سورية

«الملتقى الوطني العراقي»: مساع لفتح الملحقية التجارية في السفارة نهاية الشهر.. ومن 5 إلى 8 آلاف عراقي زوار السيدة زينب أسبوعياً قبل رمضان … حمود لـ«الوطن»: وصول «العراقية» إلى مطار دمشق نتيجة طبيعية لانتصار سورية

| سامر ضاحي- محمد راكان مصطفى

أكد وزير النقل علي حمود أن وصول شركة الخطوط الجوية العراقية إلى مطار دمشق الدولي هو نتيجة طبيعية لانتصار سورية، على حين كشف رئيس «الملتقى الوطني العراقي» نزار ناجي العبيدي عن مساع لفتح الملحقية التجارية في السفارة العراقية بدمشق أواخر الشهر الجاري، مؤكداً وجود زيادة في السياحة الدينية والطبية العراقية إلى سورية، وأنه قبل شهر رمضان كان عدد العراقيين الداخلين إلى مقام السيدة زينب للسياحة الدينية بحدود 5 إلى 8 آلاف زائر أسبوعياً.
وأمس نقلت «الوطن» عن مصادر دبلوماسية أن أول طائرتين من الخطوط الجوية العراقية ستصلان إلى مطار دمشق الدولي بداية الأسبوع القادم.
وقال حمود في تصريح لـ«الوطن»: إن سورية ترحب بشكل دائم بتشغيل شركات الطيران إلى مطاراتها، ومطاراتنا آمنة وبجاهزية تامة لاستقبال هذه الشركات، والخطوط الجوية العراقية هي شركة حكومية مرحب بها في سورية في كل وقت، ووصول هذه الشركة إلى مطار دمشق هو نتيجة طبيعية لانتصار سورية، وتشغيلها ضرورة للتواصل بين الأشقاء ولتكون باكورة لبقية الشركات العربية والدولية، وبداية جوية نرجو أن تتبعها الحركة النقلية عبر الطرق البرية والسكك الحديدية، والتي نأمل أن تكون قريبة جداً من خلال فتح المعابر بين البلدين الشقيقين، علماً أن الخطوط الجوية السورية، منذ بداية الحرب وحتى الآن، لم تتوقف عن العمل باتجاه العراق.
وحول فتح المعابر البرية، قال حمود: هذا الموضوع ضرورة ملحة، والآن بعد التحرير الكبير أصبح هناك إمكانية للتشغيل لكن لا بد من القيام ببعض الأعمال الإجرائية والأمنية لتوسيع نطاق الحماية والأمان لهذه المواقع، ونحن من الجانب السوري أخذنا كل إجراءاتنا للتشغيل وأشقاؤنا في الجانب العراقي يعملون لإنجاز هذا الموضوع ونأمل أن يكون قريباً.
من جهته، وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» قال العبيدي: إن الجالية العراقية في سورية مطمئنة لوجودها تحت رعاية القيادة السورية واهتمامها، وتسعى لإعادة العلاقات السورية العراقية عبر عدة مسارات أولها «السعي المتواصل بخصوص إمكانية فتح الحدود عن طريق التنف، وإن كان هناك صعوبة، ولكن نسعى لتمرير البضائع بين العراق وسورية عن طريق معبر القائم- البوكمال».
وأغلق المعبر منذ سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على قضاء القائم في العراق، حتى تمكن الجيش العربي السوري من تحرير كامل مدينة البوكمال في تشرين الثاني 2017، ليبدأ بعد ذلك العمل بين البلدين على إعادة فتح المعبر.
واعتبر العبيدي أن فتح ملحقية تجارية يسهل عملية تنظيم العقود وشراء البضائع والمنتجات السورية للوصول إلى العراق.
وعن الميزان التجاري بين البلدين قال العبيدي: ننتظر عودة العلاقات العراقية السورية إلى طبيعتها لرفع الميزان التجاري الذي لا يشكل أي شيء حالياً، لافتاً إلى أن كل دول جوار العراق لديها ميزان تجاري مع بغداد وصل في الحد الأدنى إلى 18 مليار دولار أميركي، مع الأردن بحدود 33 مليار دولار ومع تركيا 20 مليار دولار.
كما كشف العبيدي عن مساع لفتح الملحقية الثقافية لبلاده في دمشق «لفتح وتسهيل انسيابية دخول الطلبة العراقيين للجامعات السورية والحكومية والخاصة، وأيضاً للدراسات العليا، وهذه رغبة ملحة من جميع الطلبة العراقيين»، مشيراً إلى تلقي الملتقى «اتصالات من طلاب عراقيين يدرسون في إيران يطلبون النقل للجامعات السورية بحكم الظرف الحالي هناك، ونحاول تسهيل هذه المهمة بالاتصال مع مكتب التربية في القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ووزير التعليم العالي لإمكانية تسهيل مهمة إعادة الطلبة العراقيين من إيران للدراسة في الجامعات السورية».
وأشار العبيدي إلى التنسيق والتواصل مع وزارة الصحة العراقية لإعادة الملحقية الصحية في سورية، بسبب رغبة العراقيين بالأدوية السورية حصراً لما يملكونه من معلومات جيدة حول متابعة القياس والسيطرة النوعية على الأدوية السورية، وهناك سعي بإلحاح من العراقيين ليأخذوا بعض الأدوية من المصانع السورية إلى العراق.
وعن حركة العراقيين إلى سورية قال العبيدي: هناك رغبة بعد استقرار الوضع الأمني في سورية بمجيء المزيد من العراقيين، وقبل عام 2011 تجاوز عدد العراقيين في سورية المليونين وأكثر، ولكن ظروف الإرهاب وما تعرضت له سورية أدى لخروج الكثير من العراقيين، مؤكداً أنه «في الوقت الحاضر يوجد الكثير منهم، سواء بشكل مؤقت أو من تملكوا دور سكن، وفي تركيا تجاوز العدد هناك مليونين أيضاً، وهؤلاء يتواصلون معنا، وهم راغبون بالعودة مجدداً إلى سورية والاستقرار فيها مع الشعب السوري».
وعن عدد الرعايا العراقيين في سورية حالياً قال العبيدي: إن عددهم يتجاوز الـ50 ألفاً حسب إحصائية الأمم المتحدة، ولفت إلى أنهم أرسلوا كتاباً للأمم المتحدة لعدم اهتمامها بالجالية العراقية، فقبل عام 2011، وضمن ورقة الحماية، كانت حصة الفرد العراقي الواحد من المنظمة الأممية 100 دولار شهرياً، أما اليوم فهي لا تتجاوز 8 آلاف ليرة سورية شهرياً.
وأعرب عن وجود زيادة «طفيفة» في عدد العراقيين الذين يزورون سورية حالياً، ولكن هناك زيادة واضحة في السياحة الدينية وازدادت معها السياحة الطبية أيضاً، وتابع: قبل شهر رمضان كان الداخلين إلى السيدة زينب للسياحة الدينية بحدود 5 إلى 8 آلاف زائر أسبوعياً، والآن بعد عودة الخطوط الجوية العراقية بين دمشق في سورية وكل من بغداد والبصرة وأربيل والنجف في العراق سيزداد العدد.
ولفت العبيدي إلى أنه في السابق كان العراقي الراغب بالسفر إلى سورية ينتظر 18 يوماً ليأتي دوره في شركات الطيران الأخرى، أما اليوم بعودة «العراقية» فإن ذلك سيساعد في جلب العراقيين من النجف والزاهرة وأربيل إلى سورية، وبعد رمضان أتوقع أننا سنشهد زيادة مضطردة لدخول العراقيين.
ويعتبر «الملتقى الوطني العراقي» منظمة مجتمع مدني تعمل في سورية وتهتم بشؤون الرعايا العراقيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن