سورية

«تشاثام هاوس»: تركيا و«النصرة» يحتاجان إلى بعضهما البعض

| الوطن- وكالات

اعتبر مقال نشره «المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا- تشاثام هاوس» أن العلاقة بين تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والنظام التركي يتم تحديدها عن طريق العديد من المصالح، بعضها متضارب وبعضها مشترك، وما زال كل طرف منهما يعتقد أنه قد يحتاج إلى الآخر في معاركه المستقبلية.
وتحدث المقال الذي كتبه الكاتب سلطان الكنج، عن «تقلبات العلاقة بين تركيا و«تحرير الشام» تبعاً لتغيرات موقف «الهيئة» والتطورات الحاصلة في المنطقة وعلى الساحة السورية.
وذكر المقال أن العلاقة بين الجانبين بدأت بشكل حذر وعدائي، لكن «النصرة» عدّلت من موقفها في مواجهة الواقع العسكري على الأرض وازدياد حدة حرب «التحالف الدولي» على تنظيم داعش الإرهابي، معتبراً أن الهزائم التي لحقت بتنظيم ـداعش الإرهابي دفعت «النصرة» لتقديم تنازلات تعاقدية وعسكرية خوفاً من مواجهة مصير مماثل.
وأضاف: تحولت العداوة بين «النصرة» وتركيا إلى شكل من أشكال التنسيق، وبدا ذلك واضحاً عندما سمحت «الهيئة» للدوريات التركية بدخول المناطق الخاضعة لسيطرتها وحماية نقاط المراقبة التركية في شمالي سورية، ولفت إلى تحول هذا التنسيق إلى تعاون واسع النطاق عندما سهلت «النصرة» العمليات اللوجستية والعسكرية التركية في الشمال.
واعتبر المقال، أن النظام التركي يريد من «النصرة» الانضمام إلى «جماعات المعارضة السياسية التي شاركت في عملية أستانا»، ولكن «النصرة» تجنبت حتى الآن القيام بذلك رسمياً حتى لو كانت قد قبلت بحكم الأمر الواقع.
ولفت إلى وجود جناح في «النصرة» يرى أن التقارب مع تركيا يقتل ما يسمى «الثورة والحركة الجهادية السورية»، وأن روسيا وتركيا متفقتان بشكل أو بآخر على الوضع في سورية، إذ تتقاسمان المصالح التي يمكن أن تحول «الثورة السورية» إلى شرائح للمساومة بين تركيا وروسيا.
واعتبر أن تركيا من ناحية أخرى ترى نفسها ملزمة، على الأقل لبعض الوقت، بالتعامل مع «النصرة»، وخاصة أن الأخيرة تحتفظ حالياً بوجودها باتفاق ودعم تركيا، ويمكن أن تواجه أنقرة «النصرة» بشكل غير مباشر من خلال الميليشيات المتحالفة معها، لكن هذا غير مرجح في هذه المرحلة لأنه لا تضارب في المصالح بين الجانبين.
وأشار المقال إلى أن تركيا تعتبر «النصرة» بمنزلة ورقة يمكن أن تلعبها يوماً ما في حربها على الأكراد، وبذلك يمكن لتركيا أن تحقق أمرين: قتال القوات الكردية (قوات سورية الديمقراطية– قسد» مع جماعة مسلحة منضبطة وأيديولوجية، وإضعاف «النصرة» من خلال خسائر ساحة المعركة.
وأضاف: يمكن أن تستخدم تركيا أيضاً «النصرة» كمبرر للخروج من اتفاقات «أستانا»، وفي حالة توصلت تركيا إلى اتفاق مع روسيا، يمكن للقوات التركية أن تنسحب بسهولة من إدلب وأن تتركها للدولة السورية بحجة أن «النصرة» هي بالفعل منظمة إرهابية.
ومن الخيارات الأخرى التي طرحها الكاتب أن تركيا يمكن أن تستخدم «النصرة» كوسيلة لتبرير رحيلها من إدلب إلى الجمهور التركي والمسلحين في سورية، الذين ما زالوا يرون أن أنقرة هي مصدر دعمهم.
وختم الكاتب بالقول: يتم تحديد العلاقة بين الجانبين عن طريق العديد من المصالح، بعضها متضارب وبعضها مشترك. وما زال كل طرف يعتقد أنه قد يحتاج إلى الآخر في معاركه المستقبلية، معتبراً أن تركيا أصبحت متشككة من حلفائها التقليديين، الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى قلقها إزاء حليفها الجديد، روسيا، وهذا يزيد من حاجتها إلى العلاقة مع «النصرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن