عربي ودولي

إسقاط طائرة حربية تابعة لحكومة الوفاق جنوب طرابلس والقبض على قائدها … تحقيق أممي حول ضلوع عسكري إماراتي محتمل في النزاع العسكري الليبي

| وكالات

تحدثت وكالة الأنباء الفرنسيّة أمس الثلاثاء، عن تقرير سريّ يُظهر أن خبراء أمميّين يحقّقون في ما إذا كانت «أبو ظبي» ضالعةً عسكرياً في النزاع الدائر في ليبيا. وذلك بعد أن تم هناك الشهر الماضي استخدام طائرات مسيرة صينية الصنع، يمتلك مثلها الجيش الإماراتي.
وذكرت وكالة «فرانس برس» استناداً إلى التقرير أن الصواريخ، التي أطلقتها الطائرات المسيرة في الضاحية الجنوبية لطرابلس يومي 19 و20 نيسان الماضي، تبين بعد دراسة شظاياها أنها هي صواريخ جو-أرض من طراز «بلو آرو».
وبحسب التقرير فإن هذا النوع من الصواريخ تمتلكه فقط ثلاث دول هي الصين وكازاخستان والإمارات العربية المتحدة، ذلك أن هذه الصواريخ تطلقها حصراً طائرات من دون طيار تنتجها شركة «وينغ لونغ» الصينية.
ولفت التقرير إلى أن «مجموعة الخبراء تحقق في الاستخدام المحتمل لهذا السلاح من قبل «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، أو من قبل طرف ثالث داعم «للجيش الوطني الليبي»، مؤكداً أن هذه الصواريخ لم تحصل عليها ليبيا مباشرة من الشركة المصنعة أو من الصين. في سياق متصل، أعلنت قوات المشير خليفة حفتر أمس استهداف سلاح الجو التابع لها مواقع عديدة تابعة لقوات حكومة الوفاق في ضواحي العاصمة طرابلس.
وأشار المركز الإعلامي التابع لقوات حفتر إلى أن «الإصابات كانت مباشرة ودقيقة»، وأنّ الضربات استهدفت منطقة وادي الربيع والمنطقة القريبة من النادي الدبلوماسي ومنطقة عين زارة، ودمّرت عدداً من الآليات المسلحة والدبابات ومخزن ذخيرة.
إلى ذلك نشرت مواقع إخبارية محلية صوراً، قالت إنها للطيار الذي أسقطت طائرته أثناء إغارتها على وحدات تابعة لـ«الجيش الوطني» في منطقة وادي الهيرة، إلى الجنوب من العاصمة الليبية طرابلس.
وفي وقت لاحق أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني الليبي أن الطيار الذي قبض عليه بعد إسقاط طائرته، «مرتزق برتغالي».
وفيما ذكرت عدة مواقع أن الطيار يحمل الجنسية الإيطالية، أكدت مصادر أخرى أن التحقيقات الأولية مع قائد الطائرة الحربية التي أسقطت في وادي الهيرة، تقول إنه برتغالي.
وفي غضون ذاك أعلنت وكالة الأنباء الليبية أن الطائرة التي أسقطت في محور وادي الهيرة، من طراز ميراج «إف -1»، وأكدت أن قائدها يحمل الجنسية البرتغالية.
إلى ذلك نقلت صحيفة «المرصد» الليبية عن اللواء عبد السلام الحاسي، قائد قوات «الجيش الوطني الليبي» في غرب البلاد، أنه تسلم الطيار الذي وصف بـ«المرتزق» وأعطاه الأمان وأمر بتقديم العلاج اللازم له.
واتهم الحاسي «حكومة الوفاق الوطني» بأنها استأجرت هذا الطيار لقتل الليبيين بأموالهم، واصفاً إياها في هذا السياق بأنها «حكومة العار والخزي والمرتزقة».
من ناحية أخرى، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقّي الإثنين، الدعوة لـ«وقف إطلاق النار في ليبيا».
غوتيريش قال إن «الرسالة إلى جميع الليبيين، هي ضرورة التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار ووقف للمعارك، والعودة إلى مسار الحل السياسيّ».
من جهته أكد رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي أن «الأولوية اليوم هي لوقف الحرب وأنّه لا حلّ عسكرياً في نزاع من هذا النوع».
وأضاف فقي: «لا بدّ من أن يقبل الأطراف الليبيّون وقف المعارك والجلوس إلى طاولة لحلّ هذه الأزمة بالطرق السلمية والسياسية».
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم قد دعت الأحد الماضي الأطراف المتحاربة في ليبيا إلى «تطبيق هدنة إنسانية لمدة أسبوع قابلة للتجديد»، بمناسبة شهر رمضان المبارك.
لكن المشير خليفة حفتر دعا قواته مساء الأحد إلى «تلقين درس أعظم وأكبر» لقوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وأكد حفتر في رسالة تلاها المتحدث باسم قواته اللواء أحمد المسماري، أن العملية في طرابلس «تأتي من أجل تطهير الغرب الليبي من الإرهابيين والمرتزقة».
وتعيش العاصمة الليبية طرابلس منذ 4 نيسان الماضي في حالة حرب شرسة، وذلك بعد أن شنّ الجيش الليبي التابع للمشير خليفة حفتر هجوماً على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني.
وبحسب الأمم المتحدة، قُتل 432 شخصاً على الأقل وأصيب 2069 آخرين بجروح ونزح أكثر من 55 ألفاً من ديارهم، منذ بدأ المعارك في العاصمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن