عربي ودولي

فشل جهود التهدئة ونتنياهو يأمر بتوسيع القصف.. والاحتلال يعترف بمقتل عدة مستوطنين … عشرات الشهداء في العدوان على غزة والمقاومة تمطر المستوطنات بالصواريخ

| فلسطين المحتلة - محمد أبو شباب - وكالات

في ظل صمت المجتمع الدولي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد 13 فلسطينياً وإصابة العشرات وتدمير ثمانية أبراج سكنية والعشرات من المنازل بشكل كلي وجزئي، وردت المقاومة على العدوان وأطلقت بالأمس أكثر من 150 قذيفة صاروخية على المستوطنات التي تقع في غلاف غزة، ما أسفر عن مقتل مستوطنين وجرح عدد آخر.
وجددت وزارة الخارجية الفلسطينية إدانتها لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر مطالبة المجتمع الدولي بوقفه فوراً وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وبينت الخارجية في بيان أمس نقلته وكالة «معا» أن الصمت الدولي على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني يشكل مشاركة في الجريمة وتواطؤاً معها مطالبة محكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق رسمي فيها.
ودعت الخارجية إلى إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها «صفقة القرن».
وفي السياق ذاته أدان المجلس الوطني الفلسطيني العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التوقف عن الصمت المخزي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار المجلس إلى أن الإدارة الأميركية التي تحاول تمرير «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية شريكة للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه بحق الفلسطينيين، داعياً إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وفي تفاصيل العدوان الدامي على قطاع غزة استشهد خلال الساعات الـ24 الماضية تسعة فلسطينيين في عمليات قصف واستهداف مكثفة من قوات الاحتلال، وقد طال القصف العنيف الذي استخدمت فيه قوات الاحتلال سلاح الجو والمدفعية والزوارق الحربية جميع مناطق القطاع وقد تصاعدت أعمدة الدخان واللهب من المناطق التي تتعرض للقصف، فيما تواصل سيارات الإسعاف انتشال جثامين الشهداء والجرحى من تحت ركام المنازل التي تتعرض للقصف.
هذا وشيع الفلسطينيون أمس في قطاع غزة جثامين الشهداء من بينهم أم وجنينها وطفلتها الرضيعة صبا أبو عرار التي تبلغ من العمر عاماً وشهرين، كما شيع الفلسطينيون جثامين أربعة شهداء قضوا في قصف على مخيم البريج وسط القطاع وعلى شرق مدينة غزة.
بدورها واصلت المقاومة الفلسطينية الرد على جرائم الاحتلال وأطلقت عشرات القذائف الصاروخية على المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وجرح عدد آخر بجروح وصفت بالخطيرة، كما تمكنت المقاومة الفلسطينية من استهداف آلية عسكرية لجيش الاحتلال بصاروخ «كورنيت»، ما أدى لتدميرها وإصابة من فيها.
وقالت الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية غزة إنها قررت توسيع دائرة الرد على عدوان الاحتلال لتشمل بئر السبع وتل أبيب وجميع المدن التي تقع في دائرة قصف المقاومة.
وما زال دوي صفارات الإنذار يسمع في جميع المستوطنات التي تقع في غلاف غزة، حتى المدن البعيدة عن غزة 100 كيلومتر سمعت فيها صفارات الإنذار بعد سقوط الصواريخ الفلسطينية.
وفي تطور لاحق أمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتم استدعاء فرق المدفعية للمشاركة في العمليات العسكرية المتصاعدة في القطاع، وقد فشلت القبة الحديدية التي نشرها الاحتلال في محيط قطاع غزة في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي تسببت بتعطيل الحياة في المستوطنات التي تقع في غلاف قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف 250 هدفاً في القطاع خلال الساعات الماضية، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية والحرب ضد قطاع غزة.
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة «هآريتس» أن تل أبيب لا تنوي خفض كثافة ضرباتها على قطاع غزة، على خلفية إطلاق مئات الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل أمس.
وشددت المصادر للصحيفة أمس على أن الضربات المكثفة على مواقع حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في القطاع ستتواصل، وليست هناك نية لدى الجيش الإسرائيلي لوقفها.
وعلى صعيد جهود تثبيت التهدئة في قطاع غزة فشلت الجهود حتى الآن في وقف العدوان وتثبيت وقف إطلاق النار.
وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف لــ«الوطن»: «الاحتلال رفض وقف العدوان، ويريد فرض معادلة جديدة على الأرض بعد هذه الجولة، والمقاومة ترفض ذلك وتريد الاستجابة لمطالبها العادلة والمتمثلة برفع الحصار».
وأكد خلف أن الاحتلال رفض الاستجابة للوساطة المصرية ولوساطة الأمم المتحدة، والساعات والأيام القادمة قد تحمل المزيد من التصعيد في حال واصل المجتمع الدولي سياسة الصمت على المجازر التي ترتكب في قطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن