عربي ودولي

عمليات نوعية داخل الأراضي السعودية ضحيتها جنود سعوديون وحكومة هادي تنسحب من محادثات السلام المزمعة … إيران تكشف أنها عرضت على الرياض حلاً سياسياً لإنهاء الحرب

نفذ الجيش اليمني واللجان الشعبية عمليات نوعية داخل الأراضي السعودية وتحديداً في ظهران عسير خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجنود السعوديين.
وأعلن مصدرٌ عسكري سيطرة الجيش واللجان على عدة مواقع سعودية في ظهران. وجاء التوغل في الأراضي السعودية بالتوازي مع تدمير الجيش واللجان الشعبية تحصينات سعودية بمواقع في جيزان بينما قصف الجيش واللجان بصواريخ غراد آليات عسكرية سعودية بمعسكر قوة نجران.
وقال مصدر عسكري يمني: إن الجيش اليمني واللجان الشعبية اقتحما المجمع الحكومي بالربوعة بظهران عسير جنوب السعودية، وأكد أيضاً أن الجيش واللجان دمرا أبراج رقابة المواقع السعودية الأربعة في ظهران عسير، كما دمرا تحصينات سعودية بموقعي الدود وجلاح في الخوبة بجيزان.
وأشار المصدر إلى أن الجيش واللجان قصفا آليات عسكرية سعودية بمعسكر قوة نجران واستهدفا موقع الخوجرة في الخوبة بجيزان ما أشعل النيران فيه.
وبالتوازي مع ذلك أحبط الجيش اليمني مدعوماً باللجان الشعبية هجوماً واسعاً شنته القوات الموالية للرئيس هادي على مناطق الجفينة والفاو وزاد في مأرب شرقي اليمن، كما أعلن الجيش إحباط محاولة زحف استهدفت منطقة حمة المصارية.
وتتواصل المعارك العنيفة بين قوات الرئيس هادي من جهة والجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى، فشمال مدينة تعز وشرقه ساحة أخرى للمواجهات البرية تتركز في محافظة مأرب التي تعدها قوات التحالف السعودي معركة حاسمة تمهيداً لخوض معركة صنعاء وهو الأمر الذي يعده الجيش اليمني حرباً إعلامية ليس إلاّ.
وتتركز المعارك حالياً في منطقتي الجفينة والزور جنوب المحافظة وفي شمال شرقي اليمن وسط انتشار لآلاف الجنود التابعين للتحالف السعودي، وفق ما يعلنه التحالف.
ويبدو أن الصراع الآن سيشتد مع نشر آلاف من قوات التحالف في محافظة مأرب، وتضم القوة قوات من الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر وهناك تقارير غير مؤكدة بوجود قوات بحرينية ومصرية.
وقال مسؤول يمني محلي: إن وحدات أجنبية انضمت لأول مرة للقتال البري إلى جانب المقاتلين الموالين لهادي في المنطقة أمس وأرسلت نحو عشر دبابات ومركبات مدرعة إلى خط الجبهة.
أما في جانب الغارات فقد تركزت على منطقة فوط بمديرية حيدان في صعدة ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى. المروحيات السعودية شاركت في الغارات على مناطق متفرقة من مديرية كتاف غرب محافظة صعدة وفي العاصمة.
إلى ذلك استشهد تسعة أشخاص في قصف لطائرات التحالف السعودي على منزل وكيل محافظة تعز جنوب المدينة، بينما قتل عشرون شخصاً في المواجهات شمال المدينة ووسطها. واستهدفت الغارات مناطق متفرقة في العاصمة صنعاء والبيضاء ومديرية نعمان الرابطة بين محافظتي البيضاء وشبوة.
ومنذ أيام تتواصل الغارات على قاعدة الديلمي الجوية شمال المدينة وعلى تبة ذهبان شرق العاصمة وأيضاً على منطقة النهدين المطلة على دار الرئاسة، ويقول التحالف إن هذه المناطق تضم مخازن للصواريخ البالستية ولأسلحة الجيش اليمني، وفي جنوب صنعاء كانت محطة كهرباء حزيز ومنطقة ضبوة وبيت زبطان بمديرية سنحان أهدافاً للقصف الجوي.
سياسياً: كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن طهران عرضت على الرياض حلاً سياسياً يساعدها على الخروج من الأزمة اليمنية، ويدعو للحوار الوطني بين جميع الأطراف اليمنية.
واعتبر عبد اللهيان أنه «لن يكون هناك رابح عسكري في اليمن»، مشيراً إلى أن «استمرار العدوان السعودي على الشعب اليمني في موسم الحج مؤشر على عدم الحكمة وعدم الاهتمام بالدبلوماسية البناءة والسلام».
وعزا عبد اللهيان إخفاق محاولات الأمم المتحدة إرسال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار ووقف الحرب والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء في اليمن «إلى عدم تعاون السعودية، والسكوت المحير لبعض الدول العربية والغربية».
إلى ذلك قالت الحكومة اليمنية أمس إنها لن تحضر بعد الآن محادثات السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة مع خصومها الحوثيين.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) في بيان على موقعها على الإنترنت: «قرر اجتماع مشترك برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح عدم المشاركة في أي مفاوضات مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية قبل الاعتراف بالقرار الدولي 2216».
وقالت الوكالة إن الاجتماع أكد «عدم المشاركة في أي اجتماع حتى تعلن الميليشيا الانقلابية اعترافها بالقرار الدولي 2216 والقبول بتنفيذه من دون قيد أو شرط».
وصعد التحالف بقيادة السعودية الضربات الجوية على العاصمة ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ أن قتل هجوم صاروخي للحوثيين أكثر من 60 جندياً من دول الخليج العربية كانوا متمركزين في مأرب في الرابع من سبتمبر أيلول. وقال مسعفون: إن الغارات قتلت 16 مدنياً على الأقل في أنحاء البلاد يوم السبت في أحدث عدد كبير من الضحايا الأمر الذي دفع جماعات حقوق الإنسان إلى القول بأن الحملة ربما ترتكب جرائم حرب.
وأخفقت محادثات السلام في حزيران في وقف القتال الذي سقط فيه أكثر من 4500 قتيل ودفع البلاد إلى شفا مجاعة وخلف فراغا أمنيا عزز جناح تنظيم القاعدة في اليمن.
(الميادين – روسيا اليوم – رويترز – سانا – أف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن