رياضة

الأسباب كثيرة والحلول تبدأ من المنزل … شغب الملاعب داء قد يتحول لوباء

| اللاذقية – محسن عمران

لم يعد خافياً على أحد أن الشغب الذي حدث في ملاعبنا هذا الموسم قد زاد على المألوف أو على ما اعتدناه في مواسم أو سنوات سابقة وأصبح البعض يخترع أشياء جديدة وأدوات غير مألوفة وأصبح حضور بعض المباريات يحتاج لترتيبات ووسائل أمان يجب التسلح بها قبل دخول الملعب أو المعركة بتشبيه أصح.
ويختلف نوع الشغب بين ملعب وآخر حسب نوع الثقافة التي يحملها كل جمهور أو حسب تأثير الأزمة التي تعصف بوطننا على منطقة معينة، فمنهم من يكتفي بشغب الشتائم للجمهور الآخر واللاعبين ومنهم من يحاول الاعتداء بالضرب على الخصم ويكون هذا عدوانياً عندما ينتقل لتخريب المنشآت الرياضية والأملاك العامة من خلال نقل شغبه إلى خارج حدود الملعب وهنا الطامة الكبرى.

الأسباب
ولو بحثنا في أسباب الشغب لوجدناها كثيرة منها أن الجمهور لا يتقبل أي نتيجة غير الفوز لفريقه ولو كان فريقه يستحق الخسارة وهذا يعود لإدارات الأندية التي صورت الموقف لجمهورها على أن فريقها هو الأعظم والأقوى وأنه بطل الدوري والكأس قبل أن يبدأ والمسألة مسألة وقت لا أكثر والسماح للجمهور بالتدخل بقراراتها، وبعد ذلك يتحول هذا الأمر لخوف من الجمهور ولا تعود الإدارات قادرة على السيطرة عليه خاصة إذا كان من يقود الجمهور في المدرجات يفتقد الثقافة والتربية وأدبيات الحياة فيتحول إلى محرض بدلاً من قائد أوركسترا تعزف الفرح.
ومنها اللاعبون أنفسهم الذين يلعبون دوراً تحريضياً لإبعاد الأنظار عن تواضع أو تراجع مستواهم خاصة إذا كانوا من أصحاب الأسماء الكبيرة فيلعبون دور المظلوم ويبدؤون بالتحريض، وأيضاً للحكام دور في الشغب من خلال تعاطفهم مع فريق على حساب آخر أو احتسابهم لخطأ كبير بقصد أو من دونه يثيرون الجمهور ويتسببون بالشغب وأيضاً المدربون والإداريون على دكة البدلاء واللاعبون الاحتياط الذي يقومون بحركات استفزازية وشاهدنا من هؤلاء الكثير في مباريات الدوري هذا الموسم وكانوا أحد الأسباب المهمة لحدوث الشغب.
الإعلام الرياضي أحد أسباب الشغب أيضاً من خلال عدم نقله للحقيقة وتضخيم الأمور أو تصغيرها حسب مصلحة الإعلامي الشخصية أو مصلحة الوسيلة الإعلامية التي يعمل معها ومن خلال أسلوبهم في الكتابة عندما يكون تحريضياً أو استفزازياً، إذ من غير المقبول أن يكتب أحدهم هل ينتقم أو يثأر فريق كذا من خسارته مع فريق كذا وكأن الملعب أصبح ساحة للانتقام وأخذ الثأر أو أن فريق كذا دك حصون فريق كذا بسبعة أهداف أو هذا الفريق أذل ذاك الفريق وما إلى ذلك من مصطلحات وتعابير لا يجوز أن نتناولها في وسائلنا الإعلامية.
المكتب التنفيذي أو اتحاد الكرة من خلال عدم تطبيقهم للقوانين بشكل صحيح ومجاملتهم لفرق على حساب أخرى أو لأشخاص دون سواهم أو لتراجعهم عن عقوبة أشخاص لا يستحقون أن يكونوا بالمنظمة بعد أفعالهم وتعيينهم في أماكن قرار، وهذا الأمر يخلق حساسية عند الجمهور خاصة إذا كانت عقوبة فريق أو شخص قام بما حدث نفسه عندهم أقل مما نالوه من عقوبات.
وهناك أيضاً سبب مهم وهو رجال حفظ النظام الذين يكونون غير مدربين على التعامل مع حالات الشغب فيزيدون الطين بلة كأن يقوموا بضرب مشجع أمام الجمهور أو «شحطه» كما هو متعارف على هذا التعبير أو التهجم على المدربين والإداريين واللاعبين عندما يعترض هؤلاء على أي قرار أو حتى استخدامهم لوسائل تفريق وتشتيت الجمهور قبل وقتها.
هذه بعض الأسباب وهناك أسباب أخرى تعود للتنشئة المنزلية وتعيين مراقبين غير حياديين وغير ذلك.

الحلول
هناك حلول كثيرة من شأنها القضاء على الشغب أو التخفيف منه تبدأ من المنزل وتوعية الأهل لأولادهم وأن أخلاقهم في المنزل سيحملونها للملعب وأن الشغب ظاهرة سلبية قد تقضي على حياتهم أو مستقبلهم، وأيضاً على إدارات الأندية اختيار روابط المشجعين من الأشخاص الذين يتمتعون بسيرة حسنة وشخصية قوية ويكون لهم تأثير كبير على الجمهور وإقامة ندوات توعية وتبادل الزيارات مع الأندية وروابط المشجعين الأخرى والابتعاد عن الشتائم والاستفزازات على مواقع التواصل الاجتماعي وأيضاً تأهيل عناصر حفظ النظام وتدريبهم على التعامل مع حالات الشغب وامتصاص فورة الجماهير، وابتعاد اللاعبين والمدربين والكوادر الإدارية عن أي تصريحات استفزازية ومحاسبتهم عليها إن حدثت وتقديم جوائز للعب النظيف والجمهور المثالي وتعيين لجان حكام من المحايدين وليس كما هو الحال الآن، إذ نجد عضو إدارة في نادي الجيش هو رئيس للجنة الحكام، ما يوقع ناديه في إحراج ولو لم يكن هناك أي تعاطف معه وأن يكون الحكام على درجة كبيرة من الوعي بالتعامل مع بعض الأمور التي من شأنها استفزاز الجمهور وأيضاً عدم تدخل المسؤولين وخاصة من غير الرياضيين بالأندية والتأثير في قرارات الاتحاد كما كان يحدث سابقاً.

محكمة رياضية
أيضاً العمل على إنشاء محكمة رياضية للبت بالقضايا الشائكة أو التي تشعر الأندية أنها تعرضت للظلم فيها ولا سيما أن اتحاد الكرة لا يعتمد في قراراته إلا على تقارير المراقبين الذين قد يتعاطفون مع فريق دون آخر ناسياً أو متناسياً أن تقنيات علمية قد دخلت عالم الرياضة يستطيع فيها أن يميز الحالات ويتخذ القرار الصحيح فلا يظلم فريق على حساب آخر.

زيادة أجور الحكام
ضعف أجور التحكيم قد يجعل الحكم يخضع لمغريات معينة إذ من غير المقبول أن ينال الحكم أجراً لا يكفيه أجور نقل وإطعام ويجب زيادة أجره حتى لا يخضع لأي تأثير، طبعاً مع عدم تشكيكنا بنزاهة حكامنا ولكن نتمنى إنصافهم لأن ما يصرفه مسؤول رياضي يرافق بعثة ما يكفي أجور الحكام لأسابيع.
إذاً شغب الملاعب حتى اللحظة هو داء في ملاعبنا ويجب التعامل معه كما ذكرنا باحترافية عالية قبل أن يتحول لسرطان لا نستطيع البرء منه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن