رياضة

في سلة النصر.. استقالة الجميل وتعيين الدركزلي

| مهند الحسني

يبدو أن القدر قد حكم على سلة نادي النصر أن تبقى أسيرة الظروف والمنغصات والرؤية الخاطئة، حيث لم تنفع محاولات العطارين في إصلاح ما أفسده الدهر فيها، وكما هو معروف البداية الخاطئة لابد أن توصلنا للنهايات التي لا نريدها ونتمناها، فلم تكد سلة النصر أن تخرج من مصيبة حتى تجد نفسها أمام مصيبة أكبر، وجل هذه المشاكل يتعلق بالشق الفني لعدم وجود استراتيجية عمل واضحة من قبل القائمين على اللعبة، وهذا لا يعود للظروف الصعبة التي تمر بها الرياضة السورية وحسب، وإنما للسياسة التي انتهجتها الإدارات المتعاقبة على النادي منذ سنوات، فكل إدارة جديدة تترأس النادي لا تعمل على تصحيح الأخطاء السابقة وتتلافاها، لا بل تسير في نفس الاتجاه الخاطئ حتى تراكمت الأخطاء أكثر، ووصلت اللعبة لمرحلة يرثى لها، وباتت الحلول عصية، وها هو الآن النادي هذا الموسم بات قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الثانية نتيجة العمل العشوائي الذي تسير به اللعبة.

تطبيق خاطئ
بات الاحتراف بمفهومه الخاطئ شماعة كل فاشل، لكون أغلبية أنديتنا فهمت الاحتراف على أنه تعاقدات ودفع رواتب ومقدمات عقود فقط، وتناسوا أهم مبادئ الاحتراف الصحيح الذي ينص على العمل بشكل صحيح على قواعد اللعبة، وتأمين المناخات الملائمة لها، ومنحها كل الرعاية والاهتمام لكونها تعد اللبنة الأساسية لمستقبل النادي، ولا ضير حينها من ضم لاعب أو لاعبين لصفوف الفريق الأول من أجل المنافسة، وتحقيق نتائج جيدة، غير أن سلة النصر بات همها المشاركة فقط في دوري الكبار بغض النظر عن النتائج، وقواعد اللعبة لديها في خبر كان، وجميع لاعبي الفريق هم من خارج أسوار النادي باستثناء لاعب أو اثنين، ومع ضعف الإمكانات المادية للنادي بقيت خيارات الإدارة بضم لاعبين من مستوى عال للفريق ضئيلة ومحدودة، الأمر الذي يساهم في التعاقد مع لاعبين كبار تجاوزوا سن الاعتزال، وهذا لا يمكن أن يطور المستوى، لذلك سلة النصر مهيأة دائماً لأي مطب فني، وهذا ما حصل هذا الموسم من حيث قلة التزام اللاعبين، وعدم جديتهم بالتدريبات الأمر الذي ساهم في تراجع المستوى، ومني الفريق بخسارات ما أنزل الله بها من سلطان.

استقالة
على الرغم من تولي المدرب المجتهد هيثم جميل تدريب الفريق منذ بداية الموسم، وهو من المدربين المتميزين، ونجاحاته الكثيرة تؤكد صحة كلامنا، غير أن الظروف لم تساعده في إكمال مهمته على أكمل وجه، لا سيما أن اللاعبين لم يكونوا كما يجب من حيث الالتزام، وتنفيذ تعليمات المدرب، إضافة للحالة الإدارية التي لم تكن توازي الشق الفني الناجح، ولم يكن اللاعبون على قدر مسؤولية البقاء في دوري الأضواء، وبالتحديد هذا الموسم، ما أوصل المدرب إلى طريق مسدود، ولم يكن هناك ردات فعل إيجابية من الإدارة بعد أن وضعها المدرب بالصورة الهزيلة لوضع الفريق، وصعوبة تأقلم اللاعبين مع الهدف الأساسي الذي وضعه المدرب، وهو البقاء في دوري الأولى، ناهيك عن عدم استيعاب اللاعبين الكبار فكرة الانسجام مع اللاعبين الشباب حسب قرار اتحاد السلة، كل هذه الأمور ساهمت في وضع سلة النصر في المنطقة الخطرة، وباتت من أكثر المهددين بالهبوط بعد نادي الساحل، ما دفع بالمدرب الجميل إلى تقديم استقالته مع تدريب الفريق.

تعاقد
بعد قرار استقالة المدرب الجميل وجدت الإدارة نفسها في مأزق لكون الاستقالة جاءت في وقت صعب وخطير، لكن قرار تأجيل الدوري إلى ما بعد عطلة العيد جاء بمثابة المنقذ لسلة النصر التي تعاقدت مع المدرب أشرف دركزلي، وهو من المدربين الشباب الذين كانت لهم بصمات إيجابية في جميع تجاربهم الاحترافية، وقد باشر الدركزلي مهامه مع الفريق قبل أيام قليلة، وسوف يسعى لإعادة ترتيب أوراق الفريق على أمل البقاء في دوري الأضواء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن