شؤون محلية

في سابقة خارجة عن المألوف.. أطباء دراسات عليا في قسم باطنية مشفى تشرين الجامعي يعفون من المناوبات.. وعمادة الطب توضح؟ … قنجراوي لـ«الوطن»: تدريب وتأهيل الطلاب وإعدادهم للمجالات السريرية بشكل تدريجي … 1000 طالب دراسات في 34 تخصصاً.. وإحداث 10 اختصاصات في الدكتوراه

| فادي بك الشريف

في سابقة وصفها عدد من طلاب كلية الطب البشري بجامعة تشرين «بالخارجة عن المألوف» صدر قرار بإعفاء أطباء الدراسات العليا «السنة الأولى» في قسم الداخلية بمشفى تشرين الجامعي باللاذقية من المناوبات.
ونصت الشكوى الواردة لـ «الوطن» أن رئاسة قسم الباطنة في المشفى أصدرت قراراً بعدم إلزام طلاب الدراسات من السنة الأولى بأي مناوبة في المشفى طيلة شهرين من بداية الالتحاق وقد تمدد حتى الـ6 أشهر، علماً أن هذا يخالف الأعراف المعمول بها في مشافي التعليم العالي.
ولفتت الشكوى إلى أن القرار يشمل أطباء قسم الباطنة فقط في المشفى، على حين أن بقية الأقسام قد باشر أطباؤها في السنة الأولى بالمناوبات الكاملة ما ساعدهم على دخول مضمار الحياة العملية واكتساب الخبرة والمعرفة التي لا تكتسب خلال أوقات الدوام الرسمي الإداري بالمشفى.
وأضاف البعض: إن كان هذا القرار يحمل في ظاهره راحة لأطباء السنة الأولى فإنه «من حيث يدرون أو لا يدرون» يحمل نتائج كارثية لهم على المدى البعيد، على حين أن زملاءهم في بقية الأقسام قد سبقوهم بأشواط فيما يخص الخبرة العملية والتعامل مع المريض وتدبيره.
كما أن عدم إلزامهم بالمناوبات قد شكل ضغطا كبيراً على الأطباء في بقية السنوات وخاصة أطباء السنة الثانية نظراً لقلة أعدادهم في المشفى أساساً، ما يسهم في عرقلة العمل، بحيث يمكن للطبيب في السنة الأولى أن يحمل بعض عبء العمل فيما يخص الأمور الروتينية والبسيطة عن زميله في السنة الأعلى، ليتفرغ الأخير للقيام بمهامه كسنة ثانية وكمشرف على وتيرة العمل ككل، ويتمكن حتى من تقديم الفائدة العلمية والعملية لزملائه في السنة الأولى خارج أوقات الدوام الإداري، علماً أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم الاعتماد على طبيب السنة الأولى من دون إشراف مباشر من زملائه بالسنوات الأعلى حرصاً على مصلحة العمل والمرضى.
واعتبر الطلاب أن وجودهم إلى جانب زملائهم بالسنوات العليا سيخفف عبء العمل عليهم ويعود عليهم بالفائدة التي ستصب في النهاية في مصلحة المريض.
وطالب الطلاب بتبريرات مقنعة لهذا القرار، وإن كانت تجربة جيدة فمن الضروري تعميمها على بقية الأقسام.
وحول هذا الموضوع كشف عميد كلية الطب البشري في جامعة تشرين أكثم قنجراوي لـ«الوطن» أن لهذا القرار خصوصية كبيرة لدى أطباء قسم الباطنية، وتم إصداره من رئيس القسم بالتنسيق مع إدارة المشفى وذلك بهدف إجراء أعمال التدريب والتأهيل للطلاب المقدر عددهم بأكثر من 100 طالب وطالبة بشكل تدريجي وإعدادهم للمناحي التطبيقية الخاصة بالمجالات الإسعافية.
مبينا أن مناوبات الطلاب مستمرة لما بعد فترة الدوام لغاية السابعة مساء وذلك خلال 3 أيام في الأسبوع وذلك بشكل تدريجي، كما أنه يتم العمل على إكسابهم المهارات السريرية للعمل في الأقسام والشعب، علماً أن لهذه المناوبات أهمية في تدريب الطلاب وكسبهم الخبرة، منوها بعدم تأثير ذلك على الطلاب في السنوات المتقدمة، مضيفاً: إن وجود طلاب السنة الأولى في غرف الإسعاف بحاجة إلى تدريبات كبيرة للخوض في هذا المجال وتأهيلهم منذ البداية.
وبين عميد الكلية أن هناك أيضاً انخفاضاً في عدد غرف المنامة المخصصة للطلاب، مشيراً إلى أن القرار مؤقت، واعتباراً من الشهر القادم تطبق المناوبات على جميع الطلاب، ذاكراً أن هناك بعض الطلاب في السنوات المتقدمة لم يتقبلوا هذا الأمر نظراً لانعكاسه عليهم حسب تعبيرهم، ما دفعهم إلى الشكوى، مؤكداً أن باب الكلية مفتوح للجميع ولأي شكوى أو اقتراح طلابي ينعكس إيجاباً على واقع الطلاب والكلية ويرتقي بالعملية التعليمية والتدريبية.
كما أشار قنجراوي إلى أن عدد طلاب الدراسات العليا في كلية الطب البشري بجامعة تشرين يصل إلى 1000 طالب وطالبة في مختلف التخصصات، والتي تصل إلى 34 تخصصاً، علماً أن الطلاب من الـ4 إلى 6 سنوات يدخلون الدراسات العليا التخصصية.
في السياق أوضح عميد كلية الطب أنه تم إحداث 10 اختصاصات في درجة الدكتوراه في الجراحة العامة والبولية والعظمية وطب الأطفال وأمراض القلب والأوعية وأمراض الأذن والأنف والحنجرة، والتوليد والنسائية والعينية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن