رياضة

النقرش لـ«الوطن»: لا أرى مانعاً من وجود شخص آخر يحمل المسؤولية عني وأحب الدكتور دانيال كثيراً

| حاوره: مهند الحسني

تعيش السلة السورية في مرحلة حرجة على الصعد كافة، وخاصة على صعيد إعداد المنتخبات الوطنية التي لم نر منها أي إشراقات منذ فترة طويلة، إضافة لعدم وجود دوري يلبي الطموح، ناهيك عن المستوى التحكيمي المتواضع الذي ظهر فيه حكامنا هذا الموسم، لكن بالوقت نفسه باتت كوادرنا محط اهتمام في اتحاد غرب آسيا والاتحاد الآسيوي، وبدأ العمل من جديد على موضوع المنتخبات الوطنية، فهل ستكون المرحلة المقبلة مشرقة لسلتنا الوطنية بشكل عام، وكيف يستعد اتحاد السلة للانتخابات القادمة؟
«الوطن» حيال هذا الموضوع التقت رئيس اتحاد السلة جلال نقرش وأجرت معه الحوار التالي:

ما خطتكم المقبلة في موضوع المنتخبات الوطنية؟
طبعاً سيستمر العمل على المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات، والتركيز سيكون على الفئات العمرية، وخصوصاً بعد ظهور العديد من المواهب الواعدة التي بحاجة إلى اهتمام أكبر في البداية.

بعد خروجكم من التصفيات الآسيوية ماذا عن المنتخب الأول؟
المنتخب الأول سيستمر العمل عليه حسب المشاركات الخارجية، وسيأخذ بأغلبيته طابع المنتخب الشاب، من أجل الاستفادة من بعض اللاعبين الكبار.

هل أنتم بصدد التعاقد مع مدرب أجنبي جديد للمرحلة المقبلة؟
لا توجد حالياً إمكانية لاستقدام مدرب أجنبي بشكل مستمر لأسباب مالية، ولكن من الممكن استقدام مدرب لتطوير مهارات اللاعبين الصاعدين في فترة الصيف فقط، نحن بحاجة إلى مدربين أجانب مميزين لتطوير اللعبة وصناعة اللاعبين، يوجد في سورية العديد من المدربين المجتهدين، ولكن قلة الاحتكاك والمشاركات الخارجية لا تسمح لهم باكتساب خبرات أكبر، وأعتقد أن وجود المدربين الأجانب المميزين في الأندية السورية أهم في هذه المرحلة من وجودهم في المنتخبات الوطنية لأن اللاعب يتأسس ويتطور في ناديه وليس في المنتخب، على حين معسكرات المنتخبات تفيد في خلق توليفة بين اللاعبين، ولكن لا تطور مهاراتهم، ولا ذهنيتهم إلا بالحدود الدنيا.

لماذا لا تدعون جميع كوادر السلة وتضعونها بصورة الخطط المقبلة للاتحاد؟
جميع كوادر السلة بصورة واقع اللعبة، وهم على الأرض يعملون ويتابعون، أما بالنسبة لخطط الاتحاد المستقبلية، فسيتم طرحها في المؤتمر العام للعبة بعد انتهاء الموسم.

مازال وضع صافرات الحكام غير مريح فما الحلول لتطويرها؟
الحالة التحكيمية في سورية بتطور مستمر، والعمل على تطوير الحكام لا يتوقف، وقرار الاتحاد الآسيوي إقامة دورات في سورية لصقل وتطوير الحكام سيستفيد منها الجميع.
السلة الأنثوية أين وصلتم بالعمل فيها وهل يكفي تطويرها عبر إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي؟
وجود صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي شيء إيجابي يزيد من شعبية اللعبة، وتصل المستجدات كافة إلى المهتمين بشكل أسرع، وهي آلية يستخدمها الجميع، أما بالنسبة للسلة الأنثوية بشكل عام، فهي تمارس في سورية على نطاق واسع وتحظى باهتمام كبير من العديد من الأندية والمحافظات، وظهرت لاعبات جيدات في مختلف الفئات وهو شيء جميل ومبشر يجب الاستفادة منه، ويجب أن نشارك على الصعيد الخارجي أكثر كي يتحسن مستوى اللاعبات، ولكن كما هو الحال في فئة الذكور الموضوع مرتبط بتوافر المال.

نتائج منتخب الناشئات في آسيا كانت جيدة لماذا لا تأسسون عليها للمستقبل وما مصير المنتخب الأخير؟
منتخب الناشئات أفرحنا جميعاً في مشاركته الأخيرة، ويضم لاعبات مميزات يمكن الاعتماد عليهن في المستقبل، وأهم نقطة في موضوع السلة الأنثوية هو استمرارية اللاعبات بعد الزواج، ولكن الأمور أفضل من السابق.

الانتخابات قادمة فما خططكم لها؟
نحن بصدد مرحلة جديدة تتحكم فيها عدة عوامل، أولاً رغبة كوادر اللعبة في العمل الفعلي، ثانيا بتحسن واقع الأندية المالي والفني والإداري، ثالثا توافر الإمكانيات المادية لدى الاتحاد لتحقيق خططته وبرامجه، وتوافر هذه الأموال مرتبط حالياً بالحالة العامة للبلد، لأننا نعتمد على الدعم الحكومي فقط، أما الدعم الخاص فهو غير متوافر حالياً لوجود أولويات أهم من دعم الرياضة، أتمنى أن تتحسن الأحوال كي يستطيع الجميع العمل بشكل مريح وتجاوز المرحلة الصعبة السابقة، وعلى أسرة كرة السلة جميعاً إعادة النظر وتحليل كل هذه العوامل السابقة قبل التفكير في المناصب، لأن العمل من دون مقومات صعب جداً، المهم في الموضوع أن لعبة كرة السلة مستمرة في سورية، وعلى نطاق واسع وتزداد شعبيتها، وتحدت أسرة السلة بكل كوادرها جميع الصعوبات الداخلية، وشاركنا في كل الاستحقاقات الخارجية ومنتخباتنا تشارك في أعلى مستويات آسيا وهيكلية اللعبة موجودة في المحافظات كافة.

هل سترشح نفسك مجدداً لرئاسة الاتحاد؟
لا بد من دخول دماء جديدة على إدارة اللعبة وتطوير كوادر الاتحاد ومواكبة المستجدات الإدارية على الصعيد الدولي لرفع مستوى الأداء بشكل عام، ترشحي لمرحلة قادمة أفكر فيه حالياً وبتأنٍ، والقرار لم أتخذه بعد، من سوء حظي أنا وزملائي أعضاء الاتحاد أننا استلمنا مهامنا في أسوأ وقت مر على سورية والحمد لله استطعنا تجاوز المرحلة بأقل الأضرار، ولم نتهرب من مسؤولياتنا، ووجدنا الحلول المناسبة حسب نوعيتها وزمانها، وإذ أتحدث الآن عن نفسي يجب أن أفكر جيداً في الأمر لأن مقومات العمل محدودة، والضغوطات العائلية والعملية موجودة، قضيت عشر سنوات على رأس الهرم السلوي في سورية، ولا أرى مانعاً من وجود شخص آخر يحمل المسؤولية عني، لست متمسكاً بشيء، والقرار النهائي هو لأهل اللعبة والقيادة الرياضة.

هل سينعكس منصبك الجديد بالاتحاد الآسيوي على السلة السورية؟
المنصب الجديد هو فخر لكل أسرة كرة السلة السورية، ولي شخصياً، وأعتقد أنه أعلى منصب وصل إليه أحد الكوادر السلوية السورية على الصعيد الدولي، ستتم عملية الاستلام عند انعقاد الهيئة العامة للاتحاد الآسيوي في الصيف القادم، ومن المؤكد أنني سأسعى للاستفادة من ذلك لمصلحة السلة الآسيوية وسلة غرب آسيا لكوني ممثلاً دولها، وللسلة السورية.

كيف تتعاملون مع انتقادات البعض لكم عبر بعض البرنامج الرياضية؟
الانتقادات شيء مشروع للجميع، وحالة صحية لتصويب المسار، ولا توجد حواجز بيننا وبين أحد، أبوابنا مفتوحة للجميع، ونعمل على رؤية ومسمع الجميع، نصيب أحياناً ونغلط أحياناً، وتبقى مسؤولية المنتقدين والمتابعين في تقيم صحة الأمور، وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع.

أمين سر الاتحاد أكد أنه لن يتقدم لمرحلة انتخابية جديدة فما رأيك؟
الدكتور دانيال من أكثر الأشخاص خدمة لكرة السلة في السنوات العشر السابقة، وتحمّل الكثير من الضغوطات الشخصية والنفسية والمادية، وهو إنسان مقبول من أغلب كوادر السلة السورية، أنا شخصياً أحبه جداً، وأتمنى له كل الخير، لكونه اجتهد وتطور في عمله، وأعتقد أنها خسارة كبيرة إذا قرر عدم الترشح، ولكنني أعتقد أنه بحاجة إلى راحة، وإن قرر الترشح للانتخابات القادمة، فسوف يتم تغيير في نوعية المهام المكلف بها، أو تجزئتها لصالح العمل ولصالحه الشخصي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن