لاشك أن الاستثمارات على الكورنيش البحري ومنها الأكشاك العشرة شكلت ومنذ البداية مادة خصبة للإعلام الرافض لهذه الفكرة ومن أساسها وبين الجهات المعنية التي ضربت بعرض الحائط المزاج الشعبي العام وآراء الصحفيين وفرضت تلك الاستثمارات وأصبحت واقعاً لا مفر من التعامل معه كقدر لا مفر منه وما تخوفنا منه في «الوطن» حدث وتحولت المسطحات العشبية إلى حديقة خلفية للأكشاك فتم وضع الطاولات والكراسي فيها وأصبح الجلوس فيها مأجوراً للرواد والزوار من المحافظة والمصطافين من المحافظات الأخرى.
وبيّن مدير الشؤون الفنية في مجلس مدينة طرطوس حسان حسن أن المسطحات الخضراء في أي مدينة رمز لها ويرتبط ارتفاع نسبة الحدائق بارتفاع نسبة الخدمات المقدمة من الدولة لمواطنيها ويتم تقييم المستوى الحضاري للمدن من خلال حصة الفرد من المسطحات الخضراء، ولما لهذا الموضوع من أهمية صدرت عدة تعاميم ومنها كتاب رئيس مجلس الوزراء بخصوص بعض الاستثمارات الممنوحة في الحدائق العامة بطرطوس ومتابعتها وفق الأصول المرعية وكذلك توجيهات رئيس الحكومة المتضمنة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة إشغالات الحدائق وتعميم وزير الإدارة المحلية المتضمن ضرورة الحفاظ على الحدائق العامة لجهة تحقيق الغاية التي أنشأت من أجلها وفق القوانين والأنظمة النافذة وكذلك قرار مجلس مدينة طرطوس المتضمن عدم الموافقة على أي ترخيص جديد في جميع حدائق المدينة بما فيها المروج الخضراء على الكورنيش البحري وعدم الموافقة على تجديد أي استثمار فيها.
وأوضح أن الضرر الذي تسببت به هذه الأكشاك للمسطحات العشبية أكبر بكثير من العائد المادي إضافة إلى أنها تخالف تصاميم الحدائق والتعاميم الوزارية وتخريب سمعة الحدائق العامة. مشيراً إلى أن وضع الكراسي والطاولات يتنافى مع الأسس الخاصة بارتياد الحدائق هناك ١٠ أكشاك و٤ مبان خدمية (مطاعم) منوهاً بانتهاء عقود ٧ أكشاك منها و٣ الباقية خلال الفترة القادمة تنتهي.. مضيفاً: تم تشميع الأكشاك السبعة التي انتهت عقودها وتقوم المدينة حالياً بإعداد دراسة لاستثمار مجموعة من الأكشاك ونقل الأكشاك العشرة إلى مكان آخر لا يسبب أي تشوه بصري ولا يسمح بإشغال المسطحات العشبية وتخريبها.
بدوره أشار مدير مدينة طرطوس مظهر حسن إلى وجود دراسة معدة من قبل مديرية الشؤون الفنية ودائرة الحدائق في مجلس المدينة عن الاشغالات الواقعة في الحدائق والمسطحات الخضراء والكورنيش البحري وهي معروضة حالياً على مجلس المدينة بدورته الحالية التي ستعقد بعد ١٢/٥/٢٠١٩.