شؤون محلية

4 ملايين يتوجهون اليوم إلى مدارسهم … الوز : حل مشكلة فقدان وثائق الطلاب المهجرين

مع افتتاح العام الدراسي الجديد يتوجه اليوم نحو 4 ملايين تلميذ وتلميذة وطالب وطالبة إلى مدارسهم التي يبلغ عددها نحو 15 ألف مدرسة.
وفي رسالة لوزير التربية الدكتور هزوان الوز بمناسبة افتتاح العام الدراسي 2015 -2016 جاء فيها:
إنّ افتتاح العام الدراسيّ يعني تأكيداً لإرادتنا جميعاً، إرادةِ السوريين جميعاً، في مواجهة مجمل أشكال تدمير سورية وتشظيتِها وتفتيتِها، حضارةً وجغرافيةً وإنساناً، وفي أننا في وزارة التربية أمضى عزيمةً، وأكثرُ إيماناً بانتصار سورية، ولاسيما أننا أنجزنا فيما مضى مجملَ ما يلزم لانطلاقة العملية التربوية على النحو الذي نطمح إليه، بل على النحو الذي يطمح وطننا إليه، ولاسيما أيضاً أننا، على مختلف المستويات، إدارة مركزيةً ومديرياتِ تربيةٍ في المحافظات، أعددنا مجمل ما يمضي بهذه العملية قدماً إلى الأمام، على الرغم من أن الامتحانات، بدورتيها، كانت تستنزف وقتنا كله فيما مضى من الوقت، ولنا أن نقول بكثير من الاطمئنان إن كلَّ ما يعني التربيةَ هذا العام، شأنَ ما سبقه من الأعوام، تخلّقَ على النحو الذي يجب أن يكون عليه، بدءاً من البناء المدرسيّ، إلى الكتب المدرسية، إلى تشكيلات المدرسين، فإلى الوسائل التعليمية، وإلى كلّ ما يعني الشأنَ التربويّ الذي يحقّقُ قيمتين في وقت واحد: قيمة البناء التربوي، وقيمة الدفاع عن الوطن بالتربية نفسها.
لقد كانت السنوات الخمس التي مضت اختباراً حقيقياً وقاسياً لسورية في مواجهة جحيم الحرب التي شُنّت عليها من غير قوة دأبت على صفتها الاستعمارية منذ مئات السنين، ومن غير قوة أدمنت تبعيتها لتلك القوى، ثمّ من غير قوة ارتضت أن تكون رقيقة في سوق نخاسة كونيّ بامتياز، واستطاعت، أعني سورية، أن تصمد طوال تلك السنوات، وأن تؤكد إيمانها بأنها فوق أي محاولة تستهدفُها مادة ومعنى، وإذا كانت تلك القوى نجحت إلى حد ما في استهداف ما هو مادي، فإنها لم تستطع تحقيق ما كانت تطمح إليه في الجانب المعنوي، ولاسيما إرادة السوريّ في الحياة، وحقه في المعرفة، وكانت التربية، وستبقى، أحد أهم أركان تلك الإرادة، وليس أدلّ على ذلك من أن وزارة التربية لم تتوقف يوماً عن أداء واجبها تجاه أبنائنا الطلبة وأسرهم، بل على النقيض من ذلك استطاعت أن تنجز الأغلب الأعمّ ممّا كنا نطمح إليه، ومن ذلك تطوير المناهج وتعديلها، وإعادة تأهيل بعض المدارس، وقبل ذلك وبعده تطوير أدائنا التربويّ على غير مستوى، منطلقين، في ذلك كله، من إيمان راسخ بأننا رديف حقيقي لرجال الجيش العربي السوري الذين يذودون عن الوطن في غير مكان منه، ويدفعون بأرواحهم في سبيله، ويلبّون نداء الحياة فيه.
وأضاف: في الوقت نفسه طلبنا من مديريات التربية العمل على حلّ مشكلة فقدان وثائق الطلاب الذين تم تهجيرهم من مدنهم وقراهم، ونؤكد في هذا المجال أن لكل طالب من هؤلاء الطلاب الذين فقدوا وثائقهم الحقّ في الالتحاق بالمدرسة التي يختار، بعد أن يراجع دائرة التعليم الأساسي في مديرية التربية التي تتبع لها هذه المدرسة، ويتقدم بطلب إلى لجنة سبر المعلومات ليحصل بعد ذلك على كتاب موجه إلى المدرسة التي يريد الالتحاق بها.
وأودّ هنا والآن التأكيد على زملائنا الإداريين والمعلمين والمدرسين عدم التشدد في اللباس المدرسيّ، وتقدير الظروف التي وجدت الأسرة السورية نفسها في مواجهتها، والتي أكدت، رغم قسوتها، أنها حفيدة أولئك السوريين الأوائل الذين بنوا مجد الحضارة الإنسانية بالعلم والمعرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن