وسط خلافات بين أميركا وروسيا حول عدة ملفات من جهة وتشعب الخلاف في الملف السوري من جهة أخرى، يجري وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مباحثات في روسيا أبرزها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غداً.
وذكرت وكالة «أ ف ب» أن بومبيو يتوجّه إلى روسيا حيث يلتقي الثلاثاء (غداً) بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود، رغم أن الخارجية الروسية لم تؤكد في بيانها في 8 الشهر الجاري أن بومبيو سيلتقي بوتين بل أعربت عن احتمال هذا اللقاء.
وقالت الخارجية الروسية حينها في البيان: إن بوتين «قد يستقبل» بومبيو لافتاً إلى أن «الزيارة نظمت بطلب من أميركا».
وتشمل المواضيع الخلافيّة بين الدولتين، وفق «أ ف ب» إضافة إلى فنزويلا، الحرب في سورية والتزامات الحدّ من التسلّح، فضلاً عن النزاع في أوكرانيا
من جهتها أشارت مواقع إلكترونية معارضة إلى أن بومبيو حمل معه عدة ملفات إلى سوتشي أهمها الملف السوري والقوات الإيرانية وما يسمى «المنطقة الآمنة» التي تحلم أميركا وتركيا بإقامتها شمال سورية على الحدود مع تركيا وملفات دولية أخرى بما فيها الأوضاع في فنزويلا وأوكرانيا، مشيرة إلى أن بومبيو سيجري أيضاً لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويعتبر الاحتلال الأميركي في سورية من أهم الخلافات بين موسكو وواشنطن إذ تؤكد الأولى ضرورة انسحاب القوات الأميركية من سورية، ورغم أن ترامب أعلن في نهاية العام الماضي عن نيته سحب قوات بلاده التي تحتل جزءاً من شمال شرق سورية، إلا أنه تراجع لاحقاً وقرر إبقاء 400 جندي من قواته نصفهم في التنف، وأعلن عن نيته إنشاء «منطقة آمنة» في الشمال.
والخلاف كبير بين موسكو وواشنطن حول «الآمنة» ولاسيما أن الأولى حذرت الاحتلال التركي مراراً من أن الحل في شمال سورية يكمن في عودة العمل ببروتوكول «أضنة»، على حين سبق للمبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري أن زار أنقرة مطلع هذا الشهر، وقال عضو مجلس الشعب ورئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين عمر أوسي، في تصريح لـ«الوطن» الأسبوع الماضي: «أعتقد أنهم توصلوا إلى تفاهمات بشأن إنشاء «منطقة آمنة» في شرق الفرات»، وذلك بعد سلسلة تقارير إعلامية تحدثت عن قرب التوافق بين تركيا ونظام رجب طيب أردوغان حول «الآمنة»
كما يعتبر الاحتلال الأميركي للتنف إحدى النقاط الخلافية الأخرى بين البلدين في ضوء المطالبات الروسية والسورية المستمرة بالانسحاب الأميركي من تلك المنطقة ليتم حل معضلة «مخيم الركبان « في أقصى جنوب شرق البلاد من جهة، بالسماح لجميع قاطنيه بالعودة إلى بلداتهم وقراهم في ظل التسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية مؤخراً، ومن جهة أخرى لفتح الطريق الدولي دمشق بغداد عبر معبر التنف-الوليد، إلا أن الولايات المتحدة تصر على الاحتفاظ باحتلالها لمنطقة التنف وترفض الانسحاب منها.
وإضافة إلى الملفات السابقة هناك ملف يتعلق بالحليف الإيراني ومشاركته في مكافحة الإرهاب في سورية، إذ تتماهى السياسة الأميركية مع الاحتلال الإسرائيلي ودعواته لانسحاب إيراني من سورية على حين أن تواجد القوات الإيرانية في سورية شرعي وبناء على طلب من الحكومة السورية، على غرار تواجد القوات الروسية.