رياضة

الخروج عن النص

| محمود قرقورا

عندما تفرّغ كرة القدم من مضمونها فلا شيء يبقى منها، فهذه اللعبة المجنونة التي يجري وراءها العقلاء تصيب جماهيرنا بمقتل كل أسبوع ولا نجد الكلمات التي تليق بحالنا الكروي الذي انكشف وبانت كل عوراته في كأس أمم آسيا الأخيرة.
العقوبات المالية الدسمة باتت تفرض نفسها كل أسبوع وكأن اتحاد كرة القدم تحوّل إلى مركز جبابة، دون أن يصل إلى صيغة رادعة لكل مفاصل اللعبة في دورينا، المدربين واللاعبين والجمهور ومديري الكرة من الأندية.
ما يحصل في ملاعبنا أمر كارثي، فنادي الفتوة الذي وصل إلى ربع نهائي الكأس وهو من الدرجة الأولى لم يرو ظمأه ذلك، بل بات يتطلع للتتويج فأزعجته صافرة أصحاب الزي الأسود أمام النواعير فكان السلوك الذي ينتمي إلى الأزقة والحانات أكثر من ملاعب الكرة، فاللاعب زين الفندي ضرب الحكم وحارس مرماه شاكر الرزج ضرب لاعب النواعير عبد الكريم فتيح ومسؤول التجهيزات في النادي الأزرق اقتحم أرض الملعب وضرب أحد لاعبي النواعير، فماذا بقي من عمل مشين ليخرج من طرف النادي الأزرق؟ وبأي وجه سيِأتي الفتوة إلى دوري الكبار؟ والأغرب أن النادي الباحث عن مصادر تمويل لمشاركته في الدوري الممتاز الموسم المقبل سيبدأ مطالباً بتسديد مليون وثلاثمئة ألف عقوبات عن مباراته مع النواعير.
العقوبات الصادرة على هامش مباراة الوحدة وتشرين لم تعجب كل الأطراف، فالوحدة شعر بالظلم وتشرين أحس بالغبن ولجنة الانضباط لم تنفذ مقترحاتها، والحقيقة أن أحد أعضاء اللجنة صرح لي شخصياً بأنه سيقدم استقالته إذا خفضت عقوبة مدير الكرة بنادي الوحدة غياث الدباس والمقترح حرمانه أربع مباريات والقرار الصادر مباراة واحدة!
نعلم أن قرارات لجنة الإشراف على الدوري ولجنة الانضباط بمنزلة المقترحات، لكن تجاهل جزء كبير من المقترحات إهانة لكل الأعضاء الذين يتحولون إلى أحجار شطرنج.
نحمد الله أن موسمنا الكروي شارف على الانتهاء من دون أحداث مروعة، بيد أن عصا المحاسبة يجب أن تكون متوافقة مع المثل: «لا تكن ليناً فتعصر ولا تكن صلباً فتكسر»، لأن كل أنديتنا تحولت إلى (برشلونة وريال مدريد وبرازيل على كيفك) والخسارة غير مدرجة في قواميسها وثقافة تقبل الفوز والخسارة غير موجودة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن