عربي ودولي

الاحتلال يبدأ بتحصين المستوطنات وتوقعات بجولة تصعيد جديدة … الفلسطينيون يدعون لعقد مؤتمرات دولية للخلاص من الاحتلال لا التطبيع معه

| فلسطين المحتلة - محمد أبو شباب - وكالات

توالت ردود الأفعال الفلسطينية المنددة بورشة البحرين التي ستعقد يومي 25-26 الشهر المقبل بتخطيط ودعوة من الإدارة الأميركية مؤكدين أن هذه القمة هي تصفية للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتمثل حلقة جديدة من حلقات التطبيع العربي مع الاحتلال، وتلبية لرغبات واشنطن لتطبيق صفقة القرن.
وعلمت «الوطن» أن أطرافاً عربية عدة لها علاقات مع الاحتلال تضغط بشكل كبير على السلطة الفلسطينية للمشاركة في ورشة البحرين والتي سبق أن أعلنت عن مقاطعتها.
وقالت تلك المصادر: إن الضغوط العربية تبرر مشاركة السلطة الفلسطينية بأن الورشة اقتصادية، وتهدف لخدمة الشعب الفلسطيني في حين أنها تروج للسلام الاقتصادي الذي طالما حاول رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التسويق له.
بدوره أدان المجلس الوطني الفلسطيني ورشة البحرين وقال في بيان له: إن القضية الفلسطينية بحاجة لمؤتمرات دولية تكون نتيجتها إزالة الاحتلال بكافة آثاره من أراضي الدولة الفلسطينية بعاصمتها مدينة القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وليس بحاجة لمؤتمرات تدعو للتعايش مع جرائم وإرهاب هذا الاحتلال العنصري، وتطيل من أمده.
وحذر المجلس الوطني من التماهي والانخداع بدعوة إدارة ترمب لعقد ورشة عمل اقتصادية لدعم السلام والازدهار في الأراضي الفلسطينية في البحرين يومي 25 و26 حزيران 2019، تحت ادعاءات كاذبة ومخادعة، حيث مارست هذه الإدارة كل شيء للاستثمار في كل ما يشجع الاستيطان والاحتلال، عدا السلام والالتزام بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي يجب أن تعتمد عليها خطتها للسلام في الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل أطلق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني عبر الميادين موقفاً واضحاً برفض اللجنة القاطع للمشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية المسمى بـصفقة القرن، واعتبر أن المؤتمر الذي تدعو إليه الولايات المتحدة في البحرين هو الفصل الأول من المشروع الأميركي الذي بدأ تطبيقه سياسياً.
وأكد مجدلاني أن هذه الدعوة هي عملياً جزء مكمل للمشروع الأميركي التصفوي، موضحاً أن أياً كان من يريد القيام بمؤتمر لدعم الشعب الفلسطيني فسيكون ذلك من خلال التعاون مع الحكومة الفلسطينية الرسمية، ملمّحاً إلى عدم التشاور أو التنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية بشأن هذا المؤتمر.
وتعليقاً على موقف البحرين باستضافة ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار» كجزء أول من «خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط»، واعتبر أن أي مشاركة فلسطينية على أي مستوى من المستويات هو تعامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والمتعامل مع إسرائيل هو خائن، مؤكداً أن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للدولة الفلسطينية، والأخيرة لم تخوّل أحداً أن يتكلم باسمها، وأوضح أن العلاقات الفلسطينية الأميركية جمدت بالكامل منذ العام 2018، ولا يوجد أي اتصال.
وكشف عن دعوات وجهت لبعض رجال الأعمال الفلسطينين داخل فلسطين وخارجها، وسوف يصدر بيان اليوم في «نيويورك تايمز» باسم كل الذين وجهت إليهم الدعوات، وبحسب مجدلاني فإن رجال الأعمال أصدروا مواقف أعلنوا فيها عدم مشاركتهم معتبرين أن ذلك خروج عن الإجماع الوطني وعن إرادة الشعب الفلسطيني الذي أجمع على رفض هذه الصفقة والانخراط فيها أو التعاطي معها.
ودعا مجدلاني إلى احترام وتطبيق قرارات القمم العربية بما فيها أخيراً قمة تونس وعدم الانخراط في المؤتمر، كما دعا العرب إلى إعلان موقفهم الرافض لصفقة القرن، لكنه أكد أن الموقف الفلسطيني هو الذي يمتلك الفيتو، معتبراً أن الـ«لا» الفلسطينية هي القادرة على إحباط أي تحرك أو مراهنات إقليمية قد تكون إطاراً أو تشكّل غطاء لتمرير صفقة القرن.
وكشف مجدلاني أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعاني منذ شهر تشرين الثاني 2017 من ضغوط هائلة وحصار مالي وابتزاز سياسي ومالي آخرها كانت المحاولات الإسرائيلية لاقتطاع الأموال الفلسطينية.
وأصرّ على ألا تحول الأموال بشروط مسبقة وأولها إلغاء القانون الإسرائيلي الذي يقتطع من أموال الفلسطينيين الموجهة كرواتب لأسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الالتزام بأسر الشهداء والأسرى هو التزام سياسي ووطني وأخلاقي لا يمكن التراجع عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن