قضايا وآراء

وفد الموساد في البيت الأبيض

| تحسين الحلبي

بعد انتهاء المدة، التي حددها «الكنيست» أي البرلمان الإسرائيلي، بـ28 يوماً لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، قام رئيس الكيان رؤوفين ريفلين بتحديد نصف هذه المدة كإجراء أخير، أي 14 يوماً لكي يحاول نتنياهو عرض حكومته على البرلمان خلالها، ويبدو أن أسباباً عديدة حالت داخل ساحة الأحزاب الإسرائيلية دون نجاح نتنياهو بجمع أغلبية برلمانية من بقية الأحزاب للفوز بثقة البرلمان وقد تكون بعض هذه الأسباب داخلية أو تتعلق بسياسة نتنياهو الخارجية علماً أن نتنياهو بدأ الآن يواجه جدول عمل سيفرض عليه إما الإسراع في تشكيل هذه الحكومة الائتلافية وإما تأخير الإعلان عنها إلى آخر الأيام من فترة الأربعة عشر يوماً.
لقد شهد هذا الأسبوع منذ بدايته توتراً غير مسبوق بين الولايات المتحدة وإيران وبلغ درجة تجبر نتنياهو على استخدام صلاحيته كرئيس للحكومة، وكوزير للدفاع، وكوزير للخارجية لمتابعة هذا الموضوع الذي أشغل المنطقة كلها، ولذلك يتساءل الكثيرون من المحللين الإسرائيليين عن الدور الإسرائيلي في موضوع احتمال وقوع مواجهة عسكرية أميركية إيرانية محدودة أو شاملة؟ وهل أخرج نتنياهو من أدراج رئاسة الحكومة والدفاع والخارجية الخطط المعدة لتوريط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحرب يطالب بتنفيذها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ضد إيران وفي هذه الأوقات؟
مجلة «أكسيوس» الأميركية الإلكترونية، وحول دور إسرائيل في دفع واشنطن إلى أي شكل من أشكال الصدام العسكري ضد إيران، ذكرت في السادس من أيار الجاري تحت عنوان: «سبق صحفي: إسرائيل سلمت البيت الأبيض معلومات استخباراتية حول احتمال قيام إيران بعمليات هجومية» أن طهران «ستقوم بضرب المصالح الأميركية في الخليج».
منذ تهديد بولتون لإيران بعمل عسكري بدأت وزارة الدفاع الأميركية بإرسال تعزيزات عسكرية بحرية كبيرة إلى منطقة الخليج إلى أن بدأت الأخبار تتوالى منذ الثاني عشر من أيار الجاري عن عمليات تخريب لعدد من السفن التجارية لكل من الرياض وأبو ظبي قرب ساحل الفجيرة، وكشفت مجلة «أكسيوس» أن هناك مؤامرة إسرائيلية أميركية جرى إعدادها للتنفيذ وراء الكواليس حين عقدت محادثات قبل أسبوعين من تاريخ 6 أيار الجاري في البيت الأبيض بين وفدٍ إسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شاباط وفريق أميركي برئاسة بولتون، واستند هذا الخبر الذي نشرته مجلة «أكسيوس» إلى مصدر إسرائيلي نقله إلى الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد مراسل قناة 13 الإسرائيلية.
اتهم المسؤولون في الأمن الإسرائيلي إيران بأنها «تعد رداً عسكرياً في الخليج على العقوبات والحصار الأميركي عليها منذ ذلك الوقت قبل أسبوعين» ويبدو أن تسارع الاتهامات منذ السادس من أيار الجاري قد ظهرت نتائجه بشكل واضح من الإعلان عن وجود «عمليات تخريبية» في عدد من السفن في الخليج وكأن نتنياهو وبولتون يسعيان إلى البدء بساعة صفر العملية العسكرية المخطط لها ضد إيران خلال هذا الأسبوع أو الشهر وعدم تفويت الفرصة، وانضم إلى بولتون القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي بات شانهان في 10 أيار الجاري حين «تعهد بتحميل إيران المسؤولية عن أي عملية هجوم على القوات الأميركية ومصالحها في المنطقة» ومع ذلك هناك من يتساءل في داخل غرفة أصحاب القرار الإسرائيلي إذا ما كان نتنياهو وقراراته تحظى بثقة وموافقة القيادة العسكرية الإسرائيلية حول جهوزية الجيش والجبهة الداخلية على تحمل رد إيراني عسكري ضد إسرائيل إذا ما قررت واشنطن شن حرب مباشرة أميركية متصاعدة الأشكال عليها؟ فقد كرر رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت أن إسرائيل ستجد صعوبة في التصدي لحرب من عدة جبهات إذا ما وقعت مجابهة عسكرية بين واشنطن وإيران وأشار إلى أن إيران لن تتردد في ضرب إسرائيل في وضع من هذا النوع، وهذا ما كرره أيضاً رئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي.
ثمة من تساءل داخل إسرائيل إذا ما كان توقيت أي صدام محتمل بين القوات الأميركية وإيران مناسباً في شهر رمضان الذي يشعل حماسة الإيرانيين في مجابهة أي عمل عسكري أميركي ويدفعهم بلا تردد إلى ضرب إسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن