قضايا وآراء

جرائم «قسد» لن تمر

| ميسون يوسف

بات واضحاً أن فريقاً كردياً باع نفسه للمستعمر الأميركي، والتزم أمامه بتنفيذ مشروع انفصالي انتحاري إجرامي بحق سورية وشعبها، موقف التزمه من دون أن يحتسب مخاطر مواقفه والصعوبات التي ستواجهه والخسائر التي ستلحق به أولاً، ثم بسورية وبشعبها من جراء هذا السلوك الإجرامي.
إذ رغم كل التسهيلات والإغراءات التي قدمتها الحكومة السورية في دمشق للمكون الكردي عامة، فإن من يدعي أنه يمثل الأكراد وينتظم تحت عنوان «قوات سورية الديمقراطية – قسد» مصر على الارتهان لأميركا والعمل بإملاءاتها التي تتناقض مع وحدة سورية وسيادتها على كامل أرضها واستئثارها بكامل ثرواتها الطبيعية، والأبشع في موقف هؤلاء هو إقدامهم على التصرف القمعي بحق الشعب السوري والاتجاه لفرض حكمهم الانفصالي عليه بالحديد والنار.
إن إقدام ميليشا «قسد» على ارتكاب المجازر، بحق المدنيين، وتنفيذها للأوامر الأميركية بإنشاء الكيان الانفصالي يعتبر خيانة عظمى بحق سورية وشعبها على حد التوصيف الدقيق الذي أطلقته الحكومة السورية، وهي جريمة لن تمر ولن تسمح سورية للمجرمين الانفصاليين بإقامة كيانهم الانفصالي على حساب وحدة سورية وأمن شعبها، فسورية عازمة على المواجهة بشتى السبل وبكل الوسائل المتاحة السياسية الدبلوماسية أو العسكرية الميدانية، وما الرسائل التي وجهتها الخارجية السورية إلى المجلس الأمن وإلى الأمين العام للأمم المتحدة إلا نماذج لرفض سورية لجريمة المس بوحدتها وإدانتها لجرائم الاعتداء على سكانها وأمنهم وحقوقهم.
وإذا كانت عصابات «قسد» المستندة إلى الاحتلال الأميركي شرقي الفرات تظن بأن جرائمها في قهر الشعب السوري هناك ستفتح لها طريق إقامة كيانها الانفصالي، فإنها مخطئة جداً في حساباتها وترتكب جريمة سوء التقدير أيضاً لأكثر من سبب محلي وإقليمي وقانوني، وعليها أن تقرأ جيداً تجربة الأكراد في شمال العراق وسقوط محاولتهم الانفصالية الأخيرة أيما سقوط.
وعلى عصابات «قسد» الإرهابية أن تعي حقيقة تحاول تجاوزها، إن الاحتلال الذي تستند إليه لن يدوم، وإن الرفض السوري القاطع للتقسيم والتجزئة هو قرار إستراتيجي لا رجعة عنه، وإن تنفيذ هذا الرفض سيكون بكل الوسائل المتاحة بما فيها المقاومة والعمل العسكري، أيا كانت الصعوبات، ومن يجهل تاريخ سورية فعليه العودة إليه ليوفر على نفسه والآخرين خسائر هم بغنى عنها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن