المخبرية والفنية ومستلزمات الإنتاج والتخزين إضافة إلى أتمتة عمل القبابين لمراقبتها بشكل مركزي.
بدوره بين وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاطف نداف أن جميع الاحتياجات الضرورية والمستلزمات لعملية استلام مادة القمح جاهزة، وتم دراسة اتخاذ جميع الإجراءات لتذليل إجراءات استلام الحبوب وتوفير المبالغ المادية مهما كانت الكلفة بسعر جيد لاستلام مادة القمح خلال 48 ساعة.
وفي السياق ذاته أوعز وزير الداخلية اللواء محمد رحمون بإعطاء التعليمات لقادة الشرطة بوضع مفارز في كل مركز استلام حبوب وتسيير عدد من الدوريات على محاور التحرك، وإعطاء كامل الصلاحيات لقائد شرطة لتلبية طلبات المحافظين بخصوص استلام الحبوب.
على حين قال حاكم مصرف سورية المركزي حازم قرفول «جاهزون لتمويل شراء كل كميات القمح المسوقة والتي يمكن استجرارها من الفلاحين مهما بلغت».
وزير الكهرباء زهير خربطلي أكد أن الوزارة مستعدة لأن تضع إمكاناتها بالكامل في خدمة تسويق محصول الحبوب وسيتم تأمين مجموعات توليد احتياطية متنقلة لكل مراكز الاستلام في المحافظات.
وكشف وزير الاقتصاد سامر الخليل أن عدد الحصادات ضمن طلبات إجازات الاستيراد التي منحتها الوزارة قد وصل إلى 361 حصادة.