سورية

«رويترز»: رد فعل الميليشيا سيحدد إن كان سيقود إلى مواجهة أكثر عنفاً … تصاعد واتساع الاحتجاجات ضد «قسد» في دير الزور

| وكالات

دخلت تظاهرات أبناء ريف دير الزور ضد ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي أسبوعها الثالث، واتسعت رقعتها لتشمل قرى وبلدات جديدة في تلك المناطق.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن شهود وأفراد من عشائر عربية تأكيدهم، أن السكان العرب في دير الزور بدؤوا أسبوعاً ثالثاً من الاحتجاجات ضد سيطرة ميليشيا «قسد»، في أكبر موجة من الاضطرابات التي تجتاح المنطقة الغنية بالنفط منذ أن انتزعت هذه الميليشيا المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي تلك الأراضي من تنظيم داعش الإرهابي قبل نحو 18 شهراً.
وامتدت الاحتجاجات، التي اندلعت قبل أسابيع في العديد من البلدات والقرى من البصيرة إلى الشحيل، إلى المناطق الباقية التي توجد بها معظم حقول النفط في الجزء الذي تسيطر عليه «قسد» من دير الزور، شرقي نهر الفرات.
وبحسب الوكالة، تزايدت الاحتجاجات في الشهور الأخيرة بين السكان العرب الرازحين تحت سيطرة مليشيا «قسد» في ظل شكواهم من نقص الخدمات الأساسية والتمييز ضدهم في ما يسمى «الإدارات المحلية» التي يديرها مسؤولون أكراد.
وتعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع المسلح لـــ«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي- با يا دا»، وهي بذات الوقت تشكل العمود الفقري لـ«قسد».
ووفقاً لسكان وشخصيات من العشائر، فإن التجنيد القسري للشباب لحساب ميليشيا «قسد» وكذلك مصير الآلاف من السجناء في سجون الأخيرة من أهم نقاط الخلاف.
وقال عبد اللطيف عكيدات أحد شيوخ العشائر في تصريح نقلته «رويترز»: «حكمهم القمعي (قسد) جعل الكثير من الناس تنقلب ضدهم».
واتخذت الاحتجاجات منعطفاً عنيفاً عندما خرجت حشود غاضبة إلى الشوارع احتجاجاً على ممارسات «قسد»، حيث أطلقت الأخيرة في بعض الأحيان النار على المتظاهرين الغاضبين.
ونقلت «رويترز» عن أحد المتظاهرين ويدعى عبد اللـه عيسى، من بلدة الطيانة قوله: «نحن محرومون من كل شيء»، على حين أكد مصدران بحسب الوكالة أن الاحتجاجات استمرت بعد أن أخفق قادة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» في تقديم تنازلات كبيرة لشخصيات من العشائر تجمعت بدعوة منهم يوم الجمعة الماضي في مدينة عين عيسى بالرقة، ومن بين مطالب العرب إنهاء التجنيد القسري والإفراج عن المحتجزين.
ووفقاً لمحللين، فإن خطر اتساع نطاق المواجهة يزداد، حيث قال المحلل السياسي من دير الزور فراس علاوي: «الاحتجاجات الشعبية باتت أكثر تنظيماً واتساعاً ومطالبها أعلى سقفاً وتتطور تدريجياً إلى ما يشبه انتفاضة شعبية يطالب فيها الأهالي بإدارة مناطقهم وحكمهم بأنفسهم ورفض سيطرة قياديين أكراد على مفاصل الإدارة».
وأضاف علاوي قائلاً بحسب الوكالة: «رد فعل قوات سورية الديمقراطية ومدى استجابتها للمطالب الشعبية سيحدد إن كان سيقود إلى مواجهة أكثر عنفاً».
من جانبها ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس، أن التظاهرات الشعبية ضد ميليشيا «قسد» في ريف دير الزور، امتدت إلى قرى وبلدات جديدة، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.
وأضافت المواقع: إن التظاهرات الشعبية امتدت إلى بلدة الشحيل، وتتركز في المناطق التي تقع فيها معظم حقول النفط، التي تسيطر عليها «قسد»، مؤكدة أن المطالب التي نادى بها المتظاهرون في البلدة تركزت بخروج «قسد» من المنطقة.
ونقلت المواقع عن شبكات محلية تسجيلات مصورة وصوراً تظهر حجم التظاهرات في تلك المناطق، مع عبارات كتبت على جدران وأبواب المحال التجارية للتعبير عن الإضراب والاحتجاج.
وتأتي هذه الأحداث بعد شهر على طرد «قسد» تنظيم داعش الإرهابي من بلدة الباغوز (آخر معاقل التنظيم في شرق الفرات) بمسرحية على غرار ما حدث في الرقة.
والأحد الماضي، واصلت ميليشيا «قسد» حملتها المسعورة الهادفة لضبط التظاهرات ضدها في مناطق سيطرتها شمال شرق البلاد، حيث فرقت تظاهرات مناهضة لها ولقوات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن في بلدة سويدان جزيرة شرق دير الزور، لتبدأ بعدها حملة دهم واعتقال.
وتزامنت التظاهرات حينها مع خروج تظاهرات أخرى في بلدات غرانيج ودرنج بالريف الشرقي لدير الزور، إضافة لبلدتي المويلح والحصين بالريف الشمالي، وفق مواقع إلكترونية معارضة.
يذكر أن العام الماضي شهد تظاهرات عديدة غاضبة في شرق البلاد ضد ممارسة المليشيات الكردية وانتشار البطالة وغلاء الأسعار، إلى جانب الاعتقالات التعسفية ضد أبناء المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن