الأولى

الصين ترد على قرارات ترامب والأسهم الأميركية تنهار … واشنطن: لا قلق من احتمال حرب مع إيران ونريد صفقة جديدة معها!

| الوطن- وكالات

على شفا تفجير اقتصادي وسياسي وربما عسكري خطير، يجد العالم نفسه اليوم، بعد القرارات التصعيدية المتلاحقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص إيران ولاحقاً الصين.
واشنطن التي قررت فتح جبهة اقتصادية مباشرة مع الصين، بفرض ضرائب على وارداتها، جاءها الرد الصيني سريعاً، برفع الرسوم على الواردات الأميركية، لتكون أول النتائج تراجعاً حاداً في الأسهم الأميركية خلال تعاملات الأمس، ومخاوف من تداعيات الحرب على نمو الاقتصادين الأميركي والعالمي.
مؤشر «داو جونز» الصناعي انخفض أمس بنسبة 2 بالمئة إلى 25424.49 نقطة، وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.62 بالمئة إلى 2833.07 نقطة، على حين هبط مؤشر «ناسداك» المجمع بنسبة 2.7 بالمئة إلى 7703.14 نقطة.
وجاء تراجع «وول ستريت» بعدما أعلنت بكين عن عزمها الرد على الإجراءات الأميركية الأخيرة، بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع أميركية.
وقالت وزارة المالية الصينية بحسب «رويترز»، إن الصين تعتزم فرض تعريفة على السلع الأميركية بقيمة 60 مليار دولار، بعد تصعيد الولايات المتحدة لحرب تجارية مريرة مع رفع التعريفة الجمركية على المنتجات الصينية بقيمة 200 مليار دولار.
وذكرت الوزارة الصينية في بيان لها أمس، أن بكين ستفرض تعريفة جمركية على 5140 منتجا أميركياً، اعتباراً من الأول من حزيران.
الخطوة الصينية جاءت مباشرة بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب حذر فيها بكين من الرد على زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها على سلع صينية الأسبوع الماضي، وقال إن المستهلكين الأميركيين لن يدفعوا مقابل أي زيادة في الرسوم الجمركية».
وكتب ترامب، على تويتر، قائلاً: «لا يوجد ما يبرر أن يدفع المستهلكون الأميركيون مقابل الرسوم، التي تدخل حيز التنفيذ على الصين اليوم، على الصين ألا ترد، ولن يزداد الوضع إلا سوءاً»! مضيفاً: «إن من الممكن تفادي الرسوم، إذا نقل المصنعون الإنتاج من الصين إلى دول أخرى».
الجبهة الأميركية المستجدة تجاه الصين، ترافقت مع استمرار تداعيات جبهة أخرى فتحتها إدارة ترامب مع إيران، على خلفية الانسحاب من الاتفاق النووي وما تلا ذلك من تبعات، أوصلت المنطقة إلى حافة تصعيد عسكري غير مسبوق.
الرئيس الأميركي الذي وجه التحذيرات للصين صباحا وأتبعها بتحذيرات لإيران مساء، قائلاً إن إقدامها على أي خطوة سيكون «خطأ فادحا»، وتصريحات ترامب كانت سبقتها مواقف مناقضة من أحد أركان إدارته عبر عنها المبعوث الأميركي لشؤون إيران، براين هوك، عندما أكد أن بلاده «غير قلقة من احتمال حرب مع إيران، وتريد صفقة جديدة معها».
وأضاف هوك في تصريح لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، إن إدارة ترامب لا تشعر بالقلق من نشوب صراع مع إيران، مشيراً إلى أن الإجراءات الأميركية هي مجرد رد على ما سماه «العدوان الإيراني».
وقال هوك: إن «كل ما نقوم به دفاعي»! مضيفاً: إن «إيران لا تزال الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، وإذا كانوا يتصرفون بهذه الطريقة دون سلاح نووي، فتخيل كيف سيتصرفون في حال امتلكوا سلاحاً نووياً».
أوروبا ومن خلال مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أكدت دعم تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، وقالت موغريني: إن «الاتحاد يريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد آخر بشأن هذه القضية»، مضيفة خلال تصريح صحفي قبيل اجتماع لها ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق النووي: «سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية».
من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب لقائه نظيره الصيني، أن لطهران الحق في تعليق تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني جزئياً، مشيراً إلى أنه تم التأكيد على عدم شرعية العقوبات الأميركية ضد القطاع النفطي الإيراني.
ما يجري بالمنطقة والتصعيد الخطير الذي تقوده إدارة ترامب، لا تبدو تل أبيب بعيدة عنه، حيث ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن حرباً وشيكة تومض في الخليج بشكل أكثر سطوعاً من أي وقت مضى، وأن هناك دلائل متزايدة على احتمالات تصعيد وهجمات استفزازية بين إيران وأميركا!
وقالت الصحيفة الإسرائيلية «إن أميركا وإيران أصبحتا على حافة المواجهة في الخليج، مشيرة إلى وجود قوات موالية لإيران، يمكن أن تنفذ هجمات استباقية ضد القوات الأميركية في المنطقة، وكل ما سبق كان يأتي بالترافق مع تعرض 4 سفن قبالة ميناء الفجيرة لعمليات تخريب، زادت من حدة التوتر وانعكست ارتفاعا في أسعار النفط وقلقاً وتوتراً على أسواق مال دول الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن