تعادل بطعم الخسارة ونقطتان أهدرهما الاتحاد حين تعادل مع ضيفه حطين في مباراة متأخرة من المرحلة الرابعة والعشرين من بطولة الدوري الممتاز، المباراة جاءت ممتعة غنية بالفرص والأهداف وكان الاتحاد هو الطرف الأفضل لكنه عجز عن الخروج منتصراً رغم غزارة فرصه، أما حطين فظفر بنقطة سعى إليها ونالها وعرف كيف يدافع عن مرماه.
بعيداً عن الضغوطات قدم الاتحاد وضيفه حطين شوطاً أول مثيراً غنياً باللمحات الفنية مع حضور الأهداف وفرص بالجملة ضائعة تسابق عليها لاعبو الاتحاد الذين فرضوا سيطرة على المجريات وتحكموا بمسار اللعب معتمدين على انطلاقات الأطراف ممثلة بحسام الدين عمر ومحمد الأحمد وعكس الكرات لداخل منطقة العمليات للاستفادة من طول رأفت مهتدي مع حلول أخرى لجأ لها الأحمر عبر حالات فردية واعتماد التسديد في بعض الأحيان وشكلت جميعها خطورة على حارس حطين هادي منون، حطين أدى جيداً من خلال تأمين منطقته الخلفية ثم الارتداد عبر هجمات اتسمت بالسرعة والخطورة مع حالت إرباك تمثلت عند مدافعي الاتحاد نتيجة عدم ضبط تحركات حسن العويد ومصطفى جنيد، الاتحاد رغم أنه كان الأكثر وصولاً لمرمى حطين لكن الرد جاء من خلال العويد الذي انحرفت كرته عن القائم الأيمن لكنه استقبل الثانية من عرضية الخرفان ولعبها بقدمه اليمنى عالطاير في سقف مرمى حارس الاتحاد البديل عماد إدلبي وهو من أجمل أهداف هذا الموسم، الاتحاد بعد الهدف تحرك لتدارك تأخره ودق الأحمد ناقوص الخطر بتسديدة ردتها عارضة المنون وأدرك التعادل من الثانية حين تلاعب بمدافعي حطين على حافة الجزاء وسدد الكرة عن يسار المنون فارضاً التعادل، مجريات الشوط كانت ساخنة نظراً لشهيت اللاعبين وجرب معظمهم التسديد فتدخل من جديد قائم حطين الأيسر ومنع صاروخية حسام الدين عمر من هز الشباك بكرة لعبت بينه وبين المهتدي، حطين من جانبه بقي رغم قلة هجماته يقلق الاتحاديين عبر اختراقات فردية نفذها الزيدان والخرفان والجنيد لكن توقفت عند مشارف منطقة الجزاء لضعف المساندة وعدم المجازفة كثيراً من لاعبي الأزرق.
الاتحاد في الشوط الثاني حاصر حطين الذي أرغم على التراجع نتيجة الضغط الممارس عليه مع توالي الفرص وتحركات مزعجة للأحمد نجم اللقاء وتغييرات لآلاتي الاتحاد عبر الدفع بفادي بيكو وأحمد كلزي من خلال اللعب بمهاجمين صريحين فنفذ الغباش حرة مباشرة ردها المنون ورأسية للأحمد سقطت خلف العارضة وتسديدة للعمر خطرة لحق بها المنون بالرمق الأخير وأصيب حيالها.
ويمكن القول إن الاتحاد قدم كل ما لديه من متعة كرة القدم ولعب مباراة هي الأجمل له لكن غابت اللمسة الأخيرة عن لاعبيه مع كرات عديدة تهادت داخل منطقة جزاء حطين لم تجد من يتابعها، حطين بدا تراجعه زيادة عن الحد ومعها واصل الاتحاد سعيه لطرق مرمى المنون وأدى الاتحاد هجمات مكثفة وسط انضباط تكتيكي وتحركات مثالية وتعذب المنون مرة أخرى في التقاط كرة البيكو من على خط المرمى وشهدنا لقاء من طرف واحد الاتحاد مهاجماً وحطين مدافعاً وهو ما أفسح المجال لسيطرة مطلقة للاتحاديين مع انكماش لاعبي حطين في منطقتهم وتشكيل جدار دفاعي من تسعة لاعبين وترك العويد في المقدمة الذي لم تصله الكرة ومعها لم يختبر حارس الاتحاد مع تحركات أكثر لخط الوسط، لكن من يضيع شلالاً من الفرص لا بد من أن يدفع الثمن حيث قلب قطايا الموازين ومنح فريقه التقدم بتسديدة بعيدة استقرت في المقص الأيسر لمرمى الاتحاد، فرحة حطين لم تدم طويلاً حين استطاع ابراهيم سواس التعديل للاتحاد بعد دقيقة فقط من دربكة داخل منطقة الجزاء سددها أرضية تابعها المنون وهي تتهادى في الشباك، الاتحاد عجز فيما تبقى من وقت لكسر التعادل رغم كم الفرص التي بددت أمام المرمى للكلزي والبيكو مع حرة مباشرة للقطايا في الدقائق الأخيرة التقطها حارس الاتحاد عماد إدلبي.