رياضة

سيدات الثورة بطلات دوري السلة عن جدارة واستحقاق

| مهند الحسني

من جدّ وجد ومن سار على الدرب وصل عبارة تلخص إنجاز سلة سيدات الثورة هذا الموسم، فلم يتوقف طموح القائمين على اللعبة عند حدود لقب كأس الجمهورية الذي توجن به قبل أشهر قليلة، وإنما كانت الخطوات الاحترافية الصحيحة واضحة والأهداف التي عملت عليها الإدارة ظاهرة، فكان العمل متعباً وشاقاً منذ بداية الدوري، وتحول النادي إلى ورشة عمل لا تكل ولا تمل، وكان هناك ربان للسفينة نجح في قيادتها إلى بر الأمان بحرفية عالية رغم جميع المنغصات التي اعترضت النادي بين الحين والآخر.
يوم الإثنين الفائت كان استثنائياً لسلة الثورة، وسيذكره عشاق ومحبو الفريق كثيراً وطويلاً، بعدما نجحت في هذا اليوم من ارتداء ثوب الفوز والانتصار، وبدا الفريق بلاعباته المتألقات أشبه بعروس يوم زفافها.

اللقب الأغلى
توجت سيدات الثورة بلقب بطولة دوري السلة عن جدارة واستحقاق بعد فوزهن في المباراة الثانية من نهائي الدوري على مثيلاتهن سيدات الوحدة (60-54) بعد مباراة كانت الأفضلية فيها واضحة للثورة منذ بداية اللقاء، وبدت واضحة رغبتهن في الفوز، وعدم السماح لمنافسهن الذهاب للقاء فاصل، فكانت النهاية السعيدة بفوز غال، فحققن اللقب الثالث لنادي الثورة بعد 1987 و1989.

رؤية صحيحة
الإنجاز جاء بعد غربة طويلة، ولم يكن نتاجاً لضربة حظ، ولا هو شذرة أو طفرة، وإنما جاء نتيجة وجود إدارة متابعة وداعمة تمتلك الرؤية الإستراتيجية الصحيحة، إضافة إلى اعتماد الفريق على بنات النادي في تشكيلة بدت متناغمة ومنسجمة مع بعضها، فالإدارة نجحت في قطف ثمار عملها الذي بدأته منذ سنوات بهمة عالية، ولم تسع كغيرها من الأندية إلى فتح باب التعاقدات من أجل تحقيق ألقاب مسبقة الصنع على حساب بنيان النادي وتحت اسم الاحتراف، بل كانت خطواتها الاحترافية مدروسة عبر ضمها للاعبتين اثنتين لصفوف الفريق هذا الموسم، وضمن الإمكانات المادية المتاحة، فكانت خياراتها سليمة وموفقة، ولم تهمل الإدارة بقية الفرق بالنادي رغم الظروف وشح الإمكانات، وأثبتت بجميع أعضائها أنه ليس بالمال وحده تبنى كرة السلة، فكانت النية الصادقة ومحبة النادي، وإبعاد بعض المنتفعين والمتنفذين أصحاب المصالح الضيقة، أهم شعارات عمل الإدارة، فالبداية كانت في انتقاء الكادر الفني الصحيح لقيادة الفريق بتولي الكوتش عبدالله كمونة زمام الأمور، وهذا ليس تقليلاً بالمدرب الخبير هلال الدجاني الذي قاد ودرّب الفريق لسنوات طويلة، ولمساته ما زالت واضحة على أداء جميع اللاعبات، لكن قرار الإدارة الصحيح بتفرغه لتدريب فريق الرجال كان له نتائج جيدة ومبشرة بالخير، بعد الأداء الجيد الذي يقدمه الفريق والنتائج الايجابية هذا الموسم.

سيمفونية
بأداء جميل عزفت فراشات سلة الثورة سيمفونية جميلة في صالة الفيحاء، كانت أشبه بسيمفونية أنشودة الفرح لبيتهوفن، وحققن معادلة الأداء والنتيجة، ووصلن إلى درجة الإقناع والإمتاع، وأكدن علو كعبهن بالظفر باللقب من دون أي خسارة، ورسمن لوحة رائعة وبهية زينتها أبراجهن العالية بلقب طال انتظاره.

تكريم قادم
للتكريم معان كثيرة لا يعرفها إلا من يبذل الكثير من الجهود، ويقف على منصات التتويج، وإدارة النادي حسب بعض المصادر ستسعى في الأيام القليلة القادمة إلى تكريم جميع أفراد الفريق بمكافآت مالية مجزية على الجهود التي بذلوها في سبيل تحقيق هذه الإنجازات.

تتويج
قام اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام ونائبه ماهر خياطة ورئيس اتحاد السلة جلال نقرش ومهند طه رئيس تنفيذية دمشق بتقديم كأس لقب البطولة لفريق الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن