برلين تنتقد والمعارضة التركية لن تقاطع … أردوغان يرفض قرار الشعب في اسطنبول ويفرض إعادة الانتخابات البلدية
| وكالات
في خطوة تعمق الممارسات الدكتاتورية للنظام الحاكم في تركيا، قال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، إن قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات المحلية في مدينة اسطنبول «خطوة مهمة والخطوة الأفضل نحو تعزيز الديمقراطية في البلاد».
وأضاف أردوغان أمس: «نؤمن بشكل راسخ بحدوث تلاعب منظم وفقدان للشرعية ومخالفات في الانتخابات المحلية باسطنبول… لا يمكننا أن نتجاهل المخالفات الواضحة التي شابت انتخابات اسطنبول ولا يمكننا التغاضي عن سلب الإرادة».
وأصدرت اللجنة العليا للانتخابات في وقت سابق من أمس الثلاثاء قراراً بإعادة إلغاء نتائج التصويت السابق في مدينة اسطنبول التي خسر فيها مرشح «العدالة والتنمية»، رئيس الوزراء بن علي يلدريم، أمام منافسه من «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر قوة في معسكر المعارضة، أكرم أمام أوغلو، وإجراء انتخابات جديدة في المدينة، بعد طلب من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، ستجري يوم 23 حزيران المقبل.
وجرت في تركيا، يوم 31 آذار الماضي، الانتخابات المحلية في عموم البلاد، وخسر «حزب العدالة والتنمية» في عدد من الولايات والمدن الكبرى بينها العاصمة أنقرة.
قرار اللجنة العليا للانتخابات في تركيا الذي الغيت بموجبه نتائج الانتخابات البلدية في اسطنبول أعاد التأكيد على عدم استقلالية اللجنة وتبعيتها ورضوخها كغيرها من المؤسسات الحكومية لنظام أردوغان.
وأكد حزب الشعب الجمهوري على الفور أن قرار إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول يشكل دليلاً واضحاً على النهج الديكتاتوري في البلاد حيث قال نائب رئيس الحزب أونورسال أديغوزال أن «هذه المنظومة الحاكمة التي تتجاوز إرادة الشعب وتتجاهل القانون ليست ديمقراطية ولا شرعية.. إنها ديكتاتورية سافرة».
وأدان مرشح حزب الشعب الجمهوري الفائز في انتخابات بلدية اسطنبول أكرم أمام أوغلو بدوره أمام الآلاف من أنصاره في اسطنبول قرار اللجنة مؤكداً أن هذا القرار «خيانة» فيما ردد أنصاره هتافات دعت اللجنة العليا للانتخابات إلى الاستقالة وطالبوا بتفعيل دولة القانون والعدالة.
وزعمت اللجنة العليا للانتخابات أن قرار إبطال نتائج انتخابات اسطنبول اتخذته كون رؤساء اللجان الانتخابية في اسطنبول قاموا بتعيين أعضاء ورؤساء بعض اللجان الفرعية بشكل غير قانوني.
هذا وقال مرشح المعارضة التركية الذي أبطلت لجنة الانتخابات فوزه برئاسة بلدية اسطنبول، أكرم أمام أغلو، أن قرار إعادة الانتخابات في مدينة اسطنبول «ضربة للديمقراطية» في تركيا.
وأكد أمام أغلو، أن حزب الشعب الجمهوري، الحزب المعارض الرئيسي في تركيا، لن يقاطع إعادة الانتخابات المحلية.
بدوره انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قرار اللجنة العليا للانتخابات التركية بإعادة الانتخابات المحلية في مدينة اسطنبول ووصفه بـ«غير الشفاف وغير المفهوم».
وقال ماس في تصريحات صحفية أمس: «إرادة الناخبين الأتراك هي فقط من تقرر من يتولى رئاسة بلدية اسطنبول».
من جهة أخرى انتقد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز قرار سلطات النظام التركي إلغاء الانتخابات البلدية في اسطنبول وإعادتها مجدداً داعياً إلى إنهاء المفاوضات مع هذا النظام حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال كورتز في بيان: إن «أي شخص لا يقبل نتائج الانتخابات الديمقراطية لن يكون له مكان في الاتحاد الأوروبي» مضيفاً: إن «تركيا ابتعدت عن الاتحاد الأوروبي خطوات أكبر من أي وقت مضى لسنوات ولم تعد تستوفي شروط مفاوضات الانضمام».
وتابع: «لا تزال هناك قيود منهجية قوية على حرية التعبير والصحافة في تركيا».
بدورها دعت مرشحة حزب الشعب النمساوي للانتخابات الأوروبية ووزيرة الدولة للشؤون الداخلية كارولين إيدشادلر إلى الوقف النهائي لمفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع تركيا.